خطوة جبارة لتدشين السوق العربية للكهرباء.. ومصر والسعودية والأردن البداية
أطلقت الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الأربعاء، دراسة خريطة السوق العربية للكهرباء، وذلك ضمن المشروع الاستكشافي الشرقي للكهرباء بين مصر والسعودية والأردن.
ويمثل الأمر خطوة مهمة نحو تحقيق حلم إنشاء سوق عربية للكهرباء، لتعزيز التكامل العربي ودعم أمن الطاقة الإقليمي، والاستفادة من القدرات الكبيرة لدول المنطقة.
وتم إطلاق خريطة طريق السوق العربية للكهرباء خلال الاجتماع الذي نظّمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة الطاقة)، وبمشاركة وفود من مصر والسعودية والأردن، الدول الـثلاث المعنية بالدراسة.
في ذات الوقت، تأتي هذه الخطوة في ظل تقدّم أعمال تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، حيث تجاوزت نسبة التنفيذ 47%، مما يمهد الطريق لبدء التشغيل خلال العام المقبل 2025، ويعتبر هذا المشروع نواة لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء.
من ناحية أخرى، صرّح الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية، السفير علي بن إبراهيم المالكي، أن المشروع الاستكشافي الشرقي يمثّل خطوة مهمة في مجال دراسات تجارة الطاقة الكهربائية بين الدول العربية، مشيرًا إلى أهمية المشروع بصفته إنجازًا إقليميًا لتبادل الطاقة على أسس تجارية في سوق عربية للكهرباء.
في سياق متصل، أكّدت الوزيرة المفوضة جميلة مطر، مديرة إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية، أن الأمانة العامة للجامعة عرضت خلال الاجتماع المسودة الأولية لخريطة الطريق للسوق العربية المشتركة للكهرباء، التي أعدّتها إدارة الطاقة بالجامعة العربية.
وأوضحت مطر أن الدراسة لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل الدول الثلاث المعنية بالدراسة التجريبية لتجارة الطاقة بين الدول العربية، وهي مصر والسعودية والأردن.
من ناحية أخرى، أكّدت المهندسة صباح مشالي، رئيسة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، اهتمام مصر بالمشاركة في الاجتماع الثلاثي المعني بفتح سوق عربية للكهرباء.
الطاقة المتجددة دافع للربط الكهربائي
أوضحت مشالي أن جامعة الدول العربية تعمل على هذه الدراسة منذ مدة طويلة، إيمانًا من الدول العربية بأهمية الطاقة كمحرك رئيسي للتنمية. وأشارت إلى أن الدول العربية لديها مشروعات طموحة لدخول مجال الطاقة المتجددة بكميات كبيرة، مما يُعزّز الحاجة إلى الربط الكهربائي بينها.
وقالت مشالي إن الربط الكهربائي يعدّ أحد أساليب الحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية في حالة حدوث أيّ مشكلات تتعلق بعدم استقرار الطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى ذلك، أكّدت على أن مصر اتّفقت مع الأردن والسعودية على خريطة طريق لبداية السوق العربية المشتركة للكهرباء بين الدول الثلاث.
وأوضحت أن الدراسة التجريبية التي تم إطلاقها ستكون النواة لإقامة سوق عربية شاملة للكهرباء مع انضمام باقي الدول العربية.
جديرٌ بالذكر أنه تعدّ العلاقات الراسخة والخبرات المتبادلة بين مصر والأردن في مجال الربط الكهربائي أحد أهم العوامل التي تدعم نجاح تطوير سوق عربية مشتركة للكهرباء، فقد ربطت مصر والأردن شبكاتهما الكهربائية منذ أكثر من 20 عامًا، وإلى جانب هذه الروابط التاريخية، تنفّذ مصر والسعودية حاليًا مشروعًا ضخمًا للربط الكهربائي بقدرة 3 آلاف ميغاواط، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله بنهاية عام 2025.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه في عام 2012، اتخذت مصر والسعودية خطوة تاريخية نحو تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، عبر توقيع اتفاق لإنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، وبتكلفة إجمالية بلغت مليار و800 مليون دولار، حيث يعدّ هذا المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إذ يمتد خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية لمسافة 1350 كيلومترًا، بدءًا من مدينة بدر في مصر، مرورًا بمدينة تبوك في السعودية، وصولًا إلى المدينة المنورة. كما يتكون المشروع من 3 محطات تحويل ذات جهد عالٍ، واثنتين من خطوط النقل البحري بطول 22 كيلومترًا في خليج العقبة.