طوق النجاة الأخير.. إزاي الحكومة هتتصرف في فلوس صفقة رأس الحكمة؟

من وقت الاعلان عن الصفقة الكبرى بين مصر والامارات وكل الناس بتسأل هي ال 35 مليار دولار بتاعت رأس الحكمة هتروح فين؟ وايه أفضل استغلال ممكنيحصل للسيولة الدولارية الكبيرة اللى هتيجي من الصفقة ؟ وهل هيكون لثمن الصفقة دور فى انخفاض أسعار السلع الغذائية؟

على الرغم من اعتبار صفقة تطوير رأس الحكمة طوق نجاة لتخفيف ضغوط أزمة نقص العملة الأجنبية اللي بتعاني منها مصر في اخر سنتين إلا أن كيفية استغلال التدفقات الدولارية اللى هتيجي من الصفقة وزيها من الاستثمارات الأجنبية المباشرة المرتقبة هيتوقف عليه الحل الجذري لعدم تكرار الأزمة وتداعياتها مرة تانية فى المستقبل.

وزي ما كلنا عارفين مصر وقعت من أسبوعين عقد لتطوير مشروع رأس الحكمة بشراكة إماراتية وهيستقطب المشروع استثمارات تزيد قيمتها على150 مليار دولار خلال مدة تطوير المشروع بتتضمن 35 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر للدولة المصرية خلال شهرين على أقصى تقدير استلمت منهم  مصر 10 مليار دولار كدفعة أولي.

وقدر بنك جولدمان ساكس حجم الفجوة التمويلية لمصر بـ 25 مليار دولار على مدار الـ 4 سنين الجاية في مذكرة صدرت قبل لتوقيع صفقة رأس الحكمة.

ورغم ان تدفقات رأس الحكمة أعادت مصر على الطريق الصحيح إلا أن التدفقات الدولارية اللى هتيجي منها هتكفى بس  الالتزامات العاجلة المطلوبة ومنها الإفراج عن البضايع في الجمارك ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بخلاف طبعا سداد الديون المستحقة سواء لحملة السندات أو غيرهم.

وطبعا استثمارات رأس الحكمة هتساهم في حل سريع لتلبية جزء من التزامات الديون على مصر في ظل أزمة السيولة الدولارية لكن من الصعب يتم ضخ الاستثمارات دي في مشروعات جديدة قبل سداد الالتزامات المستحقة الأول الى جانب كمان سداد مستحقات الشركات الجنبية تحديدا فى قطاع البترول

ومصر ملتزمة بسداد التزامات دولارية وديون قصيرة الأجل بقيمة تبلغ نحو 32 مليار دولار بنهاية 2024  منها 26 مليار دولار في النص الأول و15 مليار دولار في النصف التاني وفقا لتقارير عدد من مؤسسات التمويل الدولية

وبتشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع إجمالي الالتزامات الخارجية بما فيها الأقساط وفوائد الديون لتسجل نحو 42.3 مليار دولار خلال السنة الجاية.. فى وقت تضاعف فيه إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال اخر 10 سنين وبلغ إجمالي الدين الخارجي بنهاية الربع الأول من 2023 نحو 165.4 مليار دولار.

وطبعا الحكومة هتستخدم جزء كبير من صفقة راس الحكمة فى ضخ سيولة دولارية للبنك المركزي من اجل القضاء على السوق السودا للدولار بالاضافة الى إجراءات تانية هيتم تنفيذها بالتزامن مع تدفق استثمارات رأس الحكمة وغيرها وأهمها إعادة جدولة الديون لإتاحة فرصة استخدام جزء من السيولة الاجنبية المتدفقة في مشروعات تجلب عائد أجنبي.

كمان هيتم التوسع في المشروعات اللي بتوفر دخول دولارية وتنفيذ برنامج التمكين الاقتصادي للقطاع الخاص، بجانب التانى في تنفيذ مشروعات البنية التحتية اللى ما بتحققش  موارد دولارية.