فلوس الخليج اللى أنقذت مصر.. كم دفعت السعودية والكويت؟ وأين ذهبت الأموال؟

هي دول الخليج قدمت دعم بكام مليار دولار لمصر؟ ويا ترى الفلوس اللى دفها الخلايجة راحت فين ؟ وازاى الحكومات المتاعقابة ضيعت فرصة عظيمة للقضاء على السوق السودا للعملة ؟

أول حاجة لازم تعرفها ان علاقة مصر بأشقائها فى دول الخليج علاقات تاريخية وقديمة قدم الزمان .. ومصر قدمت قبل كده كل الدعم لكل دول الخليج ويمكن اللى حصل من السعودية والامارات والكويت وقطر كان رد لجمميل مصر

طيب هي  المساعدات الخليجية لمصر بدأت امتي؟

بص يا سيدي.. عشان تبقي عارف الدول الخليجية كانت قبل اكتشاف البترول دول فقيرة بتعيش زي اي دول في الصحاري بتعاني من الجفاف وقلة الصناعة وتقريبا مفيش حياة حديثة لكن اكتشاف البترول واستخراجها في الخمسينات بعد انتهاء الحرب العالمية التانية كان فاتحة الخير على دول الخليج الشقيقة.. لكن فيه حاجة مهمة جدا جدا لازم نعرفها إن مصر كانت ليها فضل كبير على دول الخليج وأنها تتمتع بثروات البترول وتحقق الوفرة المالية اللي تخليها تعمل تنمية شاملة ودول حديثة وهي اندلاع حرب اكتوبر واللي كان ليها الفضل في رفع أسعار البترول عالميا بعد غلق قناة السويس وتعطل حركة الملاحة الدولية وحظر تصدير البترول العربي ومن وقتها عرف الخليج ازاي يتحكم في سعر البترول ويستفاد من الأوضاع ويتحكم في الأسواق وبقي الخليج قوة اقتصادية وعرف قيمة الثروة اللي في أرضه.

نرجع لموضوعنا المساعدات الخليجية بدأت مع حرب أكتوبر وتجهيز مصر للمعركة وكانت أغلبها أموال بتروح للمجهود الحربي وبعد الحرب كانت مساعدات الخليج بتروح لمصر على استحياء وده بسبب توجس الخليج وقتها من سياسة السادات واللي مكانش راضي عن مستوى الدعم العربي لمصر وقتها وقال ده بردوا في اكتر من لقاء لكن الدنيا وقفت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ولما رجعت العلاقات المصريه الخليجية في عصر مبارك كانت فيه مساعدات نوعية من الخليج وكانت بتم بطلب شخصي ومرة مبارك قال إنه طلب من الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية حوالي 60 مليون دولار لشراء قمح والملك الراحل دفعها من حسابه الخاص ودي كلام مبارك قاله على الهوا مباشرة وعلى فكرة مصر مش بتنكر اي مساعدة وبتردها.. يعني المساعدات بعد عودة العلاقات كانت بالود والحب وبطلب من الدولة المصرية ودا الحقيقة كان العادي ساعتها لأن أوضاع مصر مكانتش سيئة اووي رغم أنها طالعة من حروب كتيرة ..

وامتي المساعدات الخليجية لمصر زادت؟ 
المساعدات الخليجية زادت وخدت شكل وحجم اكبر بعد ثورة 30 يونيو 2013 الحقيقة  وكان ليها دور كبير إن الدولة المصرية تقف علي حيلها من تاني ودا اللي قاله الرئيس السيسي في اكتر من مرة لأن مصر ساعتها كانت تقريبا شبه مفلسة مع سنين الفوضى  والحقيقة المساعدات الخليجية كان ليها دور كبير في منع انزلاق الدولة المصرية للفوضي بعد 2011 بعد ما توقفت كل مناحي الحياة الاقتصادية والإنتاج وكان الخليج داعم كبير لمصر وخاصة في قطاع الطاقة والبترول والا البلد كانت هتوقع ومثلا في 2021  يعني سنة واحدة وصل إجمالي المساعدات الخليجية حسب وزارة المالية المصرية لحوالي 96 مليار جنيه عبارة عن "3 مليار دولار" من الإمارات والسعودية، و53 مليار جنيه منح عينيه في صوره مواد بترولية من بعض دول الخليج، بخلاف 20 مليار جنيه قيمه ما تم استخدامه من الوديعة الحكومية السابق الحصول عليها من دول الخليج في مطلع التسعينات.

وايه حكاية الودايع الخليجية فى البنك المركزي؟

الودايع الخليجية في البنك المركزي واحدة من أهم الحاجات اللي ساعدت في عدم انهيار الاقتصاد المصري وحافظت عليه من الوقوع في ظل ازمة نقص العملات الأجنبية وابرزها الدولار بعد خروج اكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية واللي نتج عنها ارتفاع معدلات التضخم الأساسي وسجل 28.7% في المتوسط خلال الفترة يناير حتي نوفمبر 2023.

طيب هيا الودائع الخليجية  تخص كام دول وقد اية ؟.
الودائع الخليجية في البنك المركزي وصلت لـ 28 مليار دولار وتخص 4 دول خليجية هما الكويت والسعودية وقطر والأمارات ومقسمة كودائع قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل قابلة لدعم الاقتصاد المصري في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الودائع دي بتتوزع بين تمويلات قصيرة الأجل بقيمة 13 مليار دولار، وودائع متوسطة وطويلة الأجل بقيمة 14.961 مليار دولار، وهي عبارة عن مساعدات لتمكين مصر من تصحيح الأوضاع الاقتصادية وهي كمان التزامات خارجية على الدولة واجبة السداد وقت استحقاق آجلها وقابلة للتجديد في حالة توصل مصر لاتفاق مع الدولة صاحبة الوديعة في مدها لفترة جديدة.

طيب مين اكبر دولة لها نصيب في الودائع الخليجية في البنك المركزي؟.
اكبر دولة لها نصيب في الودائع الخليجية في البنك المركزي هيا الأمارات اللي بيوصل قيمتها 10.661 مليار دولار موزعة بين 5.661 مليار دولار ودائع متوسطة وطويلة الأجل، و5 مليارات دولار ودائع قصيرة، وبعدها السعودية برصيد ودائع 10.3 مليار دولار موزعة بين 5.3 مليار دولار ودائع متوسطة وطويلة الأجل و5 مليار دولار ودائع قصيرة، ثم الكويت بقيمة 4 مليارات دولار ودائع متوسطة وطويلة الأجل، واخيرا قطر بقمية 3 مليارات دولار ودائع قصيرة الأجل.

طيب هنرد الودائع دي امتي للدول المالكة ليها؟.
السعودية في هنا عام 2023، قررت تمديد أجل الوديعة قصيرة الاجل اللي بقيمة 5 مليار دولار بهدف تقديم الدعم السخي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي لمصر، وفي وديعة ثانية لهم في البنك المركزي هيحين موعد سدادها بعد 3 سنوات يعني في سنة 2026.

الكويت برضوا قررت تجديد تجديد شريحة بقيمة 2 مليار دولار لمدة عام تنتهي في أبريل 2024 من إجمالي وديعة بقيمة 4 مليار دولار، وكمان الأمارات مددت آجل شريحتين من وديعة بقيمة 2 مليار دولار كان مستحق سدادها على مصر على 3 شرائح بقيمة 666.6 مليون دولار لكل شريحة من إجمالي ودائع متوسطة وطويلة الأجل بقيمة 5.661 مليار دولار.

طب الحكومة عملت ايه بفلوس الخليج؟

مفيش رقم رسمي معلن عن الحجم الاجمالي للفلوس اللى خدتها مصر من دول الخليج خلال السنين اللى فاتت لكن هي أرقام كبيرة وفادت مصر كتير جدا فى عدد من الملفات كان اهمها ان مصر استخدمت اموال الخليج فى دعم الاحتياطي النقدي فى البنك المركزي خصوصا فى الفترة اللى تلت ثورة 25 يناير واللى خلالها تدهور الاحتياطي النقدي لمصر بصورة كبيرة جدا.. وكان الاحتياطي من العملة الأجنبية في مصر وقتها هبط من 36 مليار دولار في 2011 إلى 16.3 مليار دولار فى 2015  وده مبلغ كان يكفي وقتها لتغطية واردات مصر 3 شهور بس.

ومن خلال أموال الخليج اللى تدفقت على مصر من السعودية والامرات والكويت وقطر تم اعادة بناء الاحتياطي النقدي الأجنبي بصورة مؤقتة في ظل عجز الدولة عن تقديم حلول هيكلية لعجز الموازنة، وعدم قدرة الاقتصاد المصري على توفير الدولار بعد انهيار السياحة وخروج المستثمر نتيجة الاضطرابات السياسية بعد 2011.

مش بس كده تم صرف الأموال الخليجية المقدمة لمصر صرفها على البعد الاجتماعي في تطوير العشوائيات والإسكان الاجتماعي وصرف معاشات الضمان الاجتماعي

والمساعدات الخليجية لمصر كانت على شكل ودائع بالبنك المركزي و مساعدات بترولية ومنح كميات كبيرة من الوقود فى وقت كانت مصر محتاجة فيه لبنزين وسولار.

مش كان أولى نعمل بالفلوس دي مصانع ونشغل ناس ؟

طبعا ده كان أفضل بكتير واللى حصل ضيع على مصر فرصة للقضاء على السوق السودا للدولار من خلال زيادة الانتاج وتقليل الاعتماد على الاستيراد لكن زي ما بيقولوا فى المثال ما باليد حيلة لأن وقتها كانت الأوضاع صعبة جدا كان فيه انفلات أمنى ومعظم السلع مكنتش متوفرة بشكل كافى والاحتياطي كان بيضيع ومكنش فيه تفكير الا فى حل الأزمات العاجلة دي