صندوق النقد الدولي يتفق مع الأردن على المراجعة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي
بمساعدة اتفاقية تسهيل الصندوق الممدد التي تم الاتفاق عليها في يناير من هذا العام، توصلت الحكومة وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء حول المراجعة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تجريه السلطات.
ومن أجل إجراء التقييم الأول بموجب اتفاق تسهيل الصندوق الممدد لصندوق النقد الدولي، والذي وافق عليه المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في 10 يناير 2024، قامت مجموعة من موظفي صندوق النقد الدولي بقيادة رون فان رودن بزيارة عمان في الفترة من 29 أبريل إلى 9 مايو 2024.
وناقش رودن، المراجعة الأولى للصندوق مع محافظ البنك المركزي الأردني عادل شركس، ووزير المالية محمد العسعس.
وذكر أن الاقتصاد الأردني أثبت تثبيطه، حيث وصل النمو الاقتصادي إلى 2.6 بالمئة عام 2023، رغم تباطؤ النشاط في الربع الأخير من العام بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة وقد حافظ الاقتصاد الأردني على قوته بعد نجاح البرنامج السابق، مما يعكس سياسات الاقتصاد الكلي السليمة.
ومضى يقول إن إجمالي الاحتياطيات الخارجية القابلة للاستخدام ارتفع إلى أكثر من 17 مليار دولار، كما انخفض عجز الحساب الجاري بشكل كبير إلى أقل من 4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 وانخفض معدل التضخم السنوي إلى 1.6% في ديسمبر 2023 نتيجة قيام البنك المركزي الأردني برفع أسعار الفائدة بالتزامن مع قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يدل على التزامه القوي بالاستقرار النقدي وفي الوقت نفسه، لا يزال النظام المصرفي الأردني يتمتع بالسيولة والربحية ورأس المال الجيد.
وعلى الرغم من وجود قدر كبير من عدم اليقين بسبب الصراع المستمر في غزة والتوترات الإقليمية، أشار رودن إلى أن "الاقتصاد الأردني سيظل قادرا على التعامل مع هذه الصدمات بشكل جيد شريطة ألا يتصاعد الصراع إقليميا" وقد يكون لاستمرار الحرب وتعطيل طرق التجارة في البحر الأحمر تأثير على اقتصاد البلاد، وخاصة على المعنويات والتجارة والسياحة.
وفي هذا العام، وفقاً لتوقعات رودن، سيبلغ النمو 2.4 في المائة وسيرتفع عجز الحساب الجاري قليلاً إلى ما يقرب من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وإذا انتهت الحرب وانحسر عواقبها، فمن المتوقع أن يرتفع النمو إلى نحو 3% في عام 2025، كما سينخفض عجز الحساب الجاري مع استمرار تنفيذ الإصلاح.
وأكد أنه تماشيا مع أهداف التحديث الاقتصادي، تظل الحكومة الأردنية ملتزمة بثبات بسن سياسات اقتصادية كلية معقولة للحفاظ على الاستقرار والإصلاحات الهيكلية لرفع مرونة اقتصاد البلاد ورفع مستويات معيشة المواطنين وستستمر السياسة النقدية للبنك المركزي الأردني في التزامها الثابت بالحفاظ على مستويات تضخم منخفضة وربط سعر صرف الدينار الأردني بالدولار الأمريكي.
ومن المتوقع أن يظل التضخم في عام 2024 منخفضا نسبيا، عند حوالي 2 في المائة وإن البنك المركزي على استعداد لتغيير سياساته حسب الحاجة لضمان الحفاظ المستمر على الاستقرار المالي والنقدي.
وذكر كذلك أن السلطات الأردنية تعمل على تحسين الاستدامة المالية لشركات الخدمة العامة من خلال خفض العجز المالي بشكل تدريجي وعادل والهدف النهائي هو خفض الدين العام إلى أقل من 80% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2028، مع توفير الدعم الكافي للأسر ذات الدخل المنخفض وإفساح المجال لزيادة الإنفاق الرأسمالي.
ووفقاً لرودن، فإن الهدف هو خفض العجز الأولي للحكومة المركزية إلى 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام (لا يشمل المنح والتحويلات إلى شركات القطاع العام).
بدأت الجهود المبذولة لتحسين الوضع المالي لشركات الخدمة العامة تؤتي ثمارها، حيث من المتوقع أن ينخفض العجز الأولي المجمع للقطاع العام إلى 4.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2024 وسيؤدي ذلك إلى فائض أولي قدره 1.3 في المائة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للحكومة العامة (بما في ذلك المنح) وخفض الدين العام إلى ما يزيد قليلاً عن 89 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.