عمرو عامر يكتب..تغريبة عز العرب
ما بين الخروج والعودة كان التطهر من رحم صراعات وحسابات لم يكن هو فارسها بل رفض المبارزة في ساحة غير شريفة.. فالفارس لايمتطي جواده في حروب الجبناء..
خرج هشام عز العرب يوما من ممرات البنك التجاري الدولي مرفوع الرأس في مرحلة رفض أن يتحدث فيها.. فليس من شيم الكبار ذكر أنصاف المعارك.. كان يكفيه ما حققه من نجاحات في مصرف لم يكن له محل من الإعراب في عالم البنوك وخرج منه في الهجرة الأولى وقد خلف خزائن وحسابات بالمليارات، وانتشارا واسعا وخدمات بنكية عالمية وبنية تحتية تضاهي أقوى البنوك العالمية.. باختصار تحول cib من بنك إلى كيان عملاق تلك هي فلسفته في الحياة.. تحويل العادي إلى شيء خارق ورعاية الصغير حتى يكبر..
وفي عالم البنوك هشام عز العرب لا يؤمن بالكيانات الضعيفة ولا الأماكن التي تهجر الطموح، كما لا يتعامل مع أشخاص ليست لديهم فريضة الابتكار والتطور.
في بنوك عالمية ومحلية في فترة «التغريبة» بعدما خرج من التجاري الدولي وضع «عز العرب» بصماته في كل المناصب التي تولاها فصارت تعرف باسمه قائدا محترفا، وقيادة نادرة بمواصفات أكثر ندرة.. في الشدة استدعته الظروف ليكون ضمن كتيبة ضبط إيقاع سوق الصرف والعملات أو إنقاذه إن جاز التعبير، كان حسن عبد الله محافظ المركزي المصري مميزا وموهوبا في اختيار الرجال ممن يعملون معه، وكان عز العرب أول الجنود الذين استدعاهم «عبد الله» ليكون غرفة عمليات ترويض الدولار والسيطرة على فوضى سوق المال، وقد كان الرجل عند حسن الظن به.
في كل غربته ومناصبه كانت عيناه تجولان تجاه بيته وذكرياته وكتبه العتيقة في «التجاري الدولي» كان احساسه به أكثر من كونه مكانا عمل به وكان محور نهضته.. لقد اعترف هشام عز العرب أنه ترك جزءا من نفسه عند خروجه الأول مضطرا من بيته، وحان وقت العودة وفك لعنات التغريبة.
الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 كان يوما فاصلا في روح عز العرب، بعدما أعلن البنك التجاري الدولي، عن عودة المصرفي البارز، ومستشار محافظ البنك المركزي، هشام عزب العرب، من جديد إلى البنك، كعضو مجلس إدارة غير تنفيذي من ذوي الخبرة، بحسب بيان للبورصة... الإثنين 20 مارس 2023 وافقت الجمعية العمومية للبنك التجاري الدولي – مصر CIB اليوم على قرار تعيين هشام عز العرب كرئيس غير تنفيذي لمجلس إدارة البنك.. هنا عادت الروح كاملة لجسد عز العرب، شعوره بالتواضع أذاب كبرياء الحضور الطاغي عند العودة الكبيرة، لم يفكر في تصفية حسابات فالفرسان لا يبحثون عن الانتقام، لا وقت لهذه التفاهات في قاموس عز العرب.. فور دخوله لمكتبه القديم من جديد اخرج كل ملفات ودراسات تطوير البنك والخدمات المالية.. هذه شخصية هشام عز العرب كما اعرفها العمل على مدار الساعة فـ العالم لا ينتظر الكسالى هذا هو شعاره.