إعدام الدولار.. كيف بدات الدول التآمر على الدولار والانضمام إلى بريكس
الكل بيحاصر الدولار.. وسنين السيطرة والسطوة والغرور والاحتكار لأقوى عملة عالمية على مقاليد التجارة والاحتياطات الدولية قربت تنتهي، وإدق أول مسمار في نعش العملة الأمريكية وتللي لو ما انتهتش هتضعف وهتعجز مع ظهور تكتلات قوية منافسه وعملات بتتتشكل في الغرف المغلقة لتجهيز بديل الدولار.. إيه اللي حصل وازاي تم التحضير لإعدام الدولار.
مشكلة الدول الكببيرة مع الدولار مش مشكلة عملة دولية مسيطرة على حركة المال والتجارة والأسواق والبورصات والاحتياطات ومؤسسات المنح والتمويل ولا عشان هو العملة الأقوى والأكتر نفوذ.. لكن مشاكل الدولار بدأت وزادت لما اتحولت العملة الامريكية لسيف على رقاب الدول في العقوبات وتجميد الأرصدة وتحوله لأداة تأديب للحكومات المعارضة أو حتي لمجر المنافسة زي ما حصل مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية ودول تانية كتير في العالم واتحول الدولار من عملة وسيطة دولية للتداول إلى عصا لتخويف وعقاب المختلفين مع الولايات المتحدة ومن هنا بدأت الدول تفكر في البديل خاصة بعد اللي حصل في روسيا وفرض واشنطن عقوبات مالية قاسية على موسكو واخراجها من نظام سوفت المالي العالمي وتجميد ومصادرة مليارات الدولارات من روسيا ومن روسين مسئولين ورجال أعمال كمان.
من قلب الغضب على الدولار ظهرت فكرة البريكس.. واللي فرقته السياسة جمعه الدولار واتحدت دول عظمى ضده والتحضير بقوة وعلى أرض الواقع لإسقاطه من عرش العملات الدولية عن طريق توفير البديل، والتقت مصالح عدد من الدول عظيمة اقتصاديًا وأكترها سكانا لإطلاق بديل بالدولار الأمريكي لاستخدامه في التجارة العالمية.
مجموعة بريكس للي ميعرفش هي فكرة قديمة وبتعود فكرة انشاءها لسنة 2009 وتضم تكتل روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، وتحول اسمها من "بريك" إلى بريكس في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها لكن في 2022 ولغاية دلوقتي بدأت المجموعة تنشط ضد الغطرسة الأمريكية وسطوة الدولار بعد مابقي سلاح بيعوق تنمية الدول دي وبعد اندلاع الصراع الروسي بريكس بقت بديل دولي مطلوب لمواجهة ارتفاع أسعار الدولار والتضخم العالمي دا غير انه سلاح ضد الدول ومن هنا كسب التحالف زخم وأهمية زاد بطلب دول كتير الانضمام الرسمي ليه والرغبة في الاستغناء عن الدولار في التعاملات الدولية بين دول بريكس من ناحية وبين دول بريكس ودول من خارجها.
وعشان مشروع بديل الدولار مايبقاش حبر على ورق التحالف الجديد خد خظوات واسعة على الأرض وأنشأ بنك التنمية الجديد برأسمال 50 مليار دولار واللي اشتركت فيه دول كتير وبينها مصر وهيكون بمثابة الذراع المالي للبريكس واللي هيقرض ويسلف الدول الأعضاء بفوائد ومميزات أكتر من شروط الهيئات المانحة التانية زي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
مع رواج فكرة البريكس وقبول فكرة تحدي الدولار مجموعة كبيرة من الدول المؤثرة اقتصاديا بتدرس الانضام للمجموعة وبعضها قدم طلب رسمي زي إيران والسعودية والأرجنتين وتونس والجزائر، وانضمام مصر للبنك التابع للمجموعة و وبعد التوسعات هيكون بريكس ضمن نص الأسواق في العالم بمحموع 42% من سكان العالم ودا اللي بدأ يخوف أمريكا وأوروبا لأن بريكس كده بضم تكتل وموارد وأسواق وتكنولوجيا وطاقة تقدر تدفن السوق الاوربية والقوة الاقتصادية الأمريكية... ولو بصينا على امكانيات مجموعة السبع الصناعة، زي الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، هنلاقي ان عدد مواطنيها 800 مليون شخص في دول مجموعة السبع بس.
وحسب شركة الاستشارات البريطانية Acorn Macro Consulting، مجموعة بريكس بقت أكتر تطورا صناعيا من مجموعة السبع الكبار، ودا بيأكد إن قوة أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية بتسيطر دلوقتي على كتلة اقتصادية عالمية مهمة وبالتالي نفوذ عالمي جديد قدر يطرح نفسه كبديل للكيانات المالية والسياسية الدولية الحالية وإن الأمر بقي حقيقة مش مجرد اتفاقيات.
روبرت كيوساكي مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير"، كان حذر من زوال محتمل للدولار الأميركي، وقال في كتابه إن الدولار هيفقد قيمته و"يصبح ورق تواليت، وأكد إن دول البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وضعوا أنفسهم كبديل للغرب بخصوص الأمور المالية والسياسية العالمية.
كيوساكي بشر بظهور بديل الدولار وبداية ظهور عملة جديدة بتحاول دول بريكس الاتفاق عليها لإنشاء نظام مالي عالمي جديد بيهدف إلى استبدال الدولار في المعاملات الدولية، سواء بينهم داخل دول المنظمة، أو حتى بين دول المنظمة والدول الأخرى خارج المنظمة وإن دا هيحصل لامحالة ومش عشان فيه مؤامرة على الدولار لكن لأن دي متطلبات القوة الجديدة للبريكس واللي لازم يكون ليها عملة مستقلة تستغل بيها قدراتها وتخدم بيها دول التحالف والدول الصديقة، اللي هترتبط بالتحالف.. يعني مش شرط تكون عضو في البريكس عشان تستفيد لكن كفاية تكون مرتبط باتفاقيات تعاون عشان تستفيد من كل المزايا.
الغريب إن كيوساكي ألف كتابه "الأب الغني والأب الفقير"، سنة 1997 وكان مدرج في قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعًا لأكثر من ست سنوات، تم بيع أكثر من 32 مليون نسخة من الكتاب بأكثر من 51 لغة في أكثر من 109 دولة.
وأخطر ما قاله كيوساكي إن الولايات المتحدة انتهكت القوانين النقدية خلال سنين طويلة ودا كا سبب في غليان العالم وكرههم للدولار ودا هيدفع الدول للانضمام لأي تحالف مضاد للدولار وقال نصا سيكون هناك كوادريليونات (مليون مليار) من الدولارات تعود، لقد دمرت الولايات المتحدة نفسها في السنوات القليلة الماضية أكثر مما كان يمكن لأي عدو خارجي فعله لأننا نستخدم مصدر قوتنا كسلاح، وهو الدولار الأمريكي، وقد دفعنا معظم العالم بعيدًا عنه نتيجة لذلك".
وبلغة الأرقام فكشفت تفوق مجموعة بريكس لأول مرة على دول مجموعة السبع الأكتر تقدما في العالم، بعد أن وصل مساهمة بريكس إلى 31.5 بالمئة في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7 بالمئة للقوى السبع الصناعية، وحسب الصحيفة الفرنسية لو جورنال دو ديمانش، الاتجاه الصعودي اللي حققته "بريكس" هيستمر خاصة في أسواق الصين والهند.. يعني الخلاصة الدولار رايح ومش جاي ولو موقعش هيضعف ويعجز وهيفقد قيمته والأهم إنه هيفقد هيبته وهيعدم في سوق عام.