بعد قرارات البنك المركزي الأخيرة.. ايهما افضل الإستثمار في الذهب أم ادخار الأموال؟

ليلة الخميس الثاني والعشرين من ديسمبر وبعد قرار لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي برفع أسعار العائد الأساسي لدى البنك بنسبة 3%، لتصل بذلك إلى 16.25% و 17.25 و 16.75 على الترتيب للإيداع والإقراض والخصم وسعر العملية الرئيسية، وهذا لمواجهة التضخم وسحب السيولة من الأسواق لتقليل الضغط على سحب السلع المحلية مما يقلل من لطلب على العملة الصعبة، وهو ما يحدث في أي دولة يقرر فيها البنك المركزي رفع أسعار الفائدة.

وبالتزامن مع هذا القرار الذي وبلا شك يأتي في صالح المودعين في البنوك ويحقق المزيد من الإقبال على إيداع الأموال بالبنوك، ومع وجود العديد من التوقعات حول اتجاه البنوك لإصدار شهادات استثمار جديدة بفائدة تصل إلى 20%، ما يعني المزيد من الإيجابية والعائد الإيجابي على الأفراد، بات السؤال المُحير لدى الكثيرين هل مازال الاستثمار في الذهب الأكثر ربحية أم الإدخار في البنوك؟

في خضم التغيرات الاقتصادية المتلاحقة التي يشهدها العالم منذ شهر فبراير الماضي وحتى يومنا هذا ومن المحتمل أن تستمر لفترة من الوقت، بجد الكثيرون صعوبة في أن يحددوا الطريقة المناسبة لهم ليستثمروا الأموال ، فيحتارون بين الشهادة البنكية والاستثمار في الذهب، خاصة بعد أن تأثرت اسعار الذهب بصورة مباشرة بقرار رفع أسعار الفائدة 3%، حتى أنها سجلت في بداية تعاملات اليوم انخفاضا ملحوظا وسجل جرام الذهب عيار 21 1750 جنيه بعد أن لامس الـ 1800 الأيام الماضية.

أيهما أفضل الاستثمار في الذهب أم إدخار المال؟

بعض الخبراء الاقتصاديين يرون أن إدخار الذهب أفضل من إدخال الأموال سواء بالدولار أو العملة المحلية، حتى لو انخفض سعر الذهب لبعض الوقت وارتفعت أسعار الفائدة في البنوك على الجانب الآخر، وعللوا بذلك أن الذهب معدن يحافظ على قيمته على مر السنوات بل ويتزايد الطلب عليه، ويعتبر أقل مخاطرة من استثمار المال لأنه حتى لو لم يضف لقيمة المال الذي لديك فإنه يحافظ عليها.

شهادات الإدخار أم الاستثمار في الذهب؟
 

على العكس والرأي المقابل يرى خبراء أنه لو كان الاستثمار في الذهب أكثر حفاظا على قيمة المال فإن الادخار من خلال الشهادات البنكية هو الحل الآمن، لأن الاستثمار في الذهب يتطلب من الشخص أن يكون على دراية عالية بسوق الذهب ويختار وقتا مناسبا للبيع والتبادل ويتطلب منه شراء السبائك والمشغولات ليصل للمكسب، أما الشهادات هي الأنسب خاصة في حالة لو كنت تبحث عن عائد يومي.

الحل المناسب للعائلات

 
إذا كان لديك مبلغ مالي الآن وتنتظر أن تطرح البنوك المصرية شهادات الـ 20% أو أنك ترغب في الاعتماد على الشهادة الحالية ذات العائد 16%، وكنت تنفق على عائلة وترغب في الحصول على دخل شهري أو ربع سنوي أو سنوي ثابت لسداد أقساط أو جميعات أو غير ذلك، فإن هذا هو الطريق السليم، ففي هذه الحالة ينصح الكثير من الخبراء أن يعتمد المستثمر لأمواله على الشهادات البنكية وليس الذهب للكل من يبحث عن العائد الشهري الثابت.

تآكل رأس المال

لكن في تلك الحالة عليك أن تضع في الاعتبار مشكلة التضخم التي تؤدي إلى تآكل الأموال أو تراجع وخفض قيمتها، فلو كنت تدخر 100 ألف جنيه فقيمتها العام المنصرم لا تساوي على الإطلاق قيمتها العام الحالي، ولذلك يعد خيار الاستثمار في الذهب لمن يخشى من تآكل رأس ماله في البنوك وكل ما يبحث عنه هو قيمة المال هو الأنسب له، مع الوضع في الاعتبار التذبذبات المتلاحقة التي تطرأ على سوق الذهب كل يوم سعره في تغير، ومع إقبال المواطنين على إيداع أموالهم في البنوك الفترة المقبلة ربما "تروح على سوق الذهب" لبعض الوقت فيهبط سعره.