لماذا تريد مصر الانضمام إلى "بريكس"؟
أكد أستاذ الاقتصاد الدولي في مصر كريم العمدة أن القاهرة مهتمة كثيرا بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"، مشيرا إلى أنها أحد أعضاء آلية "بريكس بلس".
وأوضح أن هناك 22 طلبا من دول راغبة في الانضمام إلى المجموعة، ومصر لها الأسبقية في الانفتاح على دولها، وشاركت في العديد من اجتماعاتها.
وأشار إلى أن هناك تعاونا مشتركا بين مصر ودول "بريكس"، واتجاها للتنوع في العملات وإنهاء هيمنة الدولار الذي كان له تأثير سلبي على العديد من الدول وبينها مصر.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي المصري سيد خضر أن انضمام مصر لمجموعة "بريكس" خطوة مهمة للغاية في حركة التجارة الدولية، وخاصة في ظل تعنت السياسة الاقتصادية الأمريكية ودخول العالم في نفق مظلم.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تعبر أزمتها الاقتصادية على حساب الاقتصادات الناشئة التي تعد مصر جزءا منها.
واعتبر أن للدولار العديد من التأثيرات السلبية على الأداء الاقتصاد المصري الداخلي، وعلى معدل التضخم، والارتفاع المستمر في الأسعار، مضيفا أن مصر لم تنضم إلى المجموعة حتى الآن ولكن في حال الانضمام سيمثل ذلك دفعة للاقتصاد المصري.
وأضاف أن مصر انضمت إلى البنك التجاري الدولي ومقره العاصمة الصينية بكين ويضم 75 دولة، بالإضافة إلى مصر والسعودية.
وشدد على أن انضمام مصر لـ"بريكس" سيكون فكرة مهمة لتحقيق التوازن الداخلي في العديد من المؤشرات الاقتصادية، خاصة في فكرة الاستغناء عن الدولار وتخفيف الطلب عليه، مشيرا إلى أن مصر تحتاج خلال الفترة المقبلة إلى تقليل الطلب على الدولار من أجل إحداث التوازن في جميع المؤشرات الاقتصادية، خاصة في عملية الاستيراد، معربا عن اعتقاده بأن من مميزات مجموعة البريكس هو تخفيف الأعباء الدولارية واستخدام عملة جديدة مثل اليوان الصيني.
وذكر أن مصر لديها علاقات استراتيجية مع الصين، ففكرة الاستغناء عن الدولار ستكون مهمة جدا لأن الصين أهم مصدر للمواد الخام، ومصر تستورد كافة المواد الخام من الصين، مما يمثل خطوة مهمة في استمرار نجاح الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، وينعكس إيجابيا في تحقيق التوازن في الأسعار في كافة الصناعات والسلع الاستراتيجية، إذا ما أخذنا في الاعتبار التضخم المتسارع في مصر بسبب الدولار لتوغله وتوحشه في العالم وتأثيره السلبي على الاقتصاديات الناشئة.
وكان رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد العرابي، قد صرح بأن القاهرة تعتزم تقديم طلب للانضمام إلى "بريكس" في القمة الحالية التي ستعقد في جنوب إفريقيا، وتعتمد على دعم روسيا بهذا الأمر.
يذكر أن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أظهرت ارتفاع قيمة الصادرات المصرية لدول مجموعة البريكس لتسجل 4.9 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 4.6 مليار خلال عام 2021.
وبلغت قيمة الواردات المصرية من دول مجموعة البريكس 26.4 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 23.6 مليار خلال عام 2021 .
وأشارت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة البريكس لتصل إلى 31.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 28.3 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 10.5%.
وجاءت الهند على رأس قائمة أعلى دول مجموعة البريكس استيراداً من مصر خلال عام 2022.
وبلغت قيمة صادرات مصر لها 1.9 مليار دولار، وجاءت الصين في المرتبة الثانية 1.8 مليار دولار، ثم روسيا 595.1 مليون دولار، ثم البرازيل 402.1 مليون دولار، وأخيراً جنوب إفريقيا 118.1 مليون دولار.
وتصدرت الصين قائمة أعلى دول مجموعة البريكس تصديراً لمصر خلال عام 2022؛ حيث بلغت قيمة واردات مصر منها 14.4 مليار دولار، وجاءت روسيا في المرتبة الثانية 4.1 مليار دولار، ثم الهند 4.1 مليار دولار، ثم البرازيل 3.6 مليار دولار، وأخيراً جنوب إفريقيا 133 مليون دولار.
وبلغت قيمة استثمارات دول مجموعة البريكس في مصر 891.2 مليون دولار خلال العام المالي 2021 / 2022 مقابل 610.9 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 45.9%.