رئيسة المركزي الأوروبي تحذر: ضغوط الأسعار "قوية" .. التضخم لم يبلغ ذروته بعد
حذرت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاجارد الإثنين من أن الأسعار في منطقة اليورو لا زالت ترزح تحت وطأة "ضغوط قوية"، ما يعني أن التضخم، إذا ما استثنينا الطاقة والأغذية، لم يبلغ ذروته بعد.
وقالت لاغارد خلال جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي إن "الضغوط على الأسعار لا تزال قوية"، على الرغم من تباطؤ وتيرة التضخّم على مقياس سنوي في منطقة اليورو إلى 6,1 بالمئة في مايو، مقارنة بـ7 في المائة في أبريل، وهو معدل أدنى بكثير من مستوى 10,6 في المائة المسجل في أكتوبر.
والتضخم الأضيق نطاقا (الذي يستثني الطاقة والأغذية) بلغ في مايو 5,3 بالمئة مقابل 5,6 في المائة في أبريل.
لكن آخر المعطيات المتوفرة "تفيد بأن آخر المؤشرات التضخمية" إذا ما استثنينا الطاقة والأغذية "لا تزال مرتفعة" و"لا شيء يثبت صراحة أن التضخم الأضيق نطاقا بلغ ذروته"، بحسب لاجارد.
وشددت على "تزايد" الضغوط التي ترزح الأجور تحت وطأتها، مشيرة إلى أن الأجراء يريدون استعادة قسم مما خسروه من قدرتهم الشرائية من جراء التضخم الحاد.
ويخشى المركزي الأوروبي الدخول في دوامة الأجور والأسعار التي يمكن أن تجعل التضخّم مترسخا في المدى الطويل.
تواصل الشركات إضافة زيادات تكاليف الاستيراد السابقة على أسعارها النهائية، في حين لا تزال الأسواق تشهد شحا في المعروض، لكن هذه الظواهر تميل إلى التلاشي.
ويتّجه المركزي الأوروبي إلى مواصلة رفع معدّلات الفائدة في مسعى لاستعادة استقرار الأسعار.
وشددت لاجارد على أن معدلات الفائدة الرئيسة ستبلغ "المستويات الكفيلة إعادة التضخّم سريعا إلى معدل 2 في المائة المستهدف، وستبقى عند هذه المستويات طالما اقتضى الأمر ذلك".
في الأشهر التسعة الأخيرة رفعت معدلات الفائدة 3,75 نقطة مئوية، علما بأن الزيادة في مايو اقتصرت على 0,25 نقطة، وهي الأدنى في هذه السلسلة.
ويتوقع خبراء أن يرفع المركزي الأوروبي معدلات الفائدة مجددا في يونيو 0,25 نقطة مئوية.
وفق آخر التقديرات الصادرة في مارس، يتوقع المركزي الأوروبي عودة التضخم إلى معدل 2 في المائة "قبل الربع الثاني من العام 2025".