توقعات بإبقاء بنك المغرب المركزي لأسعار الفائدة عند 3% في 2024
من المرجح أن يواصل بنك المغرب المركزي، البنك المركزي المغربي، إبقاء أسعار الفائدة عند 3% طوال عام 2024 مع تراجع التضخم، وفقا لتحليل جديد أجراه مركز BMI Research، التابع لوكالة التصنيف الأمريكية فيتش.
وأوضحت فيتش أن بنك المغرب من المرجح أن يحتفظ بأسعار الفائدة القياسية دون تغيير على الرغم من التقلبات المستمرة في معدلات التضخم والتحولات في الديناميات الاقتصادية العالمية.
وفي الوقت نفسه، كشفت البيانات الأخيرة الصادرة عن المندوبية العليا للتخطيط في المغرب عن تباطؤ ملحوظ في التضخم من 4.3% على أساس سنوي في أكتوبر إلى 3.6% في نوفمبر، وهو ما يعكس توقعات سابقة بأن التضخم سيتجه نحو الانخفاض.
دفع الانخفاض بنسبة 0.3% على أساس شهري في نوفمبر 2023 شركة BMI Research إلى مراجعة توقعاتها للتضخم لعام 2024، من 3.3% إلى 2.6% وفي الوقت نفسه، فإن توقعات بنك المغرب لعام 2024 تقف أقل قليلاً عند 2.4%.
ويعزو التحليل استقرار سعر الفائدة المتوقع إلى سببين رئيسيين والسبب الأول هو أنه بينما من المتوقع أن يتباطأ التضخم في الربع الأول من عام 2024، فمن المتوقع أن تؤدي الإصلاحات المقرر إجراؤها في أبريل 2024، ولا سيما الإلغاء التدريجي للدعم على السلع الأساسية مثل غاز البيوتان والقمح والسكر، إلى "نمو معتدل" وارتفاع الأسعار المحلية.
ويؤكد معهد BMI للأبحاث أن الانتعاش المتوقع في الأسعار من شأنه أن يبقي التضخم عند مستوى مرتفع قليلاً طوال العام، على الرغم من أنه ليس كبيرًا بما يكفي لإحداث تغيير في موقف السياسة النقدية.
بالإضافة إلى ذلك، توقع مركز الأبحاث أن يتحمل بنك المغرب ارتفاعا طفيفا في معدلات التضخم ويرى أنه من الضروري دعم جهود التعافي بعد الزلزال في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المغرب في سبتمبر 2023.
والعامل الثاني الذي يقوم عليه التحليل هو الفارق السلبي في أسعار الفائدة مع البنك المركزي الأوروبي وإن الحفاظ على أسعار الفائدة السلبية مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي يعني أن المغرب مستعد للاستفادة من تدفق رؤوس الأموال حيث من المرجح أن يتدفق المستثمرون إلى البلاد بحثًا عن عوائد أعلى على الاستثمار.
ويبلغ الفارق حاليًا 100 نقطة أساس سلبية، وهو الفارق الأكثر سلبية منذ إنشاء البنك المركزي الأوروبي.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من التدابير المتخذة لتسهيل تدفق رؤوس الأموال والتغيرات الأخيرة في نظام سعر الصرف، فإن مواءمة سعر الفائدة مع البنك المركزي الأوروبي يظل هدفا استراتيجيا لبنك المغرب.
إن ربط الدرهم المغربي بسلة عملات تتكون من 40% دولار أمريكي و60% يورو، يجعل من الضروري للبنك المركزي أن يحافظ على أسعار الفائدة متوافقة مع أسعار البنك المركزي الأوروبي لضمان الاستقرار النقدي.
وذكر التقرير بشكل خاص أن العوامل غير المتوقعة، مثل الإنتاج الزراعي الاستثنائي الذي يؤدي إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية المحلية، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التضخم، مما يشكل خطرا على توقعات أسعار الفائدة المتوقعة.