لماذا هبط الدولار ؟
تراجع الدولار الأمريكي بصورة قوية خلال أولى تعاملات الأسبوع، اليوم الاثنين، لتواصل العملة الخضراء بذلك سلسلة الخسائر التي تكبدتها بالأسبوع الماضي والتي قدرت بنحو 1.88%، على خلفية تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة في شهر أكتوبر الماضي بوتيرة أقوى من توقعات الأسواق، بما أثار توقعات المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد انتهى بالفعل من دورة التشديد النقدي، ولا زالت هذه التوقعات تلقي بظلالها السلبية على تداولات الدولار بسوق العملات اليوم.
وجاء تراجع الدولار القوي خلال تداولات اليوم مدفوعا بعدد من العوامل، يمكن التطرق لأبرزها على النحو التالي:
1. الأسواق تسعر موعد خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة
تضرر الدولار الأمريكي بشكل واضح من تسعير الأسواق لموعد خفض الفائدة الفيدرالية بأوائل العام المقبل، حيث تشير أداء تتبع أسعار الفائدة الأمريكية التابعة لمجموعة CME إلى أن هناك احتمالية بنسبة 30% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بأول خفض لأسعار الفائدة بشهر مارس المقبل، وهو ما يعكس سلبية توقعات الأسواق السلبية حيال الدولار.
2. تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأقل تشددا
ساهمت التصريحات التي أفادت بها مجموعة من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي بنهاية الأسبوع الماضي في تعزيز الزخم الهبوطي لتحركات الدولار اليوم، والتي تطرقت في مجملها لتحسن معدل التضخم بالولايات المتحدة وعودة تضخم السلع إلى مستويات ما قبل وباء كورونا، واتفقت وزير الخزانة الأمريكي بهذا التصور، إذ صرحت جانيت يلين اليوم، بأن هناك تقدم ملحوظ بشأن معركة كبح التضخم وإعادة الأسعار إلى مستويات منخفضة.
ولقد أثارت هذه التصريحات توقعات الأسواق بأن مستويات الأسعار الأمريكية تشهد انخفاضا واضح وهو ما قد يقلل الضغوط التي يواجهها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمواصلة دورة التشديد النقدي ورفع الفائدة.
ويمكن القول بأن أداة تتبع الفائدة لمجموعة CME تشير إلى أن فرص إبقاء الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على مدار الاجتماعين المقبلين تصل إلى 94.8%، وهو ما يعني أن الأسواق أصبحت تعتقد بأن الفيدرالي قد وصل الي معدل الفائدة النهائي الأمر الذي أثر سلبا على تداولات الدولار اليوم.
3. مخاوف حول تضرر الوضع المالي والاقتصادي للولايات المتحدة
عززت بعض التصريحات التي أدلت بها وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين اليوم، الزخم الهبوطي لأداء الدولار ، حيث أفادت يلين بأن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة تمثل تحديات إضافية تواجهها الولايات المتحدة بشأن خفض الديون، وهو ما أثار الشكوك حول تضرر القوة المالية للبلاد في ظل دورة التشديد النقدي الحالية، خصوصا وأن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تشق طريقها عبر الاقتصاد، وهذه بدوره، أدى لتراجع الطلب على الدولار خلال التداولات.
4- الدولار يترقب
ويترقب الدولار صدور نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي بشهر سبتمبر غدا الثلاثاء، وما قد ينطوي على تلميحات أو مؤشرات حيال تحركات السياسة النقدية للبنك والتوقعات الاقتصادية، الأمر الذي قد ينعكس بوضوح على تحركات الدولار بالتداولات اللاحقة.
كيف تأثر الدولار بهذه التطورات السلبية؟
بالنظر لتداولات سوق العملات اليوم الاثنين، نجد بأن مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية) هبط بنسبة 0.19% إلى 103.618 نقطة تقريبا.