السبت 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

200 مليار يورو شراكة استراتيچية بين الاتحاد الأوروبي ومصر.. إعلان التفاصيل قريبا.. إيه الحكاية

الإثنين 25/مارس/2024 - 03:02 ص
اليورو
اليورو

 


ايه حكاية الـ200 مليار يورو اللي أووبا هتستثمرها في مصر وهل الرقم ده منطقي وليه.. خليكم معانا للأخر وهنعرف كل التفاصيل

طبعا كلنا شفنا الزيارة اللي قامت بيها أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على رأس وفد يضم رؤساء وزراء كل من إيطاليا واليونان والنمسا وبلجيكا والرئيس القبرصي ودول زارو مصر نيابة عن كل دول الاتحاد الأوربي الـ27 دولة يعني أوروبا جت كلها مصر وقعدت مع الرئيس السيسي وفيها تم الاتفاق على رفع مستوى العلاقات الي استراتيجية وشراكة كاملة مع مصر وده شرحناه كتير وقتها وقلنا إن الـ8 مليار دولار اللي هتقدمهم اووربا لمصر مش نهاية المطاف لكن دي مجرد بداية .. تعالوا نشوف ليه بنقول كده.
أولا لازم نعرف إن اووربا الغنية مابعتتش نص قادتها وزعمائها لمصر عشان المبلغ ده لكن كان الهدف هو الشراكة الكاملة والاستراتيجية مع مصر وده معناه إن مصر بقت جزء من الاتحاد الأوربي حتى لو كانت من غير عضوية رسمية، وده نادر جدا جدا في الاتحاد الاوروبي واللي سبق عمل اتفاقات مهمة مع دول من خارج الاتحاد لكن مكنش على المستوى ده زي ما حصل مع تركيا كده وكان الاتفاق بس بخصوص مكافحة تركيا لتدفق اللاجئين إلى اوروبا وكان المابل معروف والتعاون محدود.
تعالو كمان نشوف حجم التجارة في دول الاتحاد الأوربي عشان نعرف إن رقم 200 مليار يور اللي اتقال ان أوروبا هستتثمره في مصر مش كبير .. شوف ياسيدي اقتصاد الاتحاد الأوروبي هو الاقتصاد المشترك للبلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اللي قنا عليهم وهو تاني أكبر اقتصاد في العالم من حيث القيمة الاسميّة (بعد الولايات المتحدة) ومن حيث معادلة القوة الشرائيّة أو تعادل القوة الشرائيّة (بعد الصين).
وقدر الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي بنحو 18.8 تريليون دولار (على الأقل) في سنة 2018، بنسة 22% من الاقتصاد العالمي وبيملك تاني أكبر عملة احتياطية وتاني أكتر العملات المتداولة في العالم بعد الدولار الأمريكي.
واليورو هو العملة الرسمية في 25 دولة.. حضرتك متخيل اقتصاد حجمه 19 تريليون دولار ممكن يعمل إيه في مصر.
طيب لو الكلام اللي بيتداول جوه وبره صحيح عن استثمارات اوربية في الطريق لمصر بـ200 مليار يور ايه السبب اللي يخلي أوروبا تضخ المبلغ ده كله.. شوف ياسيدي الموضوع كله مصالح وأوروبا مفيش حاجة تقلقها غير إن مستوى الرفاهية والثراء عندها يبقي مهدد ومفيش حاجة بتهدد اقتصاد اوروبا قد الهجرة الغير شرعية الضخمة وملايين البشر اللي ممكن يهاجروا لبلدان أوربية بسبب الأوضاع الصعبة لدول كتير في افريقيا جنوب المتوسط والجار الأقرب لاروبا الغنية وشفنا الموجات اللي عدت من الهجرة عملت ايه في اووربا وكلفت اقتصادها قد إيه.. يبقي من مصلحة اوروبا دا ما يتكررش بشكل اوسع لكن إزاي وافريقيا كلها حروب وكل الحروب والصراعات دي حولين مصر ومصر تعبت من كتر استضافة المهاجرين واللاجئين وعنده ازمات اقتصادية فكان لازم أوروبا تتحرك قبل انفجار موجات الهجرة وطوفات البشر ما يغزو بلادهم الغنية.

أوروبا مش بتلعب وعملت تقارير ودرسات كتير حولين الوضع اللي جنوب المتوسط ولقت إن الوضع خطر جدا عليها وإن مفيش غير مصر صمام الأمان وتقدر تمنع الكارثة..
وقالت الدراسات والتقارير الاوربية إن الحكومات الأوروبية قلقانة جدا من فترة طويلة من خطر عدم الاستقرار في مصر، واللي يبلغ عدد سكانها 106 ملايين نسمة وتكابد للحصول على العملة الأجنبية.
وحسب نصيحة دبلوماسيون لقادة أوروبا إن الأهمية الاستراتيجية لمصر برزت من خلال الصراع الدائر في السودان المجاور، واللي تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم، والحرب في قطاع غزة المجاور لشبه جزيرة سيناء .

وقالوا كمان إن مصر هي المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية الدولية اللي بيتم إرسالها إلى غزة، وبتحاول مع قطر والولايات المتحدة التوسط للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ده غير إن مصر تستحق التقدير على استضافة ما يقدر بتسعة ملايين مقيم أجنبي ومنع الهجرة غير الشرعية إلى حد كبير من سواحلها الشمالية منذ سنة 2016

وفي الأشهر القليلة الماضية، شهدت جزيرتا كريت وجافدوس اليونانيتان ارتفاعا حادا في أعداد المهاجرين الوافدين، معظمهم من بنغلادش وباكستان والسودان والقرن الأفريقي وده زود الضعط على السلطات المصرية وظهرت ومخاوف اوربا من طريق تهريب جديد في البحر المتوسط.
يعني باختصار اوربا عرفت إن مصر ماسكة مفاتيح الجنة والنار لأوروبا وهي البلد الوحيد اللي تقدر تحافظ على رخاء الأوربيين وعشان كده قادة أوروبا زاروا مصر وعشان كده رقم الـ200 مليار يورو ده واللي اتكلمت عنه تقارير مختلفة مش استثمار لمصر بس لكن ده استثمار أوربي في أمن أوروبا وثرائها واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي.