أكثر الرابحين والخاسرين من الأزمات العالمية.. يا ترى مين هما؟
مين اكتر ناس استفادت من الحرب الروسية الأوكرانية.. ومن تعطل سلاسل الإمداد ومن تأخر استيراد السلع ومن الأزمة بشكل عام.. ومين اكتر ناس خسرت بسبب برضوا كل دول.. يلا بينا نعرف
قبل ١٠٠ عام من دلوقتي ماكنش الاستهلاك والإنفاق زي ما هو عليه دلوقتي، الاستهلاك الفردي قبل النقل البحري عبر الحاويات كان شيئ وبعده أصبح شيئ تاني خالص، والفضل فى دا بيرجع لل الأمريكي "مالكوم ماكلين" رجل الأعمال الرائد اللي أسس لصناعة الحاويات والنقل البحري، لأن قبل "مالكوم" كان البشر بيستهلكوا المنتجات والسلع المتاحة أمامهم على مستوى الجغرافيا وماكنش في حاجة للاستيراد سوى لسلع قليلة لا تُقارن بآلاف السلع والتى تُنقل الأيام دي عبر أعالي البحار وبين عشرات الدول والقارات المختلفة.
حرفيا كان مستحيل حد حد في أمريكا يفكر فى اقتناء سلعة بتصنع وتنتج في كوريا الجنوبية مثلاً.. لأن المواطن وقتها كان أقصى طموحه أن يجيب السلعة دي من داخل الأسواق الأمريكية أو عبر كندا أو المكسيك، لكن تطور صناعة النقل البحري ودخول التكنولوجيا في تصميم سفن البضائع العملاقة، خلى في حالة من تضاعف حمولة السفينة الواحدة مئات المرات، وارتفعت حمولتها القصوى من 58 حاوية فقط في ستينيات القرن الماضي، إلى 24 ألف حاوية على ظهر السفينة الواحدة هذه الأيام.
ولأوقات كتير في الوقت الحالي ومع تعدد أزمات العالم اليوم كنتيجة للحروب العسكرية.. تصاعدت أزمة سلاسل الإمداد يوما تلو الآخر، لدرجة أنك لو سألت أحد مديري المشتريات ومسؤولي اللوجستيات فى الشركات عن أحوال العمل، هايقولك إنه بيعيش اسوأ أيام حياته، وإن الأزمة الحالية تُعد بلا شك الأزمة الأسوأ على الإطلاق في تاريخ قطاعات الشحن البحري واللوجستيات والنقل في آخر سبعين عاما.
ودا اللي احنا بوضوح بنحاول نوصلهولك
الخاسرين دايما من الأزمات العالمية .. هما كل العاملين فى سلاسل الإمداد واللوجستيات وشركات الموانئ، ومعهم كل المصانع اللي بتعتمد على مواد خام أو مُدخلات إنتاج أو سلع وسيطة بيستخدموها لتصنيع منتجاتهم وإتمام عملية الإنتاج، وأغلب المواد والمدخلات دي فى الصين وآسيا.
يعني عندك الصين مثلا لفترة كانت بتعاني من أزمة كبيرة جدا بسبب الطاقة.. ودا أدى إلى تخفيض الطاقة القصوى لخطوط الإنتاج نتيجة نقص الطاقة الكهربائية، ودا يعني كميات أقل.
أما الرابحين فهم .. شركات الخطوط الملاحية والشحن البحري وحتى الشحن الجوي، حتى إن في احصائية بتقول إن الأرباح الإجمالية لشركات الشحن صعدت من 15 مليار دولار فى 2020 إلى 100 مليار دولار متوقعة بنهاية 2021 + يستفيد أيضا من الأزمة كبار منتجي النفط والغاز الطبيعي/المُسال والفحم.
النتيجة النهائية: قفزة غير طبيعية لأسعار كل السلع والخدمات لأنها كلها مرتبطة بإرتفاع تكاليف الشحن وأسعار النفط + إرتفاعات إَضافية للغذاء بسبب مشكلات موسمية ومناخية أثرت بالسلب على إنخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية حول العالم خاصة البرازيل وروسيا وأمريكا، بالتالي العرض إنخفض بالتزامن مع إرتفاع الطلب علي نفس السلع فالأسعار حلقت فى السماء.
الاحصائيات بتقول إن سعر النفط تضاعف في أكتوبر لعام ٢٠٢١ لأكثر من 100% مقارنة بأكتوبر 2020.
وكمان سعر شحن الحاوية 40 قدم في أكتوبر ٢٠٢١ تضاعف لأكثر من 400% مقارنة بأكتوبر 2020.
وكمان سعر الفحم عند أعلى مستوى فى تاريخه، وعقود الغاز الأوروبي في أكتوبر الحالي أعلى بـ 500% مقارنة بيناير الماضي.
دا غير إن مؤشر أسعار الغذاء العالمي حقق قفزة فى سبتمبر الماضي هى الأعلى فى 10 سنوات بحسب منظمة "الفاو".