المستخبي في أزمة الدولار
مصر ليها شهور بتسابق الزمن عشان تسيطر على أزمة نقص الدولار في سوق الصرف وبتجاهد من كل اتجاه لتوفير العملة الأمريكية لتلبية احتياجات دولة فيها 110مليون بني آدم وبتحارب سوق سودا بتغذيها أطماع ومخططات شريرة عشان الأزمة تستمر.. ليه أزمة الدولار مخلصتش لغاية دلوقتي وايه الملف المستخبي في قصة اختفاء الدولار وليه الدولة ساكتة على تجار الأزمات.
رغم نجاح الدولة المصرية في منع خروج أزمة الدولار عن السيطرة ووصول الدولار لارقام قياسية زي ما روجت جهات معادية أو حتى توقعات خبراء وجهات محايدة بوصوله لاكتر من 55 جنيه للدولار الواحد لكن بيفصل لغز استمرار الأزمة رغم إعلان الدكتور مصطفى مدبولي عن تدفقات دولارية ضخمة وكمان استمرار السوق السودا للدولار رغم مرور كل الوقت دا والمفروض الدولة عرفت طبيعتها وتحركاتها والمسؤولين عن التداول فيها..
كل دي أسئلة مشروعة وبتتكرر من المواطنين مع استمرار موجة ارتفاع الأسعار في الأسواق وعدم وجود تحسن ملموس.. لكن في الوقت نفسه لازم نبقي عارفين إن وقوف الأزمة للنقطة الحالية هو إنجاز ضخم وعشان تتخيل دا كل اللي عليك انك تتخيل السيناريو الأسوأ لو الدولة متدخلتش بقوة وسيطرت على الوضع بشكل سريع.. ببساطة ومن غير مبالغة كانت الأمور مش هتحتمل العيش معاها والحاجة اللي تمنها 100 جنيه بعد ماغليت كان هيوصل سعرها ل500 جنيه لو انهار الجنيه اكتر من كده والدولار بقي 55 جنيه وكان ساعتها هيحصل ركود ضخم لأن الناس مش هتقدر تشتري حاجة وتقدر تتخيل الوضع كمان لو الدولة موفرتش الدولار لشراء فاتورة اكل وشرب وأدوات إنتاج ب100 مليار دولار.
ليك تتخيل بردوا لو الحكومة مقدرتش تسدد الديون الخارجية وتصنيفها نزل الأرض وتوقفت حركة الإنتاج مع الركود اللي كان هيحصل.. ببساطة الدولة كانت هتفلس ومش هتلاقي تصرف ولا تشتري لكن اللي حصل مشكلة وبالنسبة لسر بقاء السوق السودا لغاية دلوقتي ودا لسبب بسيط إنها سوق بتعمل في الضلمة والشرطة مش هتفتش أي مواطن محترم ماشي في الشارع ومعاه شنطة وتقولوا انت رايح فين بالفلوس دي لأن التهمة في السوق السودا لازم تكون تلبس لأن مفيش قانون بيجرم حمل وحيازة الدولارات وكمان لأن السوق دي منتشرة على طول المحافظات وفي القري والنجوع بداية من الراجل اللي بيغير 100 دولار لغاية اللي بيغير الالافات وملايين الدولارات والأجهزة الأمنية رغم كده قدرت تكافح السوق السوداء من ناحية والحكومة والبنك المركزي من ناحية تانية بتوفير اكبر قدر من الدولارات من كل الموارد المتاحة في الدولة.
ممكن تتخيل إن الدولة ساكتة عن اللي بيحصل لكن الحقيقة بيتبذل جهد جبار فوق طاقة البشر لتوفير الدولار ومعندهاش حاجة تخليها لأن كل حاجة معلنة للجميع واحنا مش حاسين بالكارثة لأنها محصلتش والحمد لله وفي القريب العاجل الدولة هتعدي من رحم الأزمات ويخطط مش هتسمح بتكرار الأزمة تاني إطلاقا.