خطة الفئران المذعورة.. كيف تلاعب السيسي بتجار العملة وأنهى أسطورة الذهب؟
في الاقتصاد المعلومة ليه سعر وإشاعة واحدة ممكن تدمر السوق أو توقع البورصة أو ترفع اسعار سلعة معينة أو تنزل بيها سابع أرض.. واللي بيملك المعلومة في عالم البزنس هو الل بيقود السوق وهو اللي يقدر يخلي أي فئران مذكورة تجري على جحورها وتختفي في غمضة عين.. والرئيس السيسي عرف يستغل قاعدة مهمة جدا في السوق وهي اللي تغلب بيه العب بيه.. والرئيس قرر يلاعب المضاربين على الدولار وحيتان الدهب على المكشوف وزي ما بيقولوا كده قالهم كش ملك وقدر يضرب ضربته في الوقت المناسب.. فيا ترى ايه تفاصيل اللي بيحصل في الكواليس؟ وازاي الرئيس بضربة معلم قدر يقضي على الفوضى في سوق الصرف ؟ وايه اللي هيحصل الأيام الجاية؟
وهل كده خلاص تجار العملة انتهوا ولا لسه فيه جولات تانية وممكن يعملوا ريمونتادا؟
اقرأ المزيد: خدمة العمر.. فوائد السوق السوداء للدولار للاقتصاد المصري
من أقل من شهر لو سألت اي حد في مصر الدولار رايح فين كان هيقولك مش بعيد يوصل ل ٥٠ أو ٦٠ جنيه وحتى بره مصر كل التقارير كانت بتتكلم عن انخفاض ضخم في قيمة العملة المصرية ووقتها طبعا مع الإشاعات والكلام الكتير عن مستقبل الدولار ومصير الجنيه انتعشت السوق السودا للعملة الأجنبية وسعر الدولار وصل فى العقود الاجلة غير القابلة للتسليم لاكتر من ٤٤ جنيه وكل يوم الناس كانت بتحط ايدها على قلبها وخايفة من اللى هيحصل خصوصا ان معدلات التضخم كانت مستمرة في الارتفاع وكمان اسعار السلع كانت بتزيد في اليوم اكتر من مرة وكان ممكن تنزل تشترى سلعة الصبح بسعر وبالليل تشتريها بسعر تاني خالص.
طب ايه اللي حصل وهل الدولة وقفت تتفرج؟
حصل تحركات على أكتر من مستوى بداية من وزير المالية اللى طلع وانتقد اصرار مؤسسات التمويل ومراكز الأبحاث على استهداف الجنيه وقلل من تأثير التقارير على مستقبل العملة المصرية.. مش بس كده رئيس الوزراء طلع هو كمان واتكلم لأول مرة عن موقف الجنيه وازاي بيتم تقييمه بأقل من سعره بسبب أزمة نقص العملة وقال انه هيسترد قوته مع توافر السيولة الدولارية.
اقرأ أيضاً: لغز سكوت صندوق النقد الدولي ولعنة مارس والخوف من قرار صادم
اما الضربة القاضية بقا فكانت من الرئيس السيسي بنفسه واللي قطع الشك باليقين وطلع قدام الدنيا كلها وأكد أن مصر مش هتخفض قيمة عملتها وأنها بتطبق سعر صرف مرن للجنيه أمام العملات الأجنبية التانية وقال كمان ان لو تطبيق مرونة سعر الصرف هياثر على حياة المواطن ويضر الناس فمش هنعمل اي تخفيض في قيمة العملة المحلية وحسب التعبير اللي استخدمه فخامة الرئيس فده أمن قومي.
طيب.. هل كلام الرئيس كان ليه تأثير على اللي بيحصل في السوق الموازية والفوضى اللي كانت بتضرب سوق الدهب؟
تعالى نقولك ايه اللي حصل الأول في السوق الموازية وسوق الصاغة وانت احكم بعدها بنفسك.. بعد كلام فخامة الرئيس بساعات قليلة حصل فوضى وارتباك كبير في السوق السودا للدولار وسعر. العملة الأمريكية انهار من مستويات ٤١ و٤٢ جنيه إلى ٣٦ و٣٧ جنيه وعمليات تنفيذ البيع والشراء تراجعت والمضاربين اختفوا وتقدر تقول ان الفيران دخلت الجحور.. وده لان الإشاعات اللي كانوا بيروجوا ليها عن سعر الدولار ثبت كذبها بكلام الرئيس وكل اللي كان مخزن دولار أملا في ان سعره يرتفع بقا بيحاول يتخلص منه قبل ما الاسعار تنزل بصورة أكبر... وفي سوق الدهب الانهيار كان أكبر بكتير واسعار المعدن النفيس انخفضت بأكثر من ٣٠٠ جنيه في الجرام الواحد من ٢٥٥٠ جنيه للجرام إلى ٢٢٠٠ جنيه دلوقتي وزي ما كلنا عارفين ان دولار الدهب مرتبط بشكل مباشر بدولار السوق السودا وأول ما سعر العملة الأمريكية ينخفض في السوق الموازية بينخفض بالتبعية في سوق الصاغة.
حد هيسال ويقول هل معنى كده المعركة انتهت والدولة انتصرت؟
بص يا سيدي المعركة مع تجار العملة صعب تخلص بسهولة وطول الوقت هتلاقي كر وفر ولعبة القط والفار دي هتتكرر كتير لكن حاليا الدولة بتتعامل بذكاء شديد في الملف ده وعارف تلاعب المضاربين وتعلم عليهم كمان وفى الفترة الجاي كمان فيه عوائد دورية مهمة هتدخل البلد وهتساعد أكتر في ضبط سوق الصرف