مليارديرات عادوا فقراء.. لعنة البيتكوين تضرب أثرياء FTX
لم يعد مؤسسا شركة FTX من أصحاب المليارات، بعدما أثر الانهيار المفاجئ لمنصة تداول العملات المشفرة في ثروات ما لا يقل عن 20 من أثرياء العالم.
عندما انهارت شركة FTX ومقرها جزر البهاما، وفرعها الأميركي FTX U.S فجأة هذا الأسبوع، تبخرت ثروات سام بانكمان فرايد، وشريكه المؤسس غاري وانغ في غضون ساعات، وأدى الأمر إلى شطب سيكويا كابيتال، أكبر مستثمر خارجي في منصة تداول العملات المشفرة، وشركائها الثلاثة المليارديرات، استثماراتهم في FTX.
استثمرت سيكويا، التي يديرها جزئيًا المليارديرات، دوغ ليون، ومايكل مورتيز، ونيل شين، 213.5 مليون دولار في FTX، وبلغت قيمة حصتها 425 مليون دولار في ذروتها. لكن، سكويا شطبت كامل حصتها الأربعاء الماضي. وتقدمت FTX وFTX U.S أمس بطلب إفلاسهما.
الشركات المستثمرة في FTX
خسر أعضاء آخرون أيضًا من نادي الأثرياء أموالهم، فقد كشف تقرير لشركة Pitchbook أن ما لا يقل عن 17 مليارديرًا، قد استثمروا في منصة سام بانكمان فرايد، إذ جمعت FTX وFTX US نحو 2.2 مليار دولار من المستثمرين لرفع قيمتهما السوقية المجمعة إلى 40 مليار دولار تقريبًا في عام 2019، وفقًا للبيانات الصحافية لجولات تمويل FTX، وجداول الرسملة التي أرسلها سام بانكمان فرايد إلى فوربس في أغسطس الماضي.
أدت تغريدات ملياردير العملات المشفرة الأكثر ثراءً في العالم تشانغبنغ تشاو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات المشفرة المنافسة باينانس، التي تشكك في سيولة منصة FTX إلى انهيار شركة سام بانكمان فرايد.
كانت ذراع رأس المال الاستثمارية لشركة تشاو، Binance Labs، أيضًا واحدة من أوائل المستثمرين في FTX، إذ شاركت في جولة الشركة الأولية البالغة 8 ملايين دولار في أغسطس 2019.
وغرد تشاو الثلاثاء الماضي، أن باينانس تنظر في صفقة للاستحواذ على FTX، لكنها تراجعت بعد يوم واحد؛ "نتيجة للعناية الواجبة للشركات، بالإضافة إلى أحدث التقارير الإخبارية المتعلقة بأموال العملاء التي أسيء التعامل معها، وتحقيقات الوكالات الأميركية المزعومة".
شاركت شركة Binance Labs أيضًا في الجولة التمويلية الأولى لـ FTX في ديسمبر 2019.
تضمنت تلك الجولة أيضًا صناديق استثمارية تابعة لمليارديرين قاما برهانات سيئة في الفترة الأخيرة. وهما شركة سوفت بنك التابعة لماسايوشي صن، أحد أكبر داعمي شركة WeWork، وشركة تايغر غلوبل التابعة لشيس كولمان، التي ورد أن صندوق التحوط الرئيسي الخاص بها انخفض بنسبة 54.7% هذا العام، بعد التراجع في أسهم التكنولوجيا والأسهم الصينية.
في يوليو 2021، جمعت FTX مليار دولار بتقييم قدره 18 مليار دولار، وشملت الجولة مستثمرين أمثال، Coinbase Ventures، الذراع الاستثمارية لمنصة Coinbase المنافسة التابعة للملياردير بريان أرمسترونغ، وأكثر من 59 شركة أخرى.
وضاعف كل من صن وسوفت بنك استثمارهما، وضخا المزيد من الأموال، في حين ضخت سكويا استثمارها الأول.
قام المستثمر في صندوق التحوط دانيال لوب، بالاستثمار في الجولة، كما فعل أربعة من منافسيه في القطاع، وهم إسرائيل "إيزي" إنجلندر، وآلان هوارد، وبول تيودور جونز، ودان أوتش. بالإضافة إلى ذلك، أسهمت شركة Thoma Bravo في الجولة، وهي شركة أسهم خاصة أسسها كارل توما، وأورلاندو برافو.
بعد ثلاثة أشهر فقط، في أكتوبر 2021، جمعت FTX نحو 421 مليون دولار أخرى بتقييم 25 مليار دولار بدعم 69 مستثمرًا، بما في ذلك سيكويا وTiger Global وBlackRock، وشركة إدارة الاستثمار التي أسسها ويديرها لاري فينك.
كما انضمت شركة Iconiq Capital، التي تدير أموال مارك زوكربيرغ وغيره من أباطرة وادي السيليكون إلى جولة FTX، وتبعتها مجموعة Digital Currency Group التابعة لباري سيلبيرت، وشركة NEXT Ventures، الذراع الاستثمارية لشركة سامسونج.
بعد ذلك، في 26 يناير 2022، جمعت شركة FTX الأميركية التابعة لشركة FTX نحو 400 مليون دولار في جولتها التمويلية الأولى والوحيدة، بتقييم قدره 8 مليارات دولار.
وفي الوقت نفسه، جمعت FTX نحو 400 مليون دولار أخرى من أكثر من 10 مستثمرين، ليصل تقييمها إلى 32 مليار دولار.
شاركت سوفت بنك في كلتا الجولتين، بينما زادت شركتي Tiger Global وAlchemy Ventures استثماراتهما في FTX. وتعد Alchemy Ventures الذراع الاستثمارية لشركة Alchemy، التي أسسها ويديرها نيكيل فيسواناثان، وجو لاو.
إذًا، خسر المليارديرات الكثير من الأموال، لكن مصيرهم يبقى أفضل من موظفي FTX؛ فقد كشفت جداول الرسملة التي شاركها بانكمان فرايد مع فوربس، أن مجموعة خيارات أسهم الشركة تمتلك 3% من FTX، أي أكثر من أي مستثمر خارجي لها، وبلغت قيمة هذه الحصة 950 مليون دولار بعد جولة التمويل التي أقيمت في شهر يناير لكن من المحتمل أن قيمتها لا تساوي شيئًا الآن بعد أن تعرضت FTX للإفلاس.