تقارير: فرص الركود المتزايدة بمنطقة اليورو تفشل في تغيير قرار المركزي بشأن تخفيض الفائدة

 ارتفعت فرص حدوث ركود في منطقة اليورو مع تدهور نشاط القطاع الخاص - مما يعزز الحجة لصالح تخفيض أسعار الفائدة التي يقاومها البنك المركزي الأوروبي حتى الآن.

وأظهرت بيانات أن مؤشر مديري المشتريات في S&P Global انكمش للشهر السابع في ديسمبر، وانخفض إلى 47. وهذا تحدى توقعات الاقتصاديين بارتفاع طفيف، حيث تشير قراءات التصنيع والخدمات إلى تراجع.

ولكن على الرغم من هذا الضعف، كان صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي متحدين في رفض الحديث عن التخفيضات الوشيكة في تكاليف الاقتراض، والتي رفعوها بمقدار 450 نقطة أساس في ما يزيد قليلاً عن عام لمعالجة التضخم المرتفع.

وبينما يتراجع نمو أسعار المستهلك الآن، صب كل من رئيس بنك فرنسا فرانسوا فيليروي دي جالهاو ونظيره الأستوني ماديس مولر الماء البارد على توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام المقبل.

وقال مولر إن مثل هذه الآمال "متفائلة بعض الشيء" و"سابقة لأوانها بعض الشيء". وحث فيليروي على "الثقة والصبر"، قائلاً إن البنك المركزي الأوروبي يسترشد بالبيانات، وليس التقويم.

تتوافق التعليقات مع الرئيسة كريستين لاجارد، التي قالت يوم الخميس إن المسؤولين "بالتأكيد" لا ينبغي أن يخففوا من حذرهم، وأن تخفيضات أسعار الفائدة لم تتم مناقشتها "على الإطلاق" في اجتماع السياسة هذا الأسبوع، حيث ترك سعر الفائدة على الودائع عند مستوى قياسي 4. %.

وكشفت أيضًا عن توقعات أكثر تفاؤلاً للربع الأخير من العام مقارنة بتلك التي تشير إليها أرقام مؤشر مديري المشتريات، مشيرة إلى نمو الإنتاج بنسبة 0.1٪.

وأكدت بلومبرج إيكونوميكس أنه يشير الاستطلاع إلى أن الصورة الأوسع هي أن الاقتصاد لا يزال ينكمش. وهذا يخلق مخاطر سلبية لتوقعاتنا وكذلك توقعات البنك المركزي الأوروبي وينبغي أن يحافظ على توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة قبل يونيو.

والاقتصاديون الذين شملهم استطلاع بلومبرج ليسوا متفائلين للغاية، ويتوقعون أيضًا حدوث أول انكماش منذ الوباء بالنسبة للكتلة المكونة من 20 دولة في النصف الثاني من هذا العام.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في بنك هامبورج التجاري، إن "الأرقام ترسم صورة محبطة حيث فشل اقتصاد منطقة اليورو في إظهار أي علامات واضحة على التعافي". "إن احتمال دخول منطقة اليورو في حالة ركود منذ الربع الثالث لا يزال مرتفعا بشكل ملحوظ."

ويتجلى هذا الافتقار إلى الزخم في التوقعات الخاصة بأكبر اقتصادين في المنطقة. وقال البنك المركزي الألماني يوم الجمعة إن ألمانيا ستتوسع بنسبة 0.4% فقط في العام المقبل. وفي اليوم السابق، قال مكتب الإحصاءات الفرنسي إنه يتوقع أن يظل الإنتاج ثابتًا في هذا الربع وينمو بنسبة 0.2٪ فقط في الربعين الأولين من عام 2024.

وقال فيليروي: “باستثناء الصدمات أو المفاجآت، فإن رفع أسعار الفائدة قد انتهى - ولكن هذا لا يعني خفضا سريعا لأسعار الفائدة”، مضيفا: "في الجبال قمم وهبوط، وهناك هضاب".. "اليوم نحن على هضبة، ونحن بحاجة إلى منح أنفسنا الوقت للاستمتاع بالمنظر - لتقدير آثار السياسة النقدية".