صندوق النقد الدولي: قد تكون مصر وتونس في حاجة لمزيد من التشديد النقدي
قال جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي إنه واصلت البنوك المركزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رفع أسعار الفائدة في عام 2023، وإن كان بوتيرة أبطأ من العام الماضي ويبدو أن دورة تشديد السياسة النقدية قد بلغت ذروتها في منطقة التقييم القطري المشترك.
وأضاف أنه من الممكن أن تؤدي بيئة أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول إلى إجهاد الشركات والمؤسسات المالية والمالية العامة في المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار على ربحية القطاع المصرفي وتوفير الائتمان والنمو الاقتصادي والاستقرار المالي وقد تتفاقم روابط البنوك السيادية سوءا، مع ما يترتب على ذلك من آثار ارتفاعها لفترة أطول ولقد تحسن ميزان المخاطر منذ أبريل مع ظهور تحديات عالمية سلبية، لكن المخاطر لا تزال تميل نحو الجانب السلبي كما رأينا الأسبوع الماضي، وتتزايد التهديدات المتعلقة بالمناخ.
وأكد أزعور أنه على الجانب العلوي، فإن الانخفاض العالمي في التضخم بشكل أسرع من المتوقع من شأنه أن يقلل الضغط على البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر، وتشمل مخاطر الجانب السلبي انخفاض الطلب الخارجي إذا شهدت الصين تباطؤًا أكثر حدة من المتوقع مما أدى إلى إشعال ضغوط الأسعار العالمية وعلى سبيل المثال، بسبب تصاعد الحرب في أوكرانيا، أو الكوارث المرتبطة بتغير المناخ أو الكوارث الطبيعية، والتي يمكن أن يكون لها تأثير اقتصادي واجتماعي واسع النطاق. إن الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب والفيضانات في ليبيا يشكلان تذكيراً صارخاً بالكيفية التي قد تؤدي بها الكوارث الوطنية إلى عواقب سريعة ومدمرة.
وأوضح جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي أن الحيز السياسي محدود في أعقاب الصدمات الأخيرة، ويواجه صناع السياسات خيارات صعبة وينبغي أن يظل استقرار الأسعار محور السياسة النقدية، وحيثما تستمر الضغوط التضخمية، ينبغي أن تظل السياسة النقدية متشددة إلى أن تظهر علامات الانكماش المستدام بشكل جيد، وقد تكون هناك حاجة إلى مزيد من التشديد في بعض الاقتصادات، مثل مصر وتونس، حيث يعود التضخم إلى المستوى المستهدف وتنحسر الضغوط التضخمية الأساسية، وينبغي أن يتم أي تخفيف للسياسة بحذر مع إيلاء الاهتمام الواجب لعلامات تجدد ضغوط الأسعار.