كرة الثلج تتدحرج.. مخاوف من مزيد من الانهيارات بعد صدمة سيليكون فالي.. والشركات المصرية في مرمى الكارثة

مع تصاعد أزمة بنك سيليكون فالي SVB Silicon Valley Bank، الأمريكي – أكبر البنوك المقرضة للشركات الناشئة حول العالم، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الشركات الناشئة والتي تعد أيضا أكثر الشرائح المودعة لأموالها في البنك، ويمكن أيضا أن يتسع التساؤل حول ما إذا كانت هناك شركات ناشئة مصرية قد أودعت أموالها في البنك ضمن المودعين؟.

إغلاق البنك
 

وقد أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك “سيليكون فالي”، وسيطروا على ودائع العملاء البالغة 212 مليار دولار، جاءت هذه الإجراءات في الوقت الذي كان يسعى فيه البنك، وهو مقرض رئيسي في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة، بكل السبل لجمع نحو 2.25 مليار دولار لسد خسارة من بيع الأصول المتأثرة بأسعار الفائدة المرتفعة.
وأدت المشاكل التي تعرض لها البنك إلى اندفاع العملاء لسحب أموالهم، وأثارت مخاوف بشأن حالة القطاع المصرفي الأمريكي وربما العالمي أيضا، في الوقت الذي قال فيه المسؤولون إنهم تحركوا من أجل “حماية المودعين المؤمن عليهم.
وقالت الجهات الرقابية المصرفية إن بنك “سيليكون فالي”، الذي يقع مقره الرئيسي في كاليفورنيا، واجه نقص السيولة واحتمال الإفلاس.

175 مليار مؤمنة
 

وقالت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، التي تحمي عادةً الودائع التي تصل إلى 250 ألف دولار، إنها تحملت حوالي 175 مليار دولار من الودائع المحتفظ بها في البنك، الذي يحتل المرتبة السادسة عشر بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة.
وأضافت أن مكاتب البنوك ستفتح أبوابها وسيتاح للعملاء الذين لديهم ودائع مؤمنة الوصول إلى الأموال “في موعد أقصاه صباح الاثنين المقبل”، مضيفة أن الأموال التي يتم جمعها من بيع أصول البنك ستذهب إلى المودعين غير المؤمن عليهم.
وقد أدى هذا الوضع إلى قلق العديد من الشركات التي لا تستطيع التصرف في أموالها المودعة في البنك.، حيث قال مؤسس إحدى الشركات الناشئة في تصريحات نقلتها شبكة بي بي سي يوم أمس الجمعة: “أنا في طريقي إلى الفرع للعثور على أموالي، لم تنجح محاولة تحويلها بالأمس. أتعرف تلك اللحظات التي قد تكون فيها قد تعرضت لخسارة ولكنك لست متأكدًا؟ هذه واحدة من تلك اللحظات”.

هل هناك شركات مصرية بين المودعين؟
 

وطرح هشام النوبي الخبير في مجال ريادة الأعمال  تساؤلا حول ما إذا كانت هناك شركات ناشئة مصرية من بين المودعين في بنك سيليكون فالي وأي نوع من الودائع هل الأموال المؤمنة أم غير المؤمنة.
وقال النوبي إن هناك العديد من الشركات الناشئة في مصر والشرق الأوسط قامت بجولات تمويلية ضخمة خلال العام الماضي وبداية العام الحالي، ربما تجاوزت 5 او 6 مليارات دولار، مشيرا إلى أن جزء كبير من هذه الأموال يتم إيداعه في بنوك دولية ومنها بنك سيليكون فالي.

وأضاف أن بنك سيليكون فالي له إجراءات مبسطة لفتح الحسابات به وهناك سهولة إجراءات السحب والإبداع ما يجعل الكثير من الشركات تفضل إيداع أموالها فيه، وتقوم بشكل شهري بسحب نفاقتها الشهرية من مرتبات للموظفين ونفقات أخرى.

جاري المراجعة
 

ورد مصدر مسئول على التساؤل بالقول إنه سيتم إجراء مراجعة حول ما إذا كان هناك شركات ناشئة مصرية قد أودعت اموالها في البنك الأمريكي أم لا للوقوف على حجمها ومساعدة الشركات في الحصول على أموالها.
وقالت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية الأمريكية FDIC إنها أنشأت مؤسسة جديدة ، تحت إسم البنك الوطني للتأمين على الودائع في سانتا كلارا (DINB) ، وأنها قامت على الفور بتحويل جميع الودائع المؤمنة في بنك سيليكون فالي إلى البنك الجديد.
وأوضحت مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية في بيان إن جميع المودعين المؤمن عليهم سيحصلون على ودائعهم المؤمن عليها بحلول صباح يوم الاثنين 13 مارس، وفي غضون ذلك ، سيحصل المودعون غير المؤمن عليهم على “عائد مقدما خلال الأسبوع المقبل” ، بالإضافة إلى شهادة حراسة للمبلغ المتبقي من أموالهم غير المؤمنة وذلك حتى يتمكنوا من دفع رواتبهم الشهرية.

إعادة تشغيل البنك
 

وقالت FDIC إن المكتب الرئيسي للبنك وفروعه السبعة عشر سيعاد فتحها للعمل في 13 مارس، كما ستستأنف الأنشطة المصرفية ، بما في ذلك الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وغيرها من الخدمات، كما أن الشيكات الرسمية لبنك سيليكون فالي ستستمر في المقاصة.
ويغطي التأمين القياسي من مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية 250 ألف دولار لكل مودع لكل بنك مؤمن، وهذا الحد هو أيضا لكل فئة ملكية ، مثل الحسابات الفردية أو حسابات التقاعد ، لذلك قد يكون لدى شخص واحد أصول بتغطية تأمينية تتجاوز 250 ألف دولار ، كما تقول FDIC.
لكن جراي تان رائد أعمال قال إن الضحايا الحقيقيون لتداعيات SVB هم المودعون، مشيرا إلى ان الشركات الناشئة (من 10 إلى 100 موظف) الذين لا يستطيعون دفع الرواتب ، سيتعين عليهم الإغلاق أو الإجازة * الأسبوع المقبل وإذا انتظرت هذه الشركات الناشئة أسابيع أو شهور حتى يتم إيداع ودائعها ، فهذا يعني تدميرها وبالتالي فقد دمرنا جيلًا من الشركات الأمريكية الناشئة عشوائيا.

مخاوف من تهافت البنوك
 

وتتزايد المخاوف من تهافت البنوك في الإنهيار وراء بنك سيليكون فالي حال اندفاع المودعين على سحب أموالهم منها، وعلى الرغم من أن معظم المودعين في سيليكون فالي هم من شركات التكنولوجيا والشركات المدعومة برأس المال الاستثماري إلا أن القلق يتزايد حال اندفاعها على سحب الأموال من البنك ما قد يسرع بإنهياره.
وأصدرت شركات التكنولوجيا ، بما في ذلك شركة البث المباشر Roku وشركة Roblox لتطوير ألعاب الفيديو ، إيداعات تنظيمية تكشف عن تعرضها لبنك Silicon Valley، وأخبرت روكو المستثمرين أن لديها 487 مليون دولار في البنك ، أو حوالي 26٪ من النقد وما يعادله ، مضيفة أن هذه الصناديق “غير مؤمنة إلى حد كبير”، كما قالت شركة Roblox إن حوالي 5٪ من 3 مليارات دولار نقدًا وأوراق مالية محتفظ بها في بنك Silicon Valley، بحسب سي بي إس نيوز الأمريكية.