مدخرات المصريين بين شح الدولار و مصيدة الذهب
يعتبر الذهب من المعادن النفيسة التي يحتفظ بها الكثير من الأفراد والمستثمرين كمخزون للقيمة والاستثمار في الأوقات الصعبة، ولذلك يتم متابعة سعره بشكل دائم حيث أن سعر الذهب وحركته يتأثر بعوامل عديدة مثل العرض والطلب والتضخم والأحداث السياسية والاقتصادية العالمية
ولكن السوال هنا هل السعر الحالى للذهب يعبر عن السعر الحقيقى طبقًا لاليات السوق (العرض والطلب) ام يعتبر فخ ومصيدة لأموال المصريين الذين ارادوا ان يستثمروا فى الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم
وتلاحظ خلال الخمسة عشر ايام الاخيرة ارتفاع سعر الذهب عيار 21 من 1870 جم ليتجاوز حاجز 2800 جم بتاريخ امس الخميس الموافق 27 ابريل 2023 حتى اعتبر الكثير من المتابعين والمهتمين بالاستثمار في الذهب هذا الارتفاع هو ضرب من الجنون حيث لم يصل سعر الذهب الى مثل هذه المستويات من قبل.
هناك العديد من التحذيرات من كبار المسؤولين بوجه عام ورئيس شعبة الذهب على وجه خاص من الاستثمار فى الذهب خلال الوقت الحالى منعًا من تعرض اموال المستثمرين للخسائر نتيجة للانخفاض الحاد المتوقع فى اسعار الذهب خلال الفترة القادمة نتيجة للتسعير المبالغ فيه والغير مبرر لاسعار الذهب والذى اعتبره تجار الذهب سعر طبيعى للتحوط المستقبلي من مخاطر العملة وتقلبات سعر الصرف خلال الفترة القادمة
GAU/USD. غرام الذهب/دولار امريكى
سجل سعر جرام الذهب 63.98$
ومع افتراض سعر الدولار داخل الجهاز المصرفي يساوى 30.95جم مقابل كل دولار ومن ثم يعتبر السعر الحقيقى لجرام الذهب مبلغ 1980 جم ولكن يتضح أن تسعير الذهب الحالى يتم على سعر الدولار بالسوق الموازى(السوق السوداء) حيث تخطى التسعير 47 جم لكل دولار مما يعتبر تسعير مبالغ فيه ولا يعبر عن الواقع خلال الفترة الحالية
السؤال ما هى التوقعات المنتظرة لسعر الذهب خلال الفترة القادمة نتيجة تقلبات سعر الصرف نتيجة انخفاض العملة المحلية مع وجود المزيد من التوقعات بانخفاض قيمة الجنيه خلال الفترة القادمة وهل سيؤدى ذلك لاشتعال المضاربة على الدولار فى السوق الموازى وزياده سعره خارج الجهاز المصرفى ام هناك إصلاحات اقتصادية سريعة يمكنها من تقليص الفجوة بين سعر الدولار داخل الجهاز المصرفي والسوق الموازى.