الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

موعد اجتماع البنك المركزي القادم لحسم الفائدة وآخر التوقعات

الثلاثاء 28/فبراير/2023 - 02:13 م
البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

تعقد لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري اجتماعها المقبل يوم 30 مارس المقبل وذلك لحسم سعر الفائدة وذلك بعد قرار التثبيت في آخر اجتماع يوم 2 فبراير الجاري.

وأكد خبراء أنه تقترب لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري من تثبيت سعر الفائدة ويدعم هذا الاتجاه الكثير من الأسباب الجوهرية أولها الالتزام بمرونة سعر الصرف والتي بدورها أدت لتوافر الدولار والعملات الأجنبية لدى البنوك وأكبر دليل على ذلك الإفراج عن جميع البضائع في الموانئ المصرية فضلا القضاء على السوق السوداء للدولار نتيجة القرارات الحازمة التي اتخذها البنك المركزي بقياد حسن عبدالله في الفترة الأخيرة وأشاد بها المؤسسات الاقتصادية العالمية.

وأوضح الخبراء أن ثاني الأسباب التي تدعم تثبيت سعر الفائدة سعي الحكومة إلى تنشيط استثمارات القطاع الخاص حيث أن رفع سعر الفائدة يؤدي إلى تقليل الاقتراض وبالتالي تراجع نسبة المشروعات وبناء على التنسيق الذي يتم بين السياسات المالية والنقدية نتوقع تثبيت سعر الفائدة بالاجتماع المقبل.

وأشاروا إلى ثالث هذه الأسباب بدء انحسار التضخم عالميا ومحليا مما يشير إلى أن البنوك المركزية حول العالم تتجه إلى تخفيف السياسة النقدية خلال ما تبقى من 2023 مع توقعات تقليل الفائدة خلال 2024. 

جدير بالذكر أنه قررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في اجتماعها يوم الخميس 2 فبراير 2023 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 16.25،٪ 17.25 ٪ و16.75 ٪ على الترتيب كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوي 16.75 ٪.

وقال البنك المركزي إنه على الصعيد العالمي، تشير توقعات الأسعار العالمية للسلع الأساسية إلى ارتفاع طفيف مقارنة بالتوقعات التي تم عرضها على لجنة السياسة النقدية في اجتماعها السابق.

ومن ناحية أخرى، استمر تيسير الأوضاع المالية للاقتصاد الأمريكي، في حين استقرت تلك الأوضاع بشكل عام في منطقة اليورو، وذلك مقارنة بالمعلومات المتوفرة خلال الاجتماع السابق للجنة السياسة النقدية ومع ذلك، لازالت العديد من العوامل تساهم في استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بتوقعات الأسعار العالمية للسلع الأساسية.

وتتمثل أهم تلك العوامل في التباطؤ المتوقع في النشاط الاقتصادي العالمي وتخفيف الإجراءات الاحترازية المتعلقة بوباء كورونا في الصين واستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية وعلى الصعيد المحلي، تعافى النشاط الاقتصادي خلال الربع الثالث من عام 2022، ليسجل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.4 ٪ مقارنة بمعدل 3.3 ٪ خلال الربع الثاني من عام 2022.

و جاء التعافي مدفوعا بتحسن النشاط الاقتصادي في قطاعات السياحة والزراعة وتجارة الجملة والتجزئة وبالإضافة إلى ذلك، استمرت معظم المؤشرات الأولية في تسجيل معدلات نمو موجبة، وإن كانت بوتيرة أبطأ، خلال الربع الرابع من عام 2022.

وأكد البنك المركزي أنه من المتوقع خلال الفترة القادمة أن يتبع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي وتيرة معتدلة خلال العام المالي 2022 / 2023 مقارنة بالعام المالي السابق وذلك قبل أن يعاود الارتفاع بعد ذلك. وفيما يتعلق بسوق العمل، سجل معدل البطالة 7.4 ٪ خلال الربع الثالث من عام 2022، مقارنة بمعدل 7.2 ٪ خلال الربع السابق.

وارتفع المعدل السنوي للتضخم العام في الحضر ليسجل 21.3 ٪ في ديسمبر 2022، واستمر الاتجاه التصاعدي للمعدل السنوي للتضخم الأساسي ليسجل 24.4 ٪ خلال ذات الشهر كما سجل المعدل السنوي للتضخم العام 18.7 ٪ في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2022 مقارنة بالهدف المعلن مسبقًا من قبل البنك المركزي والبالغ 7 ٪ ±) 2 نقطة مئوية ( في المتوسط خلال ذات الفترة.

وتأتي تلك التطورات نتيجة  الصراع الروسي الأوكراني واضطراب سلاسل الإمداد والتوريد عالميا على كل من ارتفاع الأسعار العالمية للسلع الأساسية، بالرغم من تراجعها في الآونة الأخيرة، وتقلبات سعر صرف الجنيه المصري منذ مارس 2022، ذلك بالإضافة إلى الضغوط التضخمية الأخرى من جانب الطلب.

وتشير لجنة السياسة النقدية إلي استمرار الضغوط التضخمية من جانب الطلب، وهو ما انعكس في تطور النشاط الاقتصادي الحقيقي مقارنة بطاقته الإنتاجية القصوى وأثر تقلبات سعر الصرف في الآونة الأخيرة، وتتسق تلك التطورات مع الارتفاع في معدل نمو السيولة المحلية. ولمواجهة الضغوط التضخمية، قد قامت لجنة السياسة النقدية برفع أسعار العائد الأساسية لدى البنك المركزي المصري بشكل استباقي وبواقع 800 نقطة أساس خلال العام الماضي، منها 500 نقطة أساس خلال الربع الرابع من عام 2022.

كما قامت اللجنة بزيادة نسبة الاحتياطي النقدي التي تلتزم البنوك بالاحتفاظ بها لدى البنك المركزي بواقع 400 نقطة أساس في سبتمبر 2022. وترى اللجنة أن السياسة الاستباقية للبنك المركزي المصري تهدف إلى السيطرة على الضغوط التضخمية وخفض توقعات التضخم للمستوى المستهدف والبالغ 7 ٪ ±) 2 نقطة مئوية ( في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2024 وحيث أن المسار المستقبلي لمعدلات التضخم يعتمد على الزيادات التراكمية لأسعار العائد حتى تاريخه والتي تستغرق وقتا للتأثير على معدلات التضخم، قررت لجنة السياسة النقدية الإبقاء على أسعار العائد الأساسية لدى البنك المركزي المصري دون تغيير، وذلك لتقييم أثر سياسة التقييد الاستباقية وفقا لتوافر البيانات الاقتصادية خلال الفترة القادمة.

وتشير اللجنة إلي أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة كما تؤكد على أن تقييد الأوضاع النقدية يعد شرطا أساسيا لتحقيق معدلات التضخم المستهدفة وهدف استقرار الأسعار على المدى المتوسط.