راهن عليه السيسي وصدق.. حسن عبد الله يقود المركزي للأرباح بعد 7 سنوات عجاف
تعرف الرجال بأفعالهم.. ولما دخلت مصر مرحلة الخطر المالي طلب الرئيس السيسي رجلا بمواصفات خاصة لايهاب القرارات ولا يخشى المغامرة المحسوبة ولا يهوى المكاتب المكيفة فرشحت له الدوائر الاقتصادية والمالية المصرفي حسن عبد الله وعرفوه بأنه رجل الشدائد والحلول والانجازات وليس في قاموسه كلمة مستحيل أوأنصاف الحلول.
في أغسطس 2022 كلف الرئيس السيسي المصرفي حسن عبد الله بتولي مسئولية إدارة مصر ماليا وقيادة سفينة الجنيه ومنع الوصول للمرحلة الحرجة في سوق الصرف مع توفير متطلبات دولة بحجم مصر من العملة الصعبة في وقت وصلت التحديات للذروة..
تولي عبد الله منصب القائم بأعمال محافظ البنك المركزي وكل المعطيات والمؤشرات سوداء والأرقام هزيلة والأزمة عظيمة.. جائحة نقص دولار تستفحل كل يوم وتكالبت على السوق حيتان العملة وانضم إليهم جهات أخرى كانت تحلم أن تشهر مصر إفلاسها من العملات الصعبة في وقت مطلوب منه أن يوقع على فاتورة استيراد بمبلغ يقارب 100 مليار دولار كل سنة والحفاظ على احتياطي نقدي آمن ودون أن يخل بسداد الديون الخارجية وفوائدها وصرف مستحقات الشركات الأجنبية ودفع ثمن البضائع الراكدة في المواني وتحمل فاتورة ارتفاع الأسعار العالمية.. تحديات تكاد تهزم عزائم أشد الرجال وتوهن قوة أي مسئول.
كان حسن عبد الله عند حسن اختيار السيسي واستطاع أن يتلاعب بتجار الدولار وأن يلف عنق العملة الأمريكية وأن يوفرها من كل اتجاه بالترشيد حينا وباختراع موارد جديدة أحيانا أخرى وفوت الفرصة على مؤامرات إسقاط مصر ماليا وادخال اقتصادها في دوامة الانهيار تمهيدا لإسقاط كل الدولة..
الأرقام تغني عن الكلام حين الحديث عن إنجازات محافظ البنك المركزي الذي نال ثقة الرئيس وراح يجدد له سنة تلو الأخرى ليحافظ على ما تحقق..
تولي عبد الله وكاد الاحتياطي ينفد تحت وطأة زيادة الاسعار العالمية وارتفاع تكلفة فرق الأسعار ومع متطلبات الدولار الضخمة يقابلها شح في الورقة الخضراء في السوق..
ابتدع محافظ المركزي الأفكار والحلول والمبادرات لجذب الدولار من الخارج واتخذ اجراءات لوقف نزيفه وتهريبه وحكم قبضته على المضاربين، وكانت الضربة العظمي في 6 مارس 2024 بتحرير سعر الصرف والقرار الذي غير مسار الأزمة كليا وبدأت المؤشرات في التحسن واتجهت الأمور للقمح وليس الشعير وقفز الاحتياطي النقدي متجاوزا الـ64 مليار و400 مليون دولار.. وسدد المركزي نحو 25 مليار دولار ديونا داخليا وخارجية وهبط الدين الخارجي إلى 154 مليار دولار من 168 مليار دولار..
تقول أيضا لغة الأرقام إن محافظ المركزي استطاع أن يلجم كباح التضخم لأدني المستويات ويعيد الاستثمارات المباشرة والساخنة والغير مباشرة في أذون الخزانة وتراجعت تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية وغيرت وكالات الائتمان الدولية تصنيفاتها السلبية إلى نظرة واعدة وانتشت الأسهم المصرية مع انتعاشة الاستثمارات الضخمة في كل ربوع مصر..
تحكي لغة الأرقام أيضا عن معجزة جديدة بعد نجاح عبد الله في قيادة المركزي من الخسارة إلى الأرباح لأول مرة بعد 7 سنوات عجاف وذلك في السنة المالية الماضية، مسجلاً أرباحا بنحو 22.834 مليار جنيه، مقارنة بخسائر قيمتها 86.28 مليار جنيه في العام المالي السابق له، حسب قوائم البنك المالية، وتقرير مراقبة الحسابات المنشورة على موقعه اليوم.
مازلنا مع لحن الأرقام الذي يعزفه المركزي المصري حيث قفزت الأصول إلى 35% إلى 6.1 تريليون جنيه خلال العام المالي الماضي مقارنة بـ 4.5 تريليون بنفس الفترة من العام السابق، وفق ذات التقرير.. أيضا قفز رصيد الذهب لدى المركزي خلال العام المالي الماضي المنتهي بنسبة 90.6%، مسجلاً 454.92 مليار جنيه من 238.6 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023.. كل ذلك وماتزال الأرقام تحفظ لكتيبة حسن عبد الله في المركزي الجميل على إنقاذ مصر ماليا وتأدية توجيهات القيادة السياسية وتثتب بملا يدع مجالا للشك أن مصرفي مصر عملة نادرة لاتقارن بالذهب ولا بالفضة.