22 مليار دولار طارت في غمضة عين.. تفاصبل أصعب ليلة في تاريخ البنك المركزي

ايه اللي حصل في البنك المركزي بعد اندلاع الحرب في القرم، وخروج مليارات الدولارات من السوق في ايام معدودة، وإيه السيتاريو الاسوأ إللي البنك المركزي منعه ساعتها وإيه تفاصيل الليلة الصعبة.

العالم بعد 24 فبراير 2022 غير العالم قبله، لأن اللي حصل كان زلزال اقتصادي وتسونامي هز كل الأسواق الدولية وضرب خطوط التجارة والامداد في مقتل، وكانت النتجية دول كتير حصل عندها هزات عنيفة جدا خلتها على وشك الافلاس زي الارجنتين وتونس وباكستان، وفي مصر كانت الأزمة مضاعفة بسبب ارتفاع الاسعار العالمية وارتفاع قيمة الواردات من جهة ومن ناحية تانية خروج مفاجيء  وسريع لمليارات الدولارات من السوق المصري واللي خافت من تأثيرات الحرب.

بحسب بيانات البنك المركزي فيه 22 مليار دولار، من الاستثمارات غير المباشرة، خرجت من مصر، في الفترة اللي أعقبت الحرب بسبب قلق المستثمرين من الصراع الروسي الأوكراني، و محمد معيط وزير المالية قال في تصريحات في يونيو اللي فات إن أكتر من 90% من استثمارات الأجانب في أدوات الدين المحلية، خرجت من مصر خلال الثلاثة شهور بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية وبدء اتباع سياسة نقدية تشددية في الولايات المتحدة.

وعشان نعرف اقد ايه الرقم اللي خرج كبير.. كانت الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة  سجلت رقم قياسي وصل إلى 30 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2021، بحسب نائب وزير المالية أحمد كجوك للسياسات المالية، وعشان نبقى عارفين بردو إن الحرب مش لوحدها اللي هربت مليارات الاستثمار الساخن لكن فيه سبب تاني مهم وهو لما  الفيدرالي الأمريكي بيرفع أسعار الفائية على الدولار دا بيخلق ضغوط على العملات المحلية في الأسواق الناشئة زي مصر وبعدها على طول بتخرج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة لصالح أمريكا باعتبارها ملاذ آمن في فترات الاضطرابات الاقتصادية العالمية فضلا عن تراجع مخاطر الاستثمار لديها مقارنة بالأسواق الأخرى وارتفاع الفايدة، وعشان نبقى عارفين الفيدرالي رفع أسعار الفايدة 4 مرات السنة، بسبب ارتفاع التضخم ودا كفيل يدمر الأسواق الناشئة نتيجة خروج مبالغ ضخمة.

نرجع لموضوعنا إيه اللي حصل في البنك المركزي بعد بداية خروج مليارات الدولارات،.. طبيعي لما يكون فيه أزمة يبقي فيه غرفة لإدارتها ودا اللي اتعمل في البنك المركزي واللي كان عبارة عن خلية نحل بتابع البيانات والارقام ودبة النملة في سوق الصرف والدولار ، وكانت كل مجموعة عمل شغالة على جزئية في الازمة، وقدر المركزي يوقف نزيف الدولارات باجراءات سريعة نظمت عملية السحب والإيداع والعرض في السوق، لكن كانت الأيام دي من أخطر ليالي البنك المركزي.