خدمة العمر.. فوائد السوق السوداء للدولار للاقتصاد المصري
معروف إن السوق السوداء للدولار ظهرت في مصر في الستينات ولتظهر مع كل أزمة للعملة أو معروض الدولار لكن في الأزمة الأخيرة كانت أشد وطأة بسبب خروج 22 مليار دولار في أول أيام اندلاع الصراع الروسي الأوكراني وبعدها ارتفاع أسعار السلع عالميا وقفزة فاتورة الاستيراد وحدوث الفجوة الدولارية واللي بتقدر ب40 مليار دولار ومع توحش السوق السوداء للعملة الدولة حاربتها بشتى الطرق لأنها أول مرة تدار السوق الموازية بتخطيط عالي من خارج مصر ومن جوه البلد.. لكن رغم كده السوق السوداء للدولار قدمت خدمات جليلة للاقتصاد المصري.. متستغربش دي حقيقه وهنقولك ازاي.
لما الدولة اكتشفت إن السوق السوداء للدولار مش مجرد سوق التربح وانها بيوقف وراها جهات خارجية ومحور شر كامل بدأت تغير استراتيجيتها بشكل كامل حسب العدو الجديد اللي دخل من زاوية نقص الدولار في السوق وقرر تعطيش السوق لأقصى درجة وكانت الاستراتيجية الجديدة للدولة هي تجفيف منابع السوق السوداء للعملة من الأساس وبطريقة تقصي عليها نهائيا حتى لو ببطء بس النتائج مضمونة ودا سر إنها بتنهار دلوقتي بالتدريج.
طيب الدولة عملت ايه عشان تواجه قوى الشر وتستفيد من ظاهرة السوق السوداء وتسخرها لخدمة الاقتصاد الوطني.. شوف ياسيدي الدولة قررت تشوف أغلب القطاعات اللي باستهلاك الدولار وبتحط الدولة تحت ضغوط كبيرة فلقيت إن معظم الدولار بيروح على الاستيراد ومنها استيراد سلع كتير بتتصنع أو ممكن تتصنع في مصر ومن هنا الرئيس ومن قبلها كمان خد قرار بتوطين الصناعات الأجنبية بكل انواعها التقيلة والخفيفة والتكنولوجية واللي عليها كلب في السوق المصري وتصنيعها في مصر وشفنا لأول مرة مصر لتصنع المحمول والالات والسفن وبتتوسع في صناعات الغزل والنسيج والأجهزة الكهربائية والمنزلية والسيارات والقطارات وعملت مناطق صناعية عملاقة في كل الصناعات زي منطقة اقتصادية قناة السويس وغيرها في كل أنحاء مصر.
وكلنا تابعنا التطور الكبير في ملف الصناعات وكلها شهور والمصانع دي تشتغل بكامل طاقتها وساعتها هتقلل فاتورة الاستيراد اللي دخلت على 100 مليار دولار في وقت من الأوقات ، ومش الصناعة بس وبسبب السوق السوداء مصر دشنت مشروعات زراعيه عملاقة في توشكي والدلتا الجديدة ووصلت نهر صناعي هيزرع ملايين الأفدنة في الصحراء الغربية وسيناء وبعدها مصر مش هتستورد حبوب او غلال وبالعكس فاتورة التصدير بتزيد وهتعدي ال100 مليار دولار قريب.
السوق السودا للدولار قدمت خدمة تانية عظيمة للاقتصاد المصري وهي تطوير كل قطاعات الدولة المصرية الموردة للدولار واتعمل خطط للقفز بإيرادات السياحة وقناة السويس والتصدير وكمان بتدور على وسيلة لإعادة كل تحويلات المصريين للنظام المصرفي الرسمي بعد هروب مليارات منها للسوق السودا، يعني باختصار الدولة بتنشف أو تجفف اي منبع للسوق للسودا للعمل.
كمان مصر قررت تشوف القطاعات اللي بتصرف دولارات بره مصر ولقيت أنها بتنحصر في الترويج السياحي بالخارج والبعثات العلمية ودا خلى البلد تفكر في تطوير جذري للتعليم في الداخل وبطريقة تتماشى مع احدث الاساليب العالمية وتنويع الاختصاصات وبدل ما مصر بطلع بعثات للخارج هتستقبل طلاب اكتر من دول العالم ودي أكبر هدية من السوق السوداء للبلد لأن بسبب دا البلد هطور نظام التعليم وتخليه عالمي وكمان بطور احدث منظومة للعلاج والصحة وهتوقف العلاج في الخارج على نفقة الدولة واللي بيستنزف عملة صعبة كتير.
وبفضل السوق السودا مصر اتعلمت سياسة الترشيد والتعامل مع الأزمات الكبرى والتفكير خارج الصندوق ومن أعظم الخدمات اللي قدمتها السوق السودا للدولار للبلد هي التفكير في تقليل الاعتماد على الدولار في ي تعاملاتها الدولية وانضمت مصر لبنك البريكس وقدمت كلب رسمي للانضمام للتكتل الدولى الجديد واللي هيتعامل بعملات وطنية بعيد عن سطوة واستغلال الدولار والضغوط الأمريكية ودا بيدي استقلال اكتر للقرار المصرى ورب ضارة نافعة زي مابيقول المصريين والدولار مش هيبقى تاريخ وذكرى بس دا هيكون من الماضي والجنيه ياخد وضعه الطبيعي ومصر مش هتخبط تاني على صندوق النقد الدولي تطلب قروض وبكرة نشوف.