للمرة الثالثة.. هبوط العقود الآجلة للجنيه المصري .. ما الدلالة؟
للمرة الثالثة منذ بداية العام تهبط العقود الآجلة للجنيه المصري بنهاية العام، والتي تسجل الآن 38 مقابل الدولار في الوقت الذي يسجل فيه سعر الدولار حسب بيانات المركزي المصري 30.81 جنيهًا.، فيما هبطت العقود الآجلة للجنيه على مدى شهر إلى 32.4 جنيهًا للدولار.
وارتفعت العقود الآجلة للجنيه مقابل الدولار إلى 35 جنيهًا للدولار بنهاية العام، ثم هبطت من جديد في الأول من مارس إلى مستويات الـ 37 جنيهًا للدولار، قبل أن تسجل اليوم حسب بيانات بلومبرج 38 للدولار.
يأتي ذلك في وقت يتعرض فيه الجنيه المصري والاقتصاد المصري للعديد من الضغوطات الاقتصادية وعلى رأسها محاولات جذب الأموال الساخنة إلى الاقتصاد المصري وحل أزمة التضخم وارتفاع الأسعار المهول.
هل خرجت الأموال الساخنة مجددًا؟
رصد البنك المركزي المصري دخول استثمارات أجنبية بقيمة 925 مليار جنيه في النصف الأول من شهر يناير 2023 عندما هبط الجنيه إلى مستويات الـ 32 مقابل الدولار قبل أن يرتد إلى مستويات الـ 30 في نفس اليوم الذي شهد تقلبًا شديدًا.
إلا أن 500 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في أذون الخزانة خرجت من عباءة الاقتصاد المصري في الأيام الأخيرة وقامت بشراء الدولار، بعد تزايد توقعات هبوط الجنيه مقابل الدولار.
يذكر أن أكثر من 20 مليار دولارًا خرجت من خزائن المركزي المصري في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية ومع رفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة لمستويات أكثر تشددًا.
توقعات البنوك للجنيه على المدى القريب
كريدي سويس
نشر البنك الفرنسي كريدي سويس تقريرًا توقع فيها أن يهبط الجنيه مقابل الدولار إلى مستويات الـ 35 قريبًا.
وأضاف كريدي سويس أن مخاوفه تفاقمت لعدة أسباب بينها عدم وضوح برنامج طروحات الشركات الحكومية، وهو يرى أن الاستثمار في مصر يناسب بشكل أكبر المستثمرون ذوي الرغبة في المخاطرة. حيث أعلنت مصر عن برنامج لطرح 32 شركة حكومية ومن بينها شركات تابعة لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية.
ستاندرد تشارتد
في الوقت ذاته توقعت كارلا سليم، من تشارتد ستاندرد أن يهبط الجنيه المصري إلى نطاق الـ 33 - 35 مقابل الدولار في وقت قريب بسبب غياب تدفقات الأموال الساخنة من الخليج.
بنك أوف أمريكا
كما توقع بنك أوف أمريكا هبوطًا لسعر الجنيه المصري مقابل الدولار، لكنه لم يحدد نسبة التراجع المتوقعة.
توقعات HSBC
توقع هو الآخر أن يبلغ سعر الدولار مستوى 30-35 جنيها على المدى القصير خلال العام الحالي.
لماذا تتوقع البنوك هبوط الجنيه الآن؟
ترجع توقعات هبوط الجنيه بشكل رئيسي إلى استمرار الضغوط الناجمة من نقص الموارد الدولارية، وبطء تنفيذ بيع الشركات المملوكة للدولة لمستثمرين خليجيين. إضافة إلى حاجة مصر إلى جذب المستثمرين من الخليج لإعادة بناء احتياطياتها من النقد الأجنبي.