ذهبت بلا رجعة.. كيف خطط ونجح البنك المركزي في القضاء على السوق السوداء
نجحت البنك المركزي المصري والقطاع المصرفي في حل أزمة البضائع المتراكمة في الموانئ حيث قامت البنوك بتوفير العملة الصعبة للمستوردين للإفراج عن بضاءعهم في الموانئ وأصبح الحصول على الدولار سهلاً مما أدى إلى القضاء على السوق السوداء نهائيا.
سعر الدولار الآن
وسجل متوسط سعر الدولار في السوق المحلي المصري نحو 29.85 جنيه للشراء و 29.95 جنيه ، بينما اختفت جميع التعاملات في السوق السوداء وأصبحت داخل القطاع المصرفي.
ولعبت قرارات البنك المركزي المصري الأخيرة دورا محورياً في القضاء على السوق السوداء بشكل نهائي خاصه قرار تحرير سعر الصرف وترك العرض والطلب هو الفيصل في تحديد سعر الصرف ، بالاضافة إلى تجفيف منابع السوق السوداء من خلال حزمة إجراءات أخري.
إنهيار السوق السوداء
وانهارت السوق السوداء بشكل كامل نتيجة مرونة سعر الصرف في البنوك، فضلا عن إجراءات الدولة لمحاصرتها منها إعلان البنك المركزي المصري قبل أيام في وقت سابق عن ارتفاع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية بنحو 470 مليون دولار ليبلغ 34.002 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي، مقابل 33.532 مليار دولار في نوفمبر2022.
وأصيبت السوق الموازية بالشلل بعد عدة قرارات للدولة أبرزها رفع البنك المركزي سعر الفائدة 4 مرات خلال عام 2022، وسرعة الإفراج الجمركي عن البضائع بالموانئ والسماح بتصدير الذهب، مما يؤكد على قدرة الدولة على توفير الدولار.
سبب الأزمة
خلينا نأكد إن التشوه اللي كان في سعر صرف الجنيه هو اللي كان سبب كل الأزمات لأن الجنيه لو اتساب للسعر الحقيقي قدام العملات على مر السنين اللي فاتت كان زمانه في حتة تانية خالص، وإن سياسة الحماية اللي كان فرضها المركزي على العملة المصرية مكانتش في محلها وكان تردد القيادات وقتها وارتعاش إيديهم السبب إن السياسة دي تستمر لغاية ما تولي المصرفي حسن عبد الله رئاسة المركزي وقرر العمل بقواعد الاقتصاد والمصارف على أصولها زي اللي في العالم كله، وتم تحرير الجنيه على مراحل عشان دقة الظروف اللي كنا فيها وقدر المركزي في النهاية إنه يوصل الجنيه لبر الأمان وينجح إنه يوقفه على رجليه قدام الدولار والعملات التانية في ذروة الأزمة ودي كانت شجاعة نادرة من البنك المركزي.
نتائج
طيب النتائج كانت إيه ؟.. هنقول لحضرتك.. لما المركزي كان بيحمي الجنيه وحدد له سعر صرف غير حقيقي ظهرت حاجة اسمها السوق الموازية أو السوق السوداء للدولار ودي بلعت مليارات الدولارات من السوق واتهربت أو اتصرفت بره النظام المصرفي والبنوك بقت بتعاني جدا من قلة الدولار لأنه بيروح السوق السوداء عشان سعرها أقل والنتيجة الحال وقف والبضايع في المواني نايمة مش لاقية اللي يرفعها عشان البنوك معندهاش.. تخيل بقي لو الوضع ده استمر كان هيحصل إيه..
دلوقتي بعد تحرير الجنيه بشكل كامل انتهت تقريبا السوق السودا لأن سعر الدولار خلاص بقي عرض وطلب مش مضاربة ولا متاجرة وبالعكس سعر الدولار في البنوك بقى أعلى كام قرش من أعلى سعر عند تجار العملة، مش كده وبس السوق السوداء عمرها ما هتقوم تان لأنها مش هتقدر تجاري التغير في سعر صرف الدولار في البنوك لأنه هيبقي عرض وطلب يعني ممكن سعره كل ساعة يتغير سواء صعود أو انخفاض وكده تجار الدولار مش هيلحقوا ياخدو نفسهم والموضوع هيبقي مخسر معاهم.
تماسك الجنيه
أهم مافي الموضوع إن الجنيه زي ماقلنا مش هينهار تاني وكل اللي جاي في صالحه وهيقوي مركزه سواء بارتفاع إيرادات الدولار المصرية من الإيرادات الثابتة زي قناة السويس والتصدير والسياحة وتحويلات المصريين أو عودة المليارات الساخنة واللي بدأت بالفعل ترجع تاني بعد السياسة الجديدة وكمان بدء صرف شرائح صندوق النقد الدولي وتجديد الثقة في الاقتصاد المصري من ناحية المؤسسات المالية الدولية.