تقارير: محافظ البنك المركزي التونسي الجديد يواجه تحديات اقتصادية ضخمة
تولى فتحي زهير نوري رئاسة البنك المركزي التونسي وسط اضطرابات اقتصادية حيث يرث تحديات مثل التضخم والنمو الراكد والبطالة، لكنه يظل ملتزمًا بالبناء على النجاحات السابقة وضمان المرونة الاقتصادية للبلاد.
وفي قلب تونس، تتكشف عملية انتقالية مهمة مع صعود فتحي زهير نوري، الأكاديمي المرموق وعضو سابق في المجلس التنفيذي، إلى الدور المحوري لمحافظ البنك المركزي التونسي، خلفًا لمروان العباسي.
وبينما تتصارع تونس مع المحن الاقتصادية والتوترات السياسية، فإن هذا التعيين الرئيسي، الذي قام به الرئيس قيس سعيد، يمثل منعطفا حاسما وبفضل خبرته الغنية في مجالي الاقتصاد والمالية، يتولى نوري منصبه الجديد وسط خلفية مثيرة للجدل تتمثل في تعديل يسمح للبنك المركزي بتمويل الميزانية العامة من خلال قرض بدون فوائد.
وإن التحديات المقبلة هائلة حيث أن رتفاع معدلات التضخم، وخنق النمو، وتصاعد معدلات البطالة، تهدد بتقويض الاستقرار الاقتصادي في البلاد ومع ذلك، فإن تصميم نوري واضح وهو يتعهد بتعزيز إنجازات أسلافه وحماية المرونة الاقتصادية لتونس.
إرث من الإنجاز وآفاق جديدة
لم تكن مراسم تسليم السلطة من مروان العباسي إلى فتحي زهير نوري مجرد إجراء شكلي، بل كانت شهادة على قوة البنك المركزي التونسي وقدرته على التكيف.
وأشاد العباسي، في كلمته الوداعية، بالأداء القوي الذي قدمه فريق اللواء القتالي وسط عاصفة التحديات التي تحاصر البلاد وعلى هذا الأساس يعتزم نوري البناء متسلحاً بفهم عميق للمشهد الاقتصادي ورؤية للمستقبل.
ومن المتوقع أن تكون البراعة الأكاديمية للحاكم الجديد والأبحاث المكثفة في الاقتصاد والمالية مفيدة في التغلب على المياه المضطربة المقبلة.
ونوري، وهو عضو متمرس في مجلس إدارة البنك المركزي ومجلس التحليل الاقتصادي، ليس غريباً على تعقيدات صنع السياسات الاقتصادية والتحليل.
التحديات المقبلة
المهمة التي تنتظر المحافظ نوري هي مهمة شاقة ويقف الاقتصاد التونسي، المحاصر بمعدلات التضخم المرتفعة، وتباطؤ النمو، وارتفاع معدلات البطالة، عند مفترق طرق.
وأثار القرار المثير للجدل بالسماح للبنك المركزي بتمويل الميزانية العامة بقرض بدون فوائد جدلا، مما سلط الضوء على التوازن الحاسم الذي يجب على نوري القيام به.
وإن استعادة الثقة في الإدارة الاقتصادية للبلاد وتوجيه تونس نحو طريق النمو المستدام لا يتطلب فطنة اقتصادية ذكية فحسب، بل يتطلب أيضًا التزامًا ثابتًا بالصالح العام.
وإن تعهد نوري بالبناء على إنجازات البنك المركزي التونسي السابقة مع الحفاظ على المرونة الاقتصادية يلخص هذا التفويض المزدوج وبينما يراقب العالم، فإن الاستراتيجيات والسياسات المعتمدة تحت قيادة نوري ستكون محورية في تشكيل المسار الاقتصادي في تونس.
وإن الرحلة المقبلة لفتحي زهير نوري والبنك المركزي التونسي محفوفة بالتحديات ولكنها غنية بالإمكانات ومع بدء نوري فترة ولايته، فإن المخاطر مرتفعة والتوقعات هائلة وإن الالتزام بالبناء على إنجازات البنك المركزي التونسي وضمان المرونة الاقتصادية للبلاد هو أكثر من مجرد وعد؛ إنها منارة أمل لتونس وفي خضم الصعوبات الاقتصادية والتوترات السياسية، فإن قيادة فرد مجهز بمعرفة عميقة وعزم لا ينضب لخدمة البلاد تعد رصيدا قيما وإن رؤية نوري للمستقبل، المرتكزة على العمل الجاد والمثابرة، تقدم لمحة عن فصل واعد من الملحمة الاقتصادية التونسية.
وفي عالم حيث الاستقرار الاقتصادي بعيد المنال إلى الأبد، فإن السرد الذي يتحدث عن صمود تونس وطموحها تحت قيادة فتحي زهير نوري يشكل شهادة مقنعة على قدرة الروح الإنسانية على مواجهة الشدائد وبينما يرسم البنك المركزي التونسي مساره عبر مياه التمويل العالمي غير المستقرة، فإن قيادة ورؤية محافظه الجديد ستكون بلا شك عنصرا أساسيا في سعي تونس نحو الرخاء والاستقرار.