هل ينجح بنك الشعب الصيني في دعم اليوان.. خيارات متاحة
حدد بنك الشعب الصيني معدلاً مرجعياً أقوى من المتوقَّع (لسعر صرف اليوان) للمرة الثالثة الخميس الماضي، لكنَّه فشل في منع اليوان من بلوغ أدنى مستوى له في سبعة أشهر. وتعرّضت العملة لضغوط متزايدة مقابل الدولار وسط أدلة متزايدة على أنَّ التعافي الاقتصادي للبلاد سيكون أبطأ مما كان متوقَّعاً، وأنَّ أي تحفيز سيكون متواضعاً.
السياسة النقدية في الصين
قد تحتاج الصين إلى التعمق أكثر في الاستعانة بسياساتها (النقدية) لوقف الانزلاق في سعر صرف اليوان، إذا كانت جادة في القضاء على التشاؤم تجاه العملة المُدارة.
وفي حين أنَّ ما يسمى بتثبيت العملة هو أداة مباشرة وخالية من التكلفة لبنك الشعب الصيني لتوجيه التوقُّعات (بشأن العملة)، لكنَّه قد يفقد قوته وسط معنويات شديدة التشاؤم. إذا فشلت سلسلة من عمليات التثبيت الأقوى في وقف هبوط اليوان بما يرضي بكين؛ فقد تختار اتخاذ إجراءات أكثر صرامة مثل زيادة سيولة الدولار (بيع الدولار)، وإضافة قيود على رأس المال.
أدوات بنك الشعب الصيني
ما يزال بحوزة بنك الشعب الصيني أدوات لاستخدامها، لأنَّه لم يلجأ إلى بعض الأدوات القوية بخلاف التغيير والتبديل بشكل أساسي في تثبيت (سعر الصرف)"، وفق هي وي، الاقتصادي الصيني في معهد الأبحاث "جافيكال دراغونوميكس" في بكين. ويقول: "من المحتمل أن يظل اليوان ضعيفاً لبعض الوقت، حيث يُنظر إلى الحكومة على أنَّها غير راغبة في طرح المزيد من سياسات التحفيز.
سلّط نائب محافظ بنك الشعب الصيني، بان قونغ شنغ، الضوء على "تجربة البلاد الغنية" في التعامل مع الصدمات من خلال "أدوات وفيرة للحكمة الكلية" في تصريحات في وقت سابق من هذا الشهر.
إليكم نظرة على بعض الإجراءات التي قد تتخذها الصين لدعم اليوان:
تثبيت اليوان
أسهل طريقة للبنك المركزي للتأثير على اليوان هي من خلال سعره المرجعي اليومي، المعروف باسم التثبيت، الذي يتم تعيينه في الساعة 9:15 صباحاً. ثم يُسمح لليوان بالتحرك بنسبة 2% في أي من الاتجاهين.
غالباً ما يتم تفسير الفجوة الواضحة بين السعر المرجعي وتقديرات السوق على أنَّها إشارة إلى تفضيل مستويات اليوان من البنك المركزي.
حدد بنك الشعب الصيني الخميس سعر تثبيت اليوان بمقدار 311 نقطة أقوى من متوسط التقديرات في استطلاع "بلومبرغ"، وهو أكبر مقدار منذ نوفمبر. وصلت الفجوة بين السعر المرجعي وتقديرات السوق إلى مستوى قياسي بلغ 950 نقطة في أكتوبر الماضي.
ويرى جينغيانغ تشن، المحلل الاستراتيجي للعملات الآسيوية في "اتش اس بي سي هولدينغز" أنَّ "هناك فرصة كبيرة بأن يقوم بنك الشعب الصيني بالمتابعة بإرشادات إصلاحية أو إجراءات أخرى لسياسة العملات الأجنبية إذا زاد ضعف اليوان مرة أخرى في الأيام المقبلة".
بيع الدولار
في حين قال المسؤولون مراراً وتكراراً إنَّ بنك الشعب الصيني قد خرج بشكل أساسي من التدخل المنتظم في العملة للسماح للسوق بتحديد سعر صرف اليوان؛ ما يزال التجار يميلون إلى مراقبة مبيعات الدولار من قبل البنوك الكبيرة المملوكة للدولة.
باع عدد قليل من هذه البنوك الدولار هذا الأسبوع قبل الساعة 4:30 مساءً بالتوقيت المحلي لوضع سعر إغلاق أقوى لليوان الداخلي. كما يسمح هذا التداول للبنك المركزي بتحديد مرجع أقل لسعر صرف الدولار-اليوان في اليوم التالي.
زيادة سيولة العملات الأجنبية
يمكن أن تخفّض الصين معدل متطلبات الاحتياطي للودائع بالعملات الأجنبية لتقليل حجم النقد الأجنبي الذي تحتاج البنوك للاحتفاظ به. سيؤدي ذلك إلى إطلاق المزيد من الدولارات في السوق، مما يخفف الضغط على اليوان.
تم استخدام هذه الأداة بشكل متكرر في العامين الماضيين لتسهيل حركة اليوان. رفع بنك الشعب الصيني النسبة مرتين في عام 2021، ثم خفّضها مرتين العام الماضي إلى 6%. وأدى التخفيض الأخير بمقدار نقطتين مئويتين في سبتمبر إلى ضخ 20 مليار دولار من العملات الأجنبية في السوق.
تكاليف المضاربة
يمكن للبنك المركزي أن يفرض رسوماً عقابية على صفقات المضاربة في سوق المشتقات، مما يرفع تكلفة الرهانات على بيع اليوان.
كانت آخر خطوة من هذا القبيل أيضاً في سبتمبر 2022، عندما فرض بنك الشعب الصيني رسم احتياطي المخاطر بنسبة 20% على عقود البيع الآجلة للعملات من قبل البنوك. ومنذ ذلك الحين؛ انخفض الحجم الشهري لمبيعات العملات الأجنبية عبر هذه العقود الآجلة.
التحكم في تدفق الأموال
سيكون التحكم في تدفق الأموال داخل البلاد وخارجها أحد أكثر الأدوات صراحة. وفي حين أنَّه من غير المرجح أن تغيّر السلطات الحصة السنوية البالغة 50000 دولار للفرد لشراء العملات الأجنبية؛ فإنَّها يمكن أن توسع القنوات للمستثمرين الأجانب لشراء الأصول الداخلية.
قد يكون الخيار الآخر هو تخفيف القواعد الخاصة بالحصول على التمويل. في العام الماضي، سمح بنك الشعب الصيني للشركات الداخلية باقتراض المزيد من الخارج، مما أدى إلى زيادة تدفقات رأس المال الأجنبي.