محافظ القروض العقارية للبنوك السعودية تسجل 213.5 مليار دولار بالربع الأول من 2024
أظهرت أحدث البيانات الرسمية أن محافظ القروض العقارية للبنوك السعودية وصلت إلى 800.5 مليار ريال سعودي (213.5 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 13 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وكشفت الأرقام الصادرة عن البنك المركزي السعودي، المعروف أيضًا باسم مؤسسة النقد العربي السعودي، أن 78% من هذه القروض كانت عبارة عن أفراد، في حين أن نسبة 22% المتبقية كانت عبارة عن شركات.
وعلى الرغم من أنها تشكل الحصة الأكبر من الإقراض العقاري من البنوك، إلا أن القروض المقدمة للأفراد سجلت معدل نمو سنوي أبطأ بنسبة 10 في المائة مقارنة بنمو قطاع الشركات البالغ 26 في المائة.
وكان من الممكن أن تؤدي عوامل عديدة، بما في ذلك أسعار الفائدة المرتفعة، إلى إضعاف الاقتراض الفردي بسبب زيادة تكلفة الائتمان.
في المقابل، من المرجح أن يكون التنفيذ السريع لمشاريع الجيجا في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030 هو الذي قاد النمو السريع في الإقراض العقاري للشركات. وتتطلب هذه المشاريع واسعة النطاق تمويلا كبيرا، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على قروض الشركات وتسريع معدل نموها.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء إلى ارتفاع أسعار العقارات السكنية بنسبة 1.2 في المائة خلال الربع الأول من العام، بينما انخفضت الأسعار في قطاع العقارات التجارية بنسبة 0.5 في المائة.
ومن المرجح أن هذا الاختلاف في اتجاهات الأسعار جعل العقارات التجارية أكثر جاذبية وبأسعار معقولة لمستثمري الشركات، مما أدى إلى زيادة الطلب على القروض العقارية التجارية. وعلى العكس من ذلك، ربما يكون قد خفف من حدة المقترضين الأفراد، مما أدى إلى تباطؤ معدل نمو الإقراض العقاري للأفراد.
وبحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي، بلغ إجمالي القروض العقارية السكنية الجديدة التي أصدرتها البنوك للأفراد 27.44 مليار ريال في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، بزيادة قدرها 2 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى الرغم من أن القروض الجديدة تشكل 67 في المائة بقيمة 18.25 مليار ريال، إلا أن الإقراض للمنازل انخفض بنسبة 1 في المائة. وفي المقابل، ارتفع الإقراض للشقق بنسبة 9 في المائة ليصل إلى 7.6 مليار ريال، في حين نما الائتمان العقاري بنسبة 5 في المائة ليصل إلى 1.62 مليار ريال.
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإن المملكة العربية السعودية لديها خطط طموحة لمضاعفة عدد سكان الرياض وجذب 9 ملايين شخص إلى مشروع ذا لاين، وهو مشروع تطوير حضري ثوري، بحلول عام 2045.
وسيكون العديد من هؤلاء القادمين الجدد من المغتربين، وذلك بدعم من إصلاحات التأشيرات الأخيرة. ويهدف برنامج الإقامة المميزة – الذي يقدم مزايا مثل ملكية العقارات والأعمال والحق في العمل بدون كفيل – إلى جذب المغتربين ذوي المهارات العالية والمستثمرين ورجال الأعمال لخلق فرص العمل وجلب الاستثمار.
وفي استطلاع أجرته شركة نايت فرانك العالمية للاستشارات العقارية في وقت سابق من هذا العام، أعرب 77% من 241 وافدًا مقيمًا في السعودية عن رغبتهم في شراء العقارات. كان الدافع الأساسي لشراء العقارات في المملكة، وخاصة بين جيل الألفية، هو وضعها المتصور كاستثمار جيد.
وقالت الشركة إن التحول من الفلل إلى الشقق بين غالبية المشاركين في الاستطلاع تأثر على الأرجح بعوامل مثل ارتفاع التكاليف المرتبطة بالفلل، واعتبارات القدرة على تحمل التكاليف، وربما اختلاف التفضيلات الثقافية مقارنة بالمواطنين السعوديين.
بالإضافة إلى ذلك، في أعقاب الأزمة المالية العالمية، أصبح الإفراط في ضمان الضمانات والتمويل الكامل أكثر شيوعا، وفقا لمركز بيكر ماكنزي للأبحاث. ويواجه المقترضون الآن متطلبات أكثر صرامة، بما في ذلك انخفاض نسب القرض إلى القيمة، مما يعني أنهم لا يستطيعون الاقتراض بقدر ما يستطيعون قبل الأزمة.
وحددت مؤسسة النقد العربي السعودي نسبة القرض إلى القيمة على قروض الرهن العقاري السكني بنسبة 90 في المائة. وتهدف هذه السياسة إلى تحقيق التوازن بين تعزيز ملكية المنازل والحفاظ على سوق الإسكان والنظام المالي المستقر والمستدام.
ولذلك، وفقاً للبحث، وعلى الرغم من الطلب القوي على الإسكان، فإن سوق التمويل العقاري في المملكة العربية السعودية لا يزال في طور النمو، ولا تزال ممارسات الإقراض الاستهلاكي صارمة. ومن المتوقع أن تصبح بيئة الإقراض الصارمة هذه أكثر صرامة بمجرد تنفيذ قانون الرهن العقاري المسجل وإنفاذه بالكامل.