صعود قوى غير متوقع للدولار.. الأسواق تصاب بالذهول
شهدت تداولات الدولار الأمريكي يوم الخميس ارتفاعا ملحوظا بعد أن تكبدت العملة الخضراء خسائر كبيرة بالتداولات المسائية ليوم الأربعاء؛ على إثر صدور قرار الفائدة من جانب اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
وبالنظر لتداولات الدولار اليوم، نلاحظ بأن مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، سجل نموا بما يقرب 0.20% ليستقر قرب المستوى 101.42 نقطة؛ ليمحو بعض من خسائره بتداولات أمس.
وتتمثل أسباب ارتفاع الدولار الأمريكي بتداولات اليوم في النقاط التالية:
أوضح البيت الأبيض أن كلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن والمتحدث الرسمي باسم الكونجرس الأمريكي كيفن مكارثي، قد اتفقا على مواصلة المحادثات بشأن عدد من القضايا الهامة وعلى رأسها قضية سقف الديون فضلا عن الإنفاق الفيدرالي؛ كما وفي هذا الخصوص، شدد بايدن على أن الحكومة لن تسمح بالتسبب في كوارث اقتصادية غير مسبوقة للبلاد على إثر إشكالية سقف الديون؛ مضيفا بأن دوره يتمحور حول التأكد من أن الإدارة لديها المسؤولية الرشيدة لتحمل تبعات رفع سقف الديون وليس الاستمرار في هذا الإنفاق المفرط.
وهذا الأمر من شأنه أن يدعم قوة الدولار الأمريكي خلال التداولات حيث انحسرت مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي الناجم عن احتمال تخلف أمريكا عن سداد ديونها بما قد يودي بأكبر اقتصاد على مستوى العالم.
إيجابية بيانات إعانات البطالة الأمريكية والصادرة بوقت سابق من اليوم؛ حيث ارتفع عدد طلبات إعانات البطالة الأمريكية بأقل من توقعات الأسواق هذا الأسبوع، ليبلغ ما يعادل 183 ألف طلب جديد، وهو أقل من التوقعات التي أشارت لتسجيلها 196 ألف طلب.
وتلك التطورات ساهمت في تعزيز الزخم الصعودي خلال تداولات اليوم؛ بدعم من تزايد توقعات الأسواق بشأن قوة الدولار الأمريكي؛ نظرا لما لتلك البيانات من تأثيرات قوية على سوق التوظيف الأمريكي.
وعلى النقيض، حظي الدولار ببعض الضغوط بما حد من المكاسب التي حققها بتعاملات اليوم؛ وتتمثل أهمها فيما يلي:
تعرض الدولار لضغوط هبوطية تسببت في تراجع الدولار بقوة وذلك في أعقاب صدور قرار الفائدة الصادر من جانب الفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء؛ والذي قرر رفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس ليصل معدل الفائدة الرسمي 4.75%، كما تطرقت تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى عدد من النقاط الهامة والتي عززت الزخم الهبوطي لعملة الدولار خلال التعاملات؛ حيث ذكر باول أن البيانات الأخيرة تشير لانخفاض التضخم مع توقعه لمزيد من التراجع للتضخم هذا العام؛ وهذا الأمر أثار توقعات المستثمرين حيال قرب موعد خفض الفائدة؛ بما ينعكس سلبا على الدولار بنهاية الأمر.
كما قدمت سلبية البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، ومن ضمنها مؤشر ISM التصنيعي داخل الولايات المتحدة، بعض الضغوط لتداولات الدولار ، حيث سجل المؤشر نحو 47.4 نقطة خلال ديسمبر الماضي، بينما كانت تشير التوقعات إلى تسجيله نحو 48.0 نقطة خلال نفس الفترة، وانعكست هذه البيانات على أداء الدولار الأمريكي بالسلب.