ضغوط وحسابات تانية.. الأسئلة المحظورة في السوق بعد تثبيت الفائدة
الخميس اللي فات لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي ثبتت سعر الفايدة على الجنيه، ورغم إن القرار كان متماشي مع توقعات خبراء كتير لكن فيه أراء تانية شافت إن القرار مجامل للسوق وكان المفروض القرار يكون بزيادىة سعر الفائدة من 200 إلى 500 نقطة أساس عشان تصحيح الأختلالات في الأسواق.. ياترى المركزي بناء على ايه ثبت الفايدة وهل حقيقي القرار كان ليه حسابات تانية وإيه حجة الرأي المعاكس.. خليكم معانا في بانكير تي في وهنشوف الحكاية من أولها
عشان مشاهدينا اللي لسه بيشفونا لأول مرة.. سعر الفايدة ببساطة هو قيمة الفايدة اللي بتدفعها لما تاخد قرض من البنك أو اللي بتاخدها لما تحط وديعة يعني هي الفلوس اللي بتدفعها في الاقتراض من البنك أو اللي هتاخدها من عوائد الودايع.. وفي البنوك بيعرفوها بإنها كلفة الاقتراض ما بين البنوك، وتقوم البنوك والمؤسسات المالية بتحديد سعر فائدة على القروض والمدخرات استنادا إلى سعر الفائدة الأساسية هذا.
امتي طيب يرفع البنك المركزي الفايدة.. في حالات كتير أهمهما لما بترتفع نسبة التضخم في الاقتصاد والتضخم مقصود بيه زيادة أسعار السلع والخدمات، يعني المركزي بيرفع سعر الفايدة عشان الناس ما تقترضش ويقل الإنفاق والطلب على الاستهلاك يعني البنك المركزي بيحاول يقلل الفلوس اللي في جيبك عشان متروحش تشتري طتير وتستهلك وأسعار السلع والخدمات ترفع أكتر بناء على نظرية العرض والطلب وبكده التضخم يتراجع.
ممكن تسألني.. ليه المركزي بيدخل لما الأسعار بتزيد طالما الناس معاها تشتري.. هنا بقي هيجي دور الدولة لأن مش كل الناس معاها فلوس تشتري وطول ما فيه طلب كتير أسعار السلع هتزيد وهنا هيحصل بعد فترة ركود اقتصادي وتأزم معيشي الدولة لازم تتدخل وقتها عشان تحمي محدود الدخل.
عادة البنك المركزي بيرجع وينزل الفايدة في حالة واحدة بس وهي حالة الركود الاقتصادي لما الناس مش معاها فلوس تشتري فيشجعهم على الاقتراض وبالتالي الإنفاق الاستهلاكي وينتعش الاقتصاد فيخرج من الركود.. يعني عزيزي المشاهد هي معادلات اقتصادية وباختصار لو لقيت الأسعار زادت عن اللزوم يبقي تعرف إن المركزي هيرفع الفايدة ولو لقيت السلع في المحلات محدش مشتريها يبقي هينزلها ولو الأمور مستقرة يبقي هيثبت سعر الفايدة.
وهنضرب لحضراتكم مثل عشان تفهوا الفايدة بتمشي إزاي.. مثلا لو قرض السيارة أو البيت بقي عالي جدا وأقساطه فوق مستوى دخلك أكيد هتردد وتفكر مليون مرة قبل ما تاخد القرض.
لكن رفع سعر الفايدة ليه أثار سلبية لأن مثلا زي ما قسط العربية بيزيد فيه ناس وشركات محتاجين قروض عشان يعملو مشروعات أو يوسعوا النشاط ومع التكلفة العالية للقروض مش هياخدوا وكده بتتعطل المشاريع وبتقل فرص التوظيف.. والعكس صحيح عند خفض أسعار الفايدة كله بياخد قروض وبيشتغل ويشتري والسوق يرجع يشتغل.
طيب نرجع لقرار المركزي يوم الخميس بتثبيت الفائدة.. تعالوا نشوف البنك قال إيه في أسباب التثبيت.. زي ماقلنا لحضراتكم أهم دافع لرفع سعر الفايدة هو مؤشر التضخم والمركزي قال ياجماعة معدل التضخم تباطيئ أو خفت حدته خلال أكتوبر ونوفمبر 2023 وسجل 34.6% من 35.8%.
كمان استمر المعدل السنوي للتضخم الأساسي في تراجعه للشهر الخامس على التوالي وسجل 35.9% في نوفمبر 2023 من 38.1% في أكتوبر 2023. .. يعني مجبناش حاجة من عندنا .. أدي مؤشر التضخم اللي هو ارتفاع الأسعار في الأسوق نزل وبتالي مفيش داعي لرفع سعر الفايدة لأن فيه علاقة طردية بين الفايدة والتضخم يعني لما التضخم بيزيد الفايدة بتزيد ولما بتقل الفايدة بتثبت أو تقل حسب نسبة التضخم.
طيب ما تيجوا نشوف الناس اللي قالت المركزي لازم يرفع قالوا كده ليه.. الدكتور هاني جنينة الخبير الاقتصادي والمحاضر بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اعتبر مثلا إن إعلان لجنة السياسية النقدية تثبيت سعر الفائدة قرار تكتيكي وليس هيكلي من البنك المركزي، وتكتيكي يعني تاخد خطوة لورا عشان ترجع تندفع بقوة أو عشان تعيد حساباتك وكمان جنينة شايف إن المركزي مستني الوقت المناسب عشان يرفع سعر الفايدة واتوقع كمان إن الاجتماع الجاي للمركزي في 2024 هيرفع الفايدة بمعدلات مرتفعة.
جنينة قال فى تصريحات خاصة إنه في اجتماعات المركزي اللي فاتت كان بيتوقع رفع الفايدة ما بين 3% إلى 5% بالتزامن مع انحسار التضخم تدريجيًا.
ومن رأيه إن التوقعات بتشير إن التضخم هيتراجع بنهاية ع2024 وهيترواح ما بين 22% إلى 25%، بالتالى لازم المركزي يرفع الفايدة لضمان الوصول إلى معدل فايدة حقيقي على أذون الخزانة.. الخبير شايف كمان إن معدل الفايدة الحقيقة فى مصر الآن سالبة بفجوة كبيرة بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وبالتالي قرارات البنك المركزي الأخيرة بتثبيت سعر الفائدة هو إجراء تثبيت تكتيكي وليس بسبب انحسار معدلات التضخم خاصة، حسب كلامه..
طيب نيجي للسؤال الصعب هل فيه تدخلات في قرار البنك المركزي.. خلونا نقول لحضراتكم إن أي قرار لأي بنك مركزي في العالم بيخضع لمشاورات مع كل الدوائر الاقتصادية والسياسية خاصة لما تكون قرارات المركزي مهمة وفي ظروف استثنائية ودا لأن الاقتصاد والماليات والموازنة العامة كلها شبكة واحدة وأكيد بيحصل دراسة للسوق من كل الجهات وبتحصل مشاورات وبيكون الرئيس على علم بالقرار طبعا لأنه هو القيادة السياسية في البلد وأي قرار اقتصادي لازم يكون عارف بيه وبردوا بيكون فيه مشاورات ودراسة زي ما قلنا لكل الظروف والمركزي في النهاية ترس مهم في مكنة اقتصادية كبيرة، ومش شرط المركزي يتعرض لضغوط لكن ممكن يكون ليه حسابات اقتصادية تانية لكن في النهاية بيكون مقصود بيها المصلحة.