حرق السوق السوداء.. الرئاسة النيجيرية تغير تصميم العملة الوطنية.. والدولار السبب
زادت العملة المحلية النيجيرية من هبوطها مقابل الدولار الأميركي في السوق غير الشرعية المستخدمة بطريقة واسعة في البلاد، حيث هرع النيجيريون لشراء العملة الخضراء عقب أسبوع من إعلان البنك المركزي أنه سيعيد تصميم الأوراق النقدية مرتفعة القيمة.
أوضح عمر ساليسو، أحد مشغلي مكتب صرافة يتعقب بيانات في العاصمة التجارية للبلاد، أن تجار العملات بالسوق الموازية غير مرخص لها بالعمل عرضوا عملة النيرة بأسعار تتراوح بين 830 إلى 850 لكل دولار الأربعاء في لاجوس.
وسع المستوى القياسي المتراجع الفارق مع سعر الصرف الرسمي، والذي انخفض لمستوى لم يسبق له مثيل بلغ 443.11 للدولار عند الساعة 1.44 مساء بتوقيت لاجوس، ليصل لأكبر فجوة بالتاريخ تفوق 88%.
صعد الطلب على الدولار بأكبر اقتصاد في إفريقيا منذ إعلان البنك المركزي الشهر الماضي عن خطة لاستبدال الأوراق النقدية من فئة 200 و500 و1000 نيرة بداية من منتصف ديسمبر المقبل. سيتم وقف العمل بالأوراق النقدية القديمة باعتبارها عملة شرعية نهاية يناير المقل.
أكد البنك المركزي بأن عملية إعادة التصميم ستجفف السيولة الزائدة وستساعده على التحكم بصورة أفضل في المعروض النقدي، مع الحد من الجريمة.
كما هو الحال منذ عقود بنيجيريا، يتداول نحو 85% من العملات خارج خزائن بنوك البلاد.
نوه ساليسو إلى أن تجار العملة في الشوارع اضطروا لتجميع الموارد لتلبية الطلب المتنامي. أضاف: "يحضر المشترون ولا نمتلك ما يكفي لإعطائهم، لذلك نتشارك في الأعمال مع تجار آخرين".
في العاصمة أبوجا، حيث الأسعار أعلى بصفة عامة، وفي مدينة كانو التجارية الشمالية، جري تداول عملة نيرة بما يصل إلى 850 مقابل الدولار الأربعاء، بحسب التجار في الشوارع.
قال عبد الله تانكو، وهو أحد تجار العملة في المدينة :"هذا الشح لم يسبق له مثيل، ولم أشهد موقفاً كهذا بهذه السوق قبل ذلك".
تدير نيجيريا نظاماً للصرف متعدد السعر، ويسيطر عليه سعر فوري رسمي يخضع للرقابة المشددة من قبل البنك المركزي. في السوق السوداء غير المرخصة، تُتداول العملة بطريقة حرة.
حذرت وزيرة المالية زينب أحمد من أن إعادة تصميم العملة قد تضعف سعر صرف النيرة مع اندفاع السكان نحو استبدال العملات القديمة. لكن الرئيس النيجيري محمد بخاري ساند البنك المركزي، قائلا إن هذا الإجراء سيعاقب مكتنزي العملة ويكبح التضخم الذي وصل لأعلى مستوياته خلال 17 سنة بسبتمبر الماضي.
ذكر تانكو أن الموعد النهائي الذي يقترب في 31 يناير، عندما تنتهي صلاحية الأوراق النقدية القديمة، يحفز الاندفاع صوب الحصول على الدولارات. أختتم بقوله: "إنهم يسعون لاستباق الموعد النهائي".