هل نجحت البنوك المركزية في السيطرة على التضخم خلال 2024؟ خبير اقتصادي يجيب
عاشت البنوك المركزية العالمية حالة من الاضطراب في قراراتها خلال 2024، في محاولة منها لخفض معدلات التضخم والسيطرة على الأسواق، في ظل التأثيرات الكبيرة التي تعرضت لها على مدار العامين الماضيين، مما جعل البعض يغرد خارج السرب ويتخذ قرارات جريئة لكبح التضخم، والبعض الآخر كان أكثر حرصا في اجتماعاته الدورية لمناقشة أسعار الفائدة.
وفي الوقت الذي استمرت فيه الاضطرابات العالمية والتوترات الجيوسياسية، لجأت البنوك المركزية إلى اتباع سياسات نقدية صارمة للسيطرة على الأسواق خلال 2023، عبر رفع أسعار الفائدة بشكل مستمر، ولكن في العام الحالي كانت تنتهج قرارات أقل صرامة سواء من ناحية تثبيت الفائدة أو خفضها في الإجتماعات الأخيرة قبل نهاية 2024.
قرارات البنوك المركزية العالمية بشأن الفائدة
وقال الدكتور خالد الشافعي الخبير الإقتصادي، إن قرارات البنوك المركزية العالمية بشأن الفائدة كان لها مردود إيجابي في تراجع معدلات التضخم، بالرغم من التداعيات التي أثرت على الاقتصادات نتيجة الرفع المستمر للفائدة، مما نتج عنها تراجع معدلات النمو وارتفاع تكاليف الاقتراض.
وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لـ" بانكير "، أنه من المتوقع أن تركز البنوك المركزية العالمية خلال 2025، على تطبيق سياسات متوازنة ضمن خططها لتحقيق معدلات نمو عالية بالتزامن مع السيطرة على التضخم، مشيرا إلى أن الأسواق الناشئة سوف تعاني خلال العام المقبل بسبب الأزمات التي تعرضت لها، مما انعكس على زيادة الديون وتراجع عملاتها أمام الدولار.
نجاح البنوك المركزية في كبح جماح التضخم
وأكد على أن البنوك المركزية العالمية نجحت في كبح جماح التضخم، بسبب السياسات النقدية المتشددة، مما انعكس على تراجع الأسعار، موضحا أن من الآثار السلبية لهذه القرارات تتمثل في تراجع الاستثمارات، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى زيادة تكلفة الاقتراض.
وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات التي سوف تواجه الاقتصادات الناشئة خلال العام المقبل، نتيجة الصعوبات التي تواجهها عند الحصول على التمويلات الدولية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الديون، مما يجعلها لن تسير على خطى الاقتصادات المتقدمة في السياسات النقدية، ولكنها قد تستمر في السياسات التشددية لمحاولة السيطرة على الاقتصاد وتحقيق التوازن المطلوب بين النمو الاقتصادي والتضخم.