من القاهرة إلى العالم.. استثمارات الشركات المصرية تغزو الأسواق العالمية
تعد استثمارات الشركات المصرية خارج حدود الوطن واحدة من أبرز مؤشرات القوة الاقتصادية التي تظهرها مصر في الساحة العالمية، فقد شهدت هذه الاستثمارات توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث نجحت العديد من الشركات المصرية في بناء حضور قوي في أسواق متعددة حول العالم.
يأتي هذا التوسع نتيجة للعديد من العوامل، أبرزها النمو المستمر للاقتصاد المصري، وتطوير بيئة الأعمال، فضلاً عن التحسينات التشريعية التي تشجع على الاستثمار الخارجي.
وتعكس هذه الاستثمارات قدرة الشركات المصرية على التكيف مع مختلف الأسواق، بدءًا من منطقة الشرق الأوسط وصولاً إلى أسواق أوروبا وآسيا، مما يسهم في تعزيز صورة مصر كوجهة اقتصادية رائدة.
وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى هذه الاستثمارات كخطوة استراتيجية لفتح أسواق جديدة، وزيادة العوائد المالية، ونقل الخبرات التكنولوجية والإدارية، مما يعزز مكانة مصر على الخارطة الاقتصادية العالمية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نرصد أبرز استثمارات الشركات المصرية خارج الحدود.
شركة حسن علام
انتهت شركة النصر العامة للمقاولات "حسن علام" من تنفيذ مشروع نفق ومجسر معسكر الرشيد – الزعفرانية في بغداد بتكلفة 41 مليون دولار، حيث يهدف المشروع إلى تحسين حركة المرور ويشمل إنشاء مجسر بطول 805 أمتار ونفق بطول 470 مترا.
ويأتي المشروع في إطار تعزيز التعاون بين مصر والعراق في قطاع البنية التحتية، حيث تسعى الوزارة لتوسيع تواجد الشركات المصرية في الأسواق الخارجية.
4 شركات مصرية تستثمر 200 مليون دولار في المغرب
تعتزم شركات مصرية إطلاق 4 مشاريع صناعية جديدة في المغرب باستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار خلال عام 2025، تشمل قطاعات مثل الأغذية، والمشروبات، والمناطق الصناعية، والنفط والغاز.
وووفقًا لرئيس مجلس الأعمال المصري المغربي، نزار أبو إسماعيل، فإن هذه المشاريع تهدف إلى التصدير إلى أسواق غرب أفريقيا.
مجموعة أوراسكوم للتنمية
توسعت بشكل كبير في الأسواق الدولية، حيث نفذت العديد من المشاريع الكبرى في عدد من الدول حول العالم. في هذا التقرير، سنتناول أبرز مشاريع أوراسكوم للتنمية خارج مصر وأثرها على الاقتصاد المحلي والدولي، ومن أهم المشاريع:
- سلطنة عمان: طورت الشركة منتجع "الجبل الأخضر" والذي يعد من أكبر المشاريع السياحية في المنطقة، حيث يقع المنتجع في جبال الحجر، ويتميز بموقعه الفريد الذي يجذب الزوار الباحثين عن تجربة سياحية فاخرة في بيئة طبيعية.
- المغرب: نفذت عدة مشاريع عقارية وسياحية هامة، ومن أبرز تلك المشاريع منتجع "ميديتيراني"، الذي يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والمشروع يهدف إلى تطوير وجهة سياحية متكاملة تشمل فنادق، شقق سكنية، ومرافق ترفيهية.
- الإمارات العربية المتحدة: يعد منتجع "نخلة جبل علي" من أبرز المشاريع في دبي الذي يجمع بين الفخامة والابتكار في تصميمه، وتتعاون فيه أوراسكوم مع شركاء محليين.
- سويسرا: تنفذ الشركة مشروع "جنيف لاغو" هو أحد المشاريع التي تهدف إلى جذب السياح الباحثين عن تجربة هادئة وفاخرة بالقرب من البحيرات والجبال.
مجموعة طلعت مصطفى
شركة طلعت مصطفى قد بدأت في الاستثمار في المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة، حيث تعتبر السعودية من أهم الأسواق بالنسبة لها في المنطقة.
وتنفذ الشركة مشروع "مدن" في الرياض، ويعتبر هذا المشروع واحدًا من أكبر المشاريع العقارية للشركة في المملكة، ويضم المشروع العديد من الوحدات السكنية والتجارية، بالإضافة إلى مناطق خدمية ومرافق متنوعة.
كما طورت الشركة عدد من المشروعات السكنية والتجارية في عدة مدن سعودية أخرى مثل جدة، مع التركيز على توفير حلول سكنية حديثة لشرائح متعددة من المجتمع السعودي.
وفي الإمارات، عملت الشركة على مشروع "مستقبل دبي" الذي يعد من المشروعات الرئيسية التي قامت بها الشركة في دبي، حيث يهدف إلى بناء مجتمعات سكنية متكاملة مع مرافق تجارية وترفيهية حديثة.
شركة المقاولون العرب
تعد شركة المقاولون العرب واحدة من الشركات الرائدة في مجال البناء والتشييد في العالم العربي، ولها سمعة قوية في تنفيذ المشاريع الكبرى في مختلف البلدان.
وتميزت الشركة بقدرتها على تنفيذ مشاريع ضخمة ومعقدة في الخارج، مما جعلها أحد الأسماء البارزة في صناعة المقاولات الدولية، وفيما يلي أبرز مشاريعها في الخارج:
- أوغندا: فازت شركة المقاولون العرب بمشروع تصميم وتنفيذ طريق "إيجانجا-كامولي" في أوغندا، بطول 56 كيلومترًا، بتكلفة 70 مليون دولار.
- كوت ديفوار: وقعت شركة المقاولون العرب عقدًا لإنشاء 6 محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في كوت ديفوار، بتكلفة 100 مليون دولار.
- الجزائر: تشارك شركة المقاولون العرب في تنفيذ مشروع ميناء رأس جنات في الجزائر، الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية البحرية في المنطقة.
- تنزانيا: تشارك شركة المقاولون العرب في تنفيذ مشروع سد ومحطة جوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية في تنزانيا، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة البلاد على توليد الطاقة المتجددة.
- الكويت: تشارك شركة المقاولون العرب في تنفيذ مشروع شرق تيماء في الكويت، الذي يتضمن تطوير بنية تحتية متكاملة في المنطقة.
النساجون الشرقيون
تعد شركة النساجون الشرقيون من أبرز الشركات المصرية في صناعة السجاد والموكيت، ولها حضور قوي في الأسواق العالمية من خلال مشروعاتها خارج مصر، وتملك الشركة مصنعين خارج مصر.
- الصين: تمتلك النساجون الشرقيون مصنعًا في الصين، مما يتيح لها تلبية احتياجات السوق الآسيوية وتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة.
- الولايات المتحدة الأمريكية: لديها أيضًا مصنع في الولايات المتحدة، مما يعزز قدرتها على تلبية احتياجات السوق الأمريكية وتوسيع وجودها في القارة الأمريكية.
شركة السويدي إليكتريك
تعد شركة السويدي إليكتريك من الشركات الرائدة في مجال الطاقة والبنية التحتية، ولها حضور قوي في العديد من الدول خارج مصر.
وتصدر الشركة منتجاتها إلى أكثر من 105 دول، بما في ذلك ألمانيا، إيطاليا، هولندا، المملكة المتحدة، وإسبانيا، كما تمتلك مصنعًا للعدادات الذكية في سلوفينيا يعد من بين الأوائل عالميًا.
وتشارك السويدي إليكتريك في مشاريع طاقة متجددة في المملكة المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، بولندا، وإيطاليا، حيث تزود الكابلات والمحولات لمشاريع الرياح والطاقة الشمسية
وتنفذ السويدي إليكتريك مشاريع في السعودية، بما في ذلك محطة كهرباء باستثمارات تبلغ مليار دولار، بالتعاون مع شركة سيمنز.
شركة كونكريت بلس
تأسست شركة كونكريت بلس في عام 1998، وهي شركة مصرية متخصصة في الهندسة والإنشاءات، تقدم خدمات متكاملة في إدارة الأعمال الإنشائية.
على الصعيد الدولي، دخلت كونكريت بلس في شراكة مع شركة زهران القابضة السعودية لتنفيذ مشروع عقاري متعدد الاستخدامات في الرياض، بتكلفة تقدر بنحو 2 مليار ريال سعودي، حيث يتضمن المشروع تشييد برج يحتوي على وحدات فندقية وإدارية وتجارية.
وبالإضافة إلى ذلك، دخلت كونكريت بلس في منافسة على نحو 7 مشروعات للبنية التحتية والإسكان في المملكة العربية السعودية، تتوزع بين مشروعات للبنية التحتية وأخرى سكنية، بالتعاون مع شركة البحر الأحمر للمقاولات.
وتظهر هذه الاستثمارات الكبيرة والمتنوعة أن الشركات المصرية تمتلك القدرة على التوسع والنمو في أسواق جديدة، مما يساهم بشكل فعال في الاقتصاد المصري والعالمي على حد سواء، فكل مشروع يتم تنفيذه خارج الحدود ليس مجرد خطوة تجارية، بل هو أيضًا استثمار في سمعة مصر كداعم رئيسي للاستثمار والتنمية.
كما أن هذه الاستثمارات تساهم في نقل التكنولوجيا، وتوفير فرص العمل، وتعزيز التعاون بين الدول، مما يعزز من مكانة مصر الاقتصادية على الساحة العالمية.