كيف أطاح البنك المركزي بالسوق السوداء ؟
حينما هزم المركزي "خفافيش الدولار".. كيف انهارت السوق السوداء؟
في الشدة يبان معدن الرجال، ولما المركب تميل أول واحد يهرب جبان.. لكن البلد مهما مال عليها الزمان عودها صلب وعضمها متين وعزيمتها حديد وبإيدين ولادها الجدعان تسوي تلال وتهد جبال.
في الأزمة الدولار الأخيرة طفى على السطح أصحاب المصالح وعبيد الفلوس وتجار الأزمات وأكلين قوت الناس، لايهمهم وطن في محنة ولاشعب في زنقة أهم حاجة المصلحة وبعدي الطوفان جنسيتهم الدولار، وعقيدهم المكسب.. لكن على مين .. مصر فيها ولاد شطار قلبوا السوق والترابيزة في وش كل تاجر خاين العيش والملح والهواء..
كل تاجر لعب في السوق السوداء وباع واشتري وضارب في الدولار كانت نهايته سودا على دماغه والتمن دفعه غالي وكفاية دخل القايمة السودا..
تعالو نعرف الحكاية..
البنك المركزي نجح في ضرب السوق السودا للدولار في مقتل بعد قراره الجريء تحريك سعر صرف الدولار في السوق الرسمية، وأصيب تجار العملة بالشلل والخرس ومش عارفين يودا فلوسهم فين وتسبب التحريك الأخير لسعر صرف الدولار في السوق الرسمية، بحالة ارتباك في السوق الموازية، خاصة مع تضييق الفجوة السعرية بين سعر صرف الدولار في السوقين الرسمية والموازية.
من مارس اللي فات والبنك المركزي بيتحرك بقوة وشغال ليل نهار في ملف ضبط سوق الصرف، وأعلن قائمة طويلة من الإجراءات اللي بتضمن خفض سعر العملة مقابل الدولار الأميركي ودي كان الحل الوحيد لضرب السوق السودا للعملة وفعلا نجحت الخطة بعد وضع الجنيه في السعر المرن وكله عرض وطلب وبقي سعر الدولار زي السوق السودا وبكده خسر التجار ملاينهم.
وبعد القرار مباشرة السوق السوداء للصرف اتوقفت بشكل كامل عن العمل بعد انهيار الطلب على الدولار من القطاع الخاص، بسبب الإفراجات المتتالية اللي قامت بيها الحكومة والبنوك خلال الفترة الماضية والتي تجاوزت 6.8 مليار دولار، والمتواكبة مع ارتفاع صافي الاحتياطي النقدي بمقدار 470 مليون دولار خلال شهر ديسمبر الماضي.
والضربة التانية لتجار الازمات كانت طرح البنك الأهلي وبنك مصر شهادات بعائد سنوي غير مسبوق (25%)، واللي جذبت من يسعى لمخزن قيمة آمن بدل مايجازف في المضاربة بالدولار، ودا خلى كل اللي اشترى دولار من السوق السودا عشان يضارب بيه إنه يتخلص منه بعد تحقيق خساير لانخفاض سعر السوق السوداء بحوالي 10 جنيهات خلال أسبوع واحد يعني البنك المركزي ضرب السوق السودا بمرزبة تساوي ألف ضربة شاكوش.
ومن يومها السوق السودا ماتت وبقت من الماضي وعرف التجار والمصريين كمان إن مصر فيها ناس بتفكر ومركزي محترف عدى كل العواصف وضرب كل التحديات ورجع الاستقرار لكل الأسواق.