حكاية الدولارات الحرام في مصر.. الدولة فين من اللي بيحصل؟
في وقت الأزمات الكبيرة بيظهر تجار حرب كل اللى يهمهم يكونوا ثروات وأرصدتهم فى البنوك تزيد حتى لو كان ده على حساب أوطانهم اللى بتواجه تحديات كبيرة.. وده تقريبا اللى حصل في مصر من بعد الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها الخطيرة اللي عملت فحجوة تمويلية كبيرة أدت الى ارتفاع قيمة الدولار بشكل مرعب وفقد الجنيه جزء كبير من قيمته وحاولت عصابات منظمة تدخل على الخط وتستفيد من اللى بيحصل من خلال السوق السودا للعملة وكل شوية العصابات دي بتنوع خططها وبتغير استراتيجياتها وبتحاول تهرب من الملاحقات الأمنية وكمان من ضربات البنك المركزي.. فيا ترى ايه حكاية الدولارات الحرام فى مصر؟ ومين بيقف ورا عصابات العملة ؟ وفين الدولة من كل اللى بيحصل فى سوق الصرف؟
البنك المركزي وبالتنسيق مع الحكومة بيخوض فى اخر سنتين معركة من اصعب المعارك.. معركة بتهدد اقتصاد البلد وبتقضي على اى محاولات لتحسين حياة الناس.. معركة مع عدو خسيس وجبان بدل ما يقف جنب البلد فى ظروف صعبة بيستخدم كسكينة فى ظهر الوطن.. احنا باختصار بنتكلم عن اللى بيحصل فى سوق صرف العملات الأجنبية فى مصر وازاى فيه ناس لا عندها دين ولا ضمير ولا وطنية استغلوا أزمة نقص العملةة أسوأ استغلال وحققوا ثروات طائلة من دم الغلابة
حد هيسأل ويقول ايه علاقة الغلابة بالموضوع.. دي معركة بين البنك المركزي وبين تجار العملة؟
لا حضرتك لازم تكون واخد بالك ان اللى بيحصل فى سوق الصرف ده اللى بيدفع تمنه الناس الغلابة لأن ارتفاع سعر الدولار من 15 الى الى 31 جنيه ده أدى الى ارتفاع اسعار السلع زي الزيت والسكر والأرز واللحمة وغيرها بنسب تتجاوز ال 200 % يعنى حضرتكم لما بتروح للبقال او الجزار فانت بتدفع تمن اللى بيحصل من عصابات الدولار في السوق السودا
طب والحكومة فين من اللي بيحصل ده وليه سايب تجار العملة هما اللى يتحكموا فى سعر الدولار؟
المعركة مش سهلة زي ما حضرتك فاكر والحكومة بتتحرك فى الملف ده فى اكتر من اتجاه الاتجاه الأول من خلال الضربات الأمنية المكثفة والقبض على كتير من تجار العملة وفى الفترة الأخيرة الأجهزة الأمنية ظبطت عدد كبير من وقائع الاتجار فى العملة بالسوق السودا وجمعت مبلغ يقترب من ال 2 مليار دولار من عمليات الملاحقة بالاضافة للتضييق على المضاربين وملاحقتهم على الصفحات المعنية بتداول العملة خارج البنوك على صفحات التواصل الاجتماعي وفيه عقوبات مشددة وغرامات مغلظة بيتم فرضها على المتورطين فى تجارة وتداول الدولار بعيدا عن القنوات الرسمية
وفيه اتجاه تانى الحكومة شغالة فيه بالتنسيق مع البنك المركزي من خلال طرح مبادرات وعناصر جذب لحائزي الدولار وكان من الجهود دي طرح شهادات استثمار بفوائد مرتفعة جدا ومزايا تانية زي الاقتراض بضمان الشهادات باكتر من 50 % من قيمتها
بس زي ما قولت لحضرتك الحرب مش سهلة خالص والأجهزة الرقابية والبنك المركزي بيواجهوا عدو مجهول وشغال بعيد عن أعين الأمن وكمان بيتع اساليب ووسائل خبيثة للهروب من الملاحقات.. وبيطور من وسايله وأدواته وكمان طريقته فى السيطرة على سوق الصرف
ايوه يعني بيعمل ايه بعيد عن عيون الأجهزة ؟
هقولك يا سيدي.. فى الكام شهر الأخيرة على سبيل المثال عصابات الدولار ابتكرت وسيلة جديدة لحرمان الدولة من مورد دولاري مهم جدا وبقت بتلعب خارج حدود الوطن مع المصريين العاملين فى الخارج والحكاية باختصار ان العصابات دي بتشترى اى كميات من الدولار بأعلى سعر فى السوق السودا من المصري اللى شغال بره وبتسلم سعر الكميات اللى بتشتريها بالجنيه المصري هنا لأهله فى مصر يعنى بيمنعوا وصول الدولار للبلد
والتحركات الخبيثة دي لتجار العملة فى الخارج أدت الى تراجع تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنحو 26 % في الفترة بين يوليو 2022 ولحد مارس 2023 في الوقت اللي بتعاني فيه البلاد من شح العملة الصعبة.
وانخفضت تحويلات المصريين بالخارج إلى حوالي 17.5 مليار دولار في الفترة ما بين يوليو ومارس العام الجاري مقابل نحو 23.6 مليار دولار في نفس الفترة السنة اللى فاتت يعنى مصر اتحرمت من حوالى 6 مليار دولار فى وقت هي فى حاجة الى كل سنت مش دولار.