الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

جراب مدبولي.. مناورات الحكومة لمحاصرة الدولار بصفقات العيار التقيل

الثلاثاء 17/سبتمبر/2024 - 12:20 ص
الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

 

 
الدولار هيفضل معركة الحكومة والبنك المركزي لغاية تصحيح الخلل بين موارد العملة الصعبة والمصروفات ولغاية ما نوصل لمعادلة ارتفاع الإيرادات الدولارية عن الاستخدامات ياترى الحكومة بتعمل ايه عشان تحاصر الدولار ومتخلهوش يرفع راسه تاني وايه اللي في جراب مدبولي تاني للجنيه وسوق الصرف.. تابعونا للآخر وهتعرفوا كل التفاصيل في الفيديو ده

 


أزمة الدولار مش محتاجة شرح وبتختصر في أن احتياجات الدولة من العملة الأمريكية للاستيراد وسداد الديون والاستثمار اكبر من إيراداتها ودا في عرف السوق والعرض والطلب سبب ارتفاع أسعار العملة الخضراء وهتفضل المعادلة مستمرة لغاية ما تحقق الحكومة نقطة الاتزان بين الوارد والمصروف من العملة الصعبة وبعدين ميل الكفة ناحية تدفقات الدولار وهنا هيبدأ سعره ينزل والحقيقة الحكومة عملت جهد جبار عشان سعر الدولار مايوصلش لـ 100 جنيه زي المنصات إياها ما روجت وقدرت تحصر السعر بين 49و48 جنيه وشفنا إزاي الدولار فضل ينزل على مدار 3 اسابيع تقريبا ولولا الإجراءات اللي خدتها الدولة كان استمر في منحنى الصعود لارقام كبيرة ودا لأن لسه الطلب على الدولار كبير سواء الاستيراد السلع الأساسية أو لسداد أقساط الديون ومستحقات الشركات العالمية في مصر خاصة اللي شغالة في قطاع البترول والغاز والتنقيب.

طيب ازاي الحكومة فكرت بره الصندوق عشان تضرب الدولار ؟
لازم نعترف أن إجراءات الحكومة وقبلها البنك المركزي اللي خارج الصندوق واللي اخترعت أساليب جديدة لمواجهة مافيا السوق السوداء في عز جبروتها كانت مهمة جدا لعدم خروج سعر الدولار عن السيطرة لغاية قرار التعويم اللي حسم كل الامور لصالح الدولة وانتهت السوق الموازية ورجع الدولار يستقر تاني ومعاه اتحسنت كل المؤشرات الاقتصادية والمالية وبالتوازي مع دا كانت الحكومة بتحضر لشيء مهم حغوبرعاية خاصة من الرئيس السيسي وهو دخول عصر الصفقات الضخمة واللي بتسمع في العالم كله وكانت صفقة رأس الحكمة واللي هزت أسواق الاستثمار العالمية ولفتت الإنتباه لأهمية السوق المصري ولو فاكرين بعدها حصل زي هجوم استثماري على مصر من الخليج ومن الصين وتركيا والهند ومن الامارات بعيدا عن رأس الحكمة وسمعنا عن مناطق صناعية في منطقة اقتصادية قناة السويس ومشروعات الطاقة العملاقة في الصعيد والاستثمار ات الجديدة في الساحل الشمالي كله والعلمين الجديدة.

وبعد صفقة رأس الحكمة الدولة بدأت تعيد اكتشاف ثرواتها الطبيعية والسياحية واعلنت من ساعات عن تجهيز صفقة رأس بناس للاستثمار المحلي والعالمي وأهمية الصفقة دي أن الطرح فيها هيكون بالدولار والجنيه طيب ليه الجنيه واحنا عاوزين دولار في الأساس.. شوف حضرتك لو اطرحت المنطقة للمستثمرين المصريين بالدولار هيحصل ضغط كبير على سحب العملة الأمريكية من البنوك وبالتالي سعره هيرفع وبكده معملناش حاجة لكن لما المستثمر المصري يدفع بالجنيه دا معناه قوة في العملة المحلية وفي نفس الوقت الدولة هتضمن إن المستثمر الأجنبي هيضخ دولارات من عنده في السوق المصري وبكده الدولة هتضرب اكتر من عصفور بحجر واحد.
سياسة الصفقات المليارية قدرت تحاصر الدولار بعد ما سوق الصرف والمؤسسات المالية العالمية عرفت أن مصر عندها بدائل كتيرة تكسر بيها سيطرة الوحش الأمريكي الاخضر وإن صفقة رأس بناس مش الأخيرة ولسه في جراب مدبولي صفقة رأس جميلة وسهل حشيش وغيرها من المناطق اللي هتقلب سوق الاستثمار في مصر.
كل دا وضيف عليه اللي بيحصل في قطاع الصناعة والتصنيع والتصدير والزراعة والسياحة وبقية قطاعات الاستثمار هيمثل ضغط مستمر على الدولار ومش هيخليه يقفز تاني وبالعكس كل الطرق بتؤدي لخفض سعره وكلها مسألة وقت.