الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

الأجانب يغيّرون خطتهم في مصر.. السندات تكسب وأذون الخزانة تفقد بريقها

الإثنين 23/ديسمبر/2024 - 03:00 ص
الدولار
الدولار

 

 

 

ليه الأجانب بقوا يحولوا استثماراتهم في مصر من أذون الخزانة للسندات طويلة الأجل؟ وإزاي ده هيأثر على تدفق النقد الأجنبي ؟ وهل ده مؤشر على تغيير في استراتيجية المستثمرين العالمية تجاه الاقتصاد المصري؟

 

الفترة اللي فاتت كان فيه حركة ملحوظة من المستثمرين الأجانب في سوق أدوات الدين المصرية..  الأذون اللي كانت زمان نجمة المشهد بدأت تفقد بريقها دلوقتي .. والعيون كلها بقت على السندات طويلة الأجل خصوصًا اللي مدتها 3 سنين

طب ليه ده حصل؟

ببساطة المستثمرين دلوقتي بيدوروا على عوائد ثابتة ومضمونة لفترة أطول..  لأن في توقعات قوية إن البنك المركزي المصري ممكن يخفض الفايدة قريب يمكن في نص 2025 .. ده معناه إن اللي هيستثمر دلوقتي في سندات طويلة الأجل هيضمن أعلى فايدة موجودة قبل ما تنزل لما المركزي يبدأ يغير سياسته النقدية

وفي الشهور اللي فاتت شفنا بيع كبير لأذون الخزانة قصيرة الأجل في السوق الثانوية.. الأجانب والعرب استثمروا حوالي 90 مليار جنيه في سندات طويلة الأجل بعائد 26.24% .. وده رقم أعلى بكتير من اللي موجود على الأذون في نفس الوقت

طب إيه السبب اللي خلا المستثمرين يعملوا كده ؟

السبب الأساسي إن السندات طويلة الأجل بتدي استقرار أكتر للمستثمرين اللي عاوزين أرباح كبيرة على المدى البعيد بعكس الأذون اللي بتتأثر بسرعة بأي تغييرات في السوق أو السياسة النقدية

اللي حصل ده مش مجرد حركة فلوس..  لكنه مؤشر على ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري على المدى الطويل..  لما حد يشتري سندات مدتها 3 سنين ده معناه إنه متأكد من استقرار السوق ومن قدرة الحكومة المصرية على الوفاء بالتزاماتها

وليه ده مهم لمصر؟

ببساطة لما الفلوس دي تدخل في السندات طويلة الأجل بتعمل حاجتين مهمين جدًا .. أول حاجة إنها بتساعد على استقرار تدفق النقد الأجنبي لأن الفلوس مش هتخرج بسرعة زي ما بيحصل مع الأذون.. تاني حاجة إنها بتدعم موازنة الدولة لأن الحكومة بتقدر تستخدم العوائد دي في تمويل مشاريع طويلة الأجل بدل ما تكون مضطرة تدفع استحقاقات الأذون بسرعة

الحركة دي كمان جت في توقيت حساس جدًا الجنيه المصري بيتعرض لضغوط كبيرة قدام الدولار.. والمستثمرين الأجانب عندهم استحقاقات في أذون الخزانة خلال شهر ديسمبر.. والفكرة إن بدل ما يسحبوا فلوسهم برة ويزودوا الضغط على الجنيه اتجهوا للاستثمار في السندات طويلة الأجل وده ساعد على تخفيف جزء من الأزمة

الاقتصاد المصري دلوقتي في مرحلة انتقالية مهمة بعد تحرير سعر الصرف وإجراء إصلاحات كبيرة قدرت الحكومة تجذب استثمارات أجنبية ضخمة تجاوزت 23 مليار دولار في أول 4 شهور من تحرير سعر الصرف..  بس الأهم إن الجزء الكبير من الفلوس دي بقى مستثمر في أدوات طويلة الأجل زي السندات مش مجرد فلوس بتدخل وتخرج بسرعة

الاتجاه الجديد ده مش بس بيعكس ثقة المستثمرين لكنه كمان بيدي الحكومة فرصة تستغل العوائد في تحسين البنية التحتية ودعم المشروعات القومية وإعادة بناء الاحتياطي النقدي بطريقة مستدامة أكتر

اللي بيحصل في سوق أدوات الدين المصرية هو جزء من معركة كبيرة بتقودها الحكومة لتحقيق التوازن بين الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات وطول ما في إصلاحات وسياسات نقدية متوازنة هنفضل نشوف حركة إيجابية زي دي على المدى الطويل