الهجمات في روسيا تؤجج مخاطر التضخم قبل قرار سعر الفائدة
لم تترك الهجمات على المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا مجالًا كبيرًا للبنك المركزي للانحراف عن موقفه المتشدد الحالي يوم الجمعة، حيث تهدد عواقب الضربات بتجديد مخاطر التضخم.
والآن، قد ترتفع أسعار السلع الأساسية ذات الأسعار المعقولة تقليديا مثل الدجاج مع استمرار الهجمات على منطقة بيلغورود، وهي منطقة زراعية رئيسية تمثل 14% من إجمالي إنتاج الماشية والدواجن في روسيا.
وفقًا لبلومبرج إيكونوميكس، تشهد مناطق الخطوط الأمامية نموًا في أسعار المواد الغذائية بنسبة 5 نقاط مئوية أعلى مما كانت عليه في موسكو. وإذا زادت وتيرة الهجمات في روسيا، فقد ينتشر هذا التضخم إلى المناطق المجاورة. وبما أن محلات البقالة تشكل 40% من مؤشر أسعار المستهلك، فإن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يثير قلقاً كبيراً بالنسبة لبنك روسيا.
وقالت بلومبرج إيكونوميكس إن الهجمات على منطقة بيلغورود قد توجه ضربة لمحاولات بنك روسيا لخفض التضخم لسببين. أولاً، تعتبر المنطقة أساسية للأمن الغذائي في روسيا، وسوف يؤدي تعطل الزراعة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد. ثانياً، إذا بدأ سكان بيلغورود في التحرك بأعداد كبيرة إلى مناطق أبعد عن القتال، فقد يعني ذلك ارتفاع الطلب وأسعار المساكن والسلع في جميع أنحاء روسيا. قد يكون أحد العوامل التي تعوض التضخم هو انخفاض ثقة المستهلك بسبب الهجمات حيث تقرر الأسر الاحتفاظ بمزيد من مدخراتها السائلة بدلاً من شراء سلع باهظة الثمن.
وعلاوة على ذلك، تمت مهاجمة ما لا يقل عن تسع مصافي رئيسية بنجاح هذا العام، مما أدى حاليا إلى انقطاع 11% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للبلاد حسب بعض التقديرات وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك تحرك يذكر في تكلفة الوقود في محطات الضخ داخل روسيا، إلا أن موجة الهجمات أدت إلى ارتفاع أسعار البنزين والديزل في بورصة سانت بطرسبرغ التجارية الدولية.
وقال خبراء إن توقعات التضخم لا تزال مرتفعة للغاية بحيث لا يستطيع البنك المركزي تغيير مسارها، لكن حقيقة انخفاضها قليلاً "تزيل السيناريو المحفوف بالمخاطر المتمثل في رفع سعر الفائدة أو التشديد الكبير في الخطاب من الطاولة".