ليه البنك المركزي بيسحب السيولة من البنوك؟
يا ترى ليه البنك المركزي بيسحب السيولة من البنوك؟ وايه تأثير ده على معدلات التضخم وارتفاعات اسعار السلع الأساسية؟ وهل سعر صرف الجنتيه أمام العملات الأجنبية ممكن يتأثر باجراءات البنك المركزي فيما يتعلق بسحب السيولة؟
فى الساعات الأخيرة سحب البنك المركزي سيولة بقيمة 1.249 تريليون جنيه في عطاء السوق المفتوحة من 29 بنك بعد قراره الأخير بتعديل سياسات قبول العطاءات بفائدة 27.75%.. وحصل المركزي على سيولة بقيمة 920.050 مليار جنيه في عطاء السوق المفتوحة من 33 بنك الأسبوع اللى فات.
وكان البنك المركزي أصدر تعليمات جديدة بخصوص القواعد المنظمة للعملية الرئيسية لربط الودائع لعمليات السوق المفتوح اللي كان بيعملها المركزي من خلال إجراء مزاد ثابت السعر بصورة أسبوعية، ومن خلالها بيتم الإعلان عن حجم العملية اللى هيجريها المركزي، وقبول العطاءات بأسلوب التخصيص لببى بيتحدد بناء على نسبة العطاء المقدم من قبل البنك إلى إجمالي العطاءات المقدمة وبيطبق عليها طبعا سعرالعملية الرئيسية.
وأكد المركزي أنه في ضوء حرصه على اتباع أفضل الممارسات الدولية فيما يخص إدارة فائض السيولة لدى الجهاز المصرفي وتحسين نفاذ أثر قرارات السياسة النقدية، تقرر تغيير أسلوب قبول العطاءات الخاصة بالعملية الرئيسية لربط الودائع لديه من أسلوب التخصيص إلى أسلوب قبول جميع العطاءات المقدمة اعتباراً من اليوم التلات الموافق 23 أبريل 2024 على ان يتم نشر نتائج كل عملية ربط على لموقع الالكتروني للبنك المركزي المصري.
طب ليه البنك المركزي بيسحب السيولة الضخمة دي من البنوك؟
اى حد متابع القطاع المصرفي اكيد لاحظ انه ما بيمرش أسبوع واحد من غير ما يقوم البنك المركزي بسحب سيولة من البنوك تفوق التريليون جنيه من خلال عطاءات السوق المفتوحة وبعائد ثابت مرتفع يصل إلى 28%.
وبتعني السيولة الفائضة وجود الكثير من الجنيهات في السوق ولو "المركزي" ما سحبهاش هتقوم البنوك بإقراضها للشركات والأفراد، وهيزداد الطلب على السلع والعقارات والخدمات، وبالتالي يرتفع التضخم.
وعشان يسحب السيولة بيقوم البنك المركزي بربط ودائع للبنوك عنده لمدة أسبوع فقط..وبتتضمن أهداف العملية دي عدم السماح بوجود تشوه في أسعار الفائدة في السوق..والبنوك عندها بالفعل سيولة مرتفعة وارتفعت سيولة القطاع بنحو 1.5 تريليون جنيه في أول 5 شهور من 2024، لتصل إلى 10.3 تريليون جنيه بنهاية مايو.
وارتفع النقد المتداول خارج الجهاز المصرفي بنحو 130 مليار جنيه، ليصل إلى نحو 1.2 تريليون جنيه، لكن جزءا من هذا الارتفاع مفهوم لأن قيمة الجنيه انخفضت. لذا يحتاج "المركزي" إلى السيطرة على المعروض النقدي للسيطرة على التضخم.
وكان البنك المركزي بيستقبل رقم محددا من الودائع بيحدده بنفسه، وبيستقبل الطلبات من البنوك لإيداع فائض السيولة وبعدين يقوم بعملية تخصيص بالنسبة والتناسب لكل البنوك.. لكن في أبريل اللى فات غير البنك المركزي الأسلوب ده وتحوّل إلى قبول جميع العطاءات المقدمة.
ومفيش شك أن ارتفاع حجم الودائع اللى بيقبلها المركزي أسبوعيا بفائدة مرتفعة بيعني تحقيق المركزي خسائر، ولكن وفقا للمحللين المركزي جهة تنظيمية لا تستهدف الربح والهدف الأساسي اللى لازم التركيز عليه هو السيطرة على التضخم وسلامة القطاع المصرفي. لكن بطبيعة الحال لازم يكون فيه مدى زمني معقول لتحمّل الخسائر.
ويكون سحب السيولة مفيد للمواطن لأنه بيساعد في الحد من ارتفاع الأسعار، لكنه في المقابل بيحد من وفرة الأموال المتوفرة للإقراض من البنوك، ويبقي معدلات الفائدة مرتفعة