البترول يستقر فوق 88 دولارا للبرميل وسط مخاوف الطلب
استقر خام القياس العالمي مزيج برنت فوق 88 دولارا للبرميل اليوم الأربعاء إذ طغت المخاوف بشأن تصاعد الحرب في الشرق الأوسط على مخاوف الطلب الناجمة عن الآفاق الاقتصادية القاتمة في أوروبا وبحلول الساعة 0948 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا إلى 88.18 دولارا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 83.69 دولارا للبرميل.
وتضغط الدول من أجل وقف القتال بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة أو وقف إطلاق النار حتى يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين المحاصرين.
وفي الوقت نفسه، ناقش قادة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء الجهود المبذولة لمنع اتساع الصراع ليشمل إيران المنتج الرئيسي للنفط.
وفي أماكن أخرى في أوروبا، كانت سلسلة من بيانات أنشطة التصنيع والخدمات الأخيرة بمثابة تذكير بأن مؤشرات الاقتصاد الكلي الكئيبة من بعض أكبر الاقتصادات يمكن أن تضعف الطلب، حسبما قال جون إيفانز من وسيط النفط PVM.
وأشار إلى أن البيانات "تتعارض إلى حد ما مع فكرة أن النفط سيكون خاليا من الصدمات للطلب الموسمي المتوقع لهذا الشتاء في نصف الكرة الشمالي".
وتشير مؤشرات النمو من بيانات الإنتاج الصناعي إلى مؤشر مديري المشتريات وقراءات المعنويات في الأسابيع الأخيرة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو أصبح الآن إما في حالة ركود أو حتى في حالة انكماش بسبب ضعف الطلب الخارجي وحذر المستهلكين وارتفاع أسعار الفائدة.
أظهرت بيانات البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء أن الإقراض المصرفي في منطقة اليورو قد توقف تقريبا الشهر الماضي، مما يقدم دليلا إضافيا على أن الكتلة المكونة من 20 دولة تقترب من الركود.
ومع ذلك، على الجانب المشرق، يمكن أن تجد أسعار النفط الخام بعض الدعم حيث وافقت أكبر هيئة برلمانية في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، على مشروع قانون لإصدار سندات سيادية بقيمة تريليون يوان (137 مليار دولار) والسماح للحكومات المحلية بإصدار ديون جديدة. من حصتها لعام 2024 لتعزيز الاقتصاد.
لكن الطلب على النفط الخام في الصين قد يكون محدودا حيث وضعت بكين سقفا لقدرتها على تكرير النفط عند مليار طن متري بحلول عام 2025 لتبسيط قطاع معالجة النفط الضخم لديها والحد من انبعاثات الكربون.
كما أن انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، يدعم الأسعار أيضًا. وانخفضت المخزونات الأمريكية بشكل غير متوقع بنحو 2.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء.
وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد قدروا في المتوسط أن مخزونات الخام سترتفع بنحو 200 ألف برميل هذا الأسبوع.