بعد قرارات الأربعاء المفاجئة.. تعمل إيه لو حصل تعويم
ياترى قرارات النهاردة دي كانت ليها علاقة مباشرة باجراءات تانية جاية في الطريق زي تحرير سعر الجنيه، وياترى ايه اللي هيحصل لو حصل تعويم بكرة وايه اللي ممكن نعمله عشان تعدي من الأزمة بأقل الأضرار..
شوف حضرتك قبل ما نتكلم في موضوع قرارات النهاردة وهل هي مقدمة للتعويم من عدمه لازم نفهم إن الازمة الحالية في سوق الصرف في الدولار مش في الجنيه ودا بسبب نقص العملة الأميريكية واللي رفع سعرها بشكل كبير وظهرت السوق السودا لكن في الوضع الطبيعي مفيش مشكلة لأن مفيش طلب زيادة على الدولار أو الدولة عندها وفرة منه لكن مشكلة السوق إن الدولار عليه طلب كبير وفي نفس الوقت مش متوفر بسبب الأزمات العالمية اللي كلنا عارفينها وخروج المليارات الساخنة وظهور ممارسات تلاعب ومضاربة واستغلال وفوضى في الأسواق.
طيب لو على الوضع الحالي والبنك المركزي حرر تاني سعر الجنيه إيه اللي هيحصل.. طبعا خطوة التعويم لو تمت من غير احتياطي دولاري كفاية في البنوك هتحصل أزمة كبيرة جدا وسعر الدولار هيرفع بشكل غير مسبوق وممكن يوصل ما بين 50و80 جنيه ودا هينعكس على الأسعار لأن زي ماقلنا مصر بتعتمد على الدولار في استيراد سلع كتير أساسية ولوازم انتاج ومعدات تصنيع ودا كله هيزيد زيادة غير طبيعية مع ارتفاع الدولار لأن المستورد هيجيب البضاعة بالدولار وأصحاب المصانع والشركات هتستورد بالدولار ولازم يكسب ولا السوق المصرية مش هتكون جاذبة لاي استثمار بعد كده.
السيناريو التاني في التعويم إنه يحصل تحرير مدار أو مرحلي يعني تعويم مش كامل للجنيه وفي نفس الوقت المركزي يعلن إن عنده احتياطي دولاري كبير يوازن بيه السوق وبكده ماتحصلش أزمات كتير ودا السيناريو الأقرب للحدوث وكلنا شفنا الدولار نزل في السوق السودا بعد رفع سعر الفايدة بالبنوك وقرب الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولي وقرب انتهاء أزمة الشرق الأوسط واللي اثرت على مصر بشكل كبير.
لو فيه تعويم أكيد النصيحة تكون في استمثارات المدخرات سريعا سواء في الدهب أو العقار أو شهادات الاستثمار اللي طرحتها البنوك في الفترة اللي فاتت ومن أكتر الملاذات الآمنة اللي ممكن تستثمر فيها فلوسك الوقت ده هو إنك تعمل مشروع أو تشارك في مشروع قائم عشان تضمن إن فلوسك بتزيد وفي نفس الوقت تحتفظ بقيمتها.
عامة المصريين اشتروا دهب كتير الفترة اللي عدت وده عرفناه من نسب الاقبال على محلات الدهب وناس كتير لحقت نفسها وشغلت فلوسها أو حطتها في شهادات الادخار، لكن الأهم إن الناس عرفت سياسة الترشيد سواء بارداتها أو غصب عنها وبقت ما تصرفش جنيه غير في مكانه الضروري ورب ضارة نافعة.