لماذا تقدمت الهند ووقفت مصر في مكانها.. السيسي يصحح خطايا الماضي
ليه الهند اتقدمت ووصلت لوضعها الحالي اقتصاديا وليه مصر مقدرتش توصل للنتيجة اللي وصل ليها الهنود رغم البدايات المتشابهة، وإيه هي الكوارث اللي ارتبكتها الحكومات في الماضي وأدت للنتيجة الحالية وإيه اللي عمله السيسي عشان يصحح كوارث الستينات واللي بعدها.
لو رجعنا للتاريخ هتلاقي إن البدايات الهندية المصرية واحدة في ملف الاقتصاد وكمان الملف السياسي البلدين كان بيحتلهم محتل إنجليزي واحد، والبلدين بدأو خركات التحرر والاستقلال في توقيت متقارب، وبعدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر كون مع رئيس الوزراء الهندي جولال نهروا، والرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو، واليوغسلافي جوزيف تيتو، مجموعة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ (المؤتمر الآسيوي– الإفريقي)، في إندونيسيا أبريل 1955، وساعتها مصر كان عدد سكانها يوازي عدد سكان ولاية هندية.
وكانت مصر والهند عنده نظام متشابه نظام دستوري برلماني في الهند، بيعاني من مخلفات الاستعمار والانفصال والتخلف والفقر ، ونظام دستوري برلماني شبه ديمقراطي في مصر، والنظامين بيتحكم فيه محتل أجنبي واحد، ووقتها مكنتش إسرائيل ظهرت في المنطقة ولما ظهرت ووقعت حرب محاولة تظهير فلسطين وانهزمت الجيوش العربية في حرب 48 وبعدها دخلت المنطثقة في دوامة عنف ومؤامرات وحروب ودي كانت بداية انفصال التجربة المصرية عن الهندية وكمل الهنود في طريقهم الاقتصادي في وقت مصر اتعطلت بسبب الأحداث اللي جصلت في المنطقة.
لكن هنركز هما عن الوضع الاقتصادي هنلاقي إن فيه أخطاء كارثية اتسببت في تخلف مصر حتى مع الحروب، وكان أهمها قرار تأميم شركات القطاع الخاص الأجنبي والوطني بالكامل، وتحول الصناعة كلها لملكية حكومية بشكل سريع، واعلان وفاة القطاع الخاص بشكل كامل ودي كانت الغلطة الكبرى لأن بعد التأميم تحولت الشركات لكيانات جامدة ومليانة مخالفات وفساد وسرقة وبعدت عن الابتكار والتطوير والتوسع وغرقت في الديون والعمال اتحولوا لموظفين معندهمش شغف ولا ضمير مع غياب سياسة الثواب والعقاب طالما بيقبضوا اخر الشهر وتحول مناصب ادارة الشركات لمكافأت للمحاسيب وفي المقابل وسعت الهند من دور قطاع الخاص عندها وادت استقلالية للولايات في شئون الاقتصاد والاستثمار وملكية الأراضي والأفراد.
من الأسباب الكارثية لتخلف مصر عن الهند في الستينيات واللي بعدها هو اهمالها للبحث العلمي والتطور التكنولوجي وتحولت المصانع لخردة وفشلت إنها تقاوم العصر والنتيجة خسارة قاعدة صناعية ضخمة كان ممكن تنافس قلاع الصناعة في العالم كله لو خضعت للتطوير والأدارة المحترفة وبقت تحكمها أليات السوق، وشفنا اللي حصل في مجمعات الحديد والصلب والكوك وايديال وغيرها وغيرها من الشركات المصرية العملاقة واللي قتلها التخلف عن ركب التطور في الوقت اللي هند فتحت المجال للعلماء والبحث العلمي وبقى عنده أعظم علماء في كل المجالات.
النهاردة الهند في المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين بناتج محلي إجمالي قيمته 3.39 تريليونات دولار، حسب بيانات 2022، الصادرة من البنك الدولي، واستمرت مصر بلا طموح حقيقي في النهضة لحد ماتولى الرئيس السيسي حكم البلاد وقدر يعيد الروح والحماسة في نفوس المصريين ويرجع زمن التحدي ويصلح أخطاء الماضي وأعاد بناء دولة جديدة عصرية متطورة في البنية التحتية ومشروعات في كل المجالات وخلق فيها فرص واعدة للاستثمار واتحولت لمركز اقتصادي في المنطقة وحققت أعلى معدلات نمو ومتوقع تكون السابع عالميا في اقتصاديات العالم، وكانت البداية بفتح المجال للاستثمار والقطاع الخاص على مصراعيه وتحلص الحكومة من ملكيات الشركات الحكومية ووضعها على طريق المنافسة والاستثمار والتوسع من خلال برنامج الطروحات الحكومية وشفنا ازاي شركات قفزت بعد بيع حصص منها لمستثمرين ضخوا فيها مليارات للتطوير والتوسع وفتح أسواق جديدة ودا اللي كان لازم يحصل من سنين.
والنهاردة مصر متوقع يوصل الناتج المحلي الإجمالي للعام المالي 23/ 2024 حوالي 11,84 تريليون جنيه بالأسعار الجارية مقارنة بـ 9.8 تريليون جنيه قيمة الناتج المتوقع للعام (22/ 2023)، مسجلا نسبة نمو 4.1% بالأسعار الثابتة.