ارتفاع عائدات سندات اليورو وسط البيانات الاقتصادية القوية
تشهد عوائد السندات أكبر ارتفاع أسبوعي لها خلال شهر، وذلك بفضل البيانات الاقتصادية القوية التي أضعفت التوقعات بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي.
وانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو معيار رئيسي لمنطقة اليورو، بشكل طفيف بمقدار نقطتين أساس إلى 2.583٪ بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في شهر واحد عند 2.611٪ في اليوم السابق.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، فإن العائد في طريقه للارتفاع بمقدار 7 نقاط أساس خلال الأسبوع ويغذي هذا الارتفاع مسح يظهر نمو النشاط التجاري في منطقة اليورو بأسرع معدل له خلال عام، مدفوعا بالطلب القوي على الخدمات وعلامات انتعاش التصنيع.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار نمو الأجور والمؤشرات الاقتصادية القوية من الولايات المتحدة يدفع المتداولين إلى تقليص توقعاتهم بتخفيض أسعار الفائدة من البنوك المركزية. انخفضت توقعات البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة في عام 2024 إلى أقل من 60 نقطة أساس، بانخفاض من حوالي 70 نقطة أساس في وقت سابق من الأسبوع.
وبقي العائد على السندات الألمانية لمدة عامين، والذي يعكس توقعات البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدة، ثابتًا عند 3.08٪، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر عند 3.105٪ في اليوم السابق. وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور مؤشر الاستهلاك الشخصي الأمريكي الأسبوع المقبل.
والبيانات وأرقام مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو، وكلاهما يمكن أن يؤثر بشكل أكبر على ديناميكيات السوق. انخفض عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 3.883%، ولكن مثل ألمانيا، من المتوقع أن يرتفع بمقدار 7 نقاط أساس لهذا الأسبوع.
وظل الفارق بين عوائد السندات الإيطالية والألمانية عند 129 نقطة أساس، في حين ظلت الفجوة بين سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات والسندات الألمانية ثابتة عند 189 نقطة أساس.
ويعكس الارتفاع المستمر في عائدات السندات التعافي الاقتصادي الأوسع والتحديات التي تواجهها البنوك المركزية في تحقيق التوازن بين النمو والسيطرة على التضخم.
وبينما يقوم المتداولون بتعديل توقعاتهم لتتماشى مع المؤشرات الاقتصادية القوية، يبدو الجدول الزمني لدورة تخفيف عالمية كبيرة بعيدًا ولا يقتصر هذا التعديل على أوروبا فحسب؛ إنها ظاهرة عالمية كما يتضح من اتجاهات مماثلة في الولايات المتحدة. بشكل عام، تشير مرونة البيانات الاقتصادية إلى أنه بينما ترتفع عوائد السندات، قد تحتاج البنوك المركزية إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لفترة أطول مما كان متوقعًا في السابق.