ما وراء إعلان عمرو دياب لصالح البريد.. لماذا تحتاج هيئة البريد لحملة إعلانية رغم نجاحها

تمتلك مصر أقدم الخدمات البريدية في العالم وفي وسط شارع مزدحم في العتبة يوجد المقر الرئيسي لدائرة بريد القاهرة وخلال العقد الأخير وبالتحديد خلال الـ5 سنوات الأخيرة شهدت هيئة البريد نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها للعملاء وأصبحت حقا أحد المؤسسات المالية الرائدة في البلاد.

ولم تعد خدمات هيئة البريد تقتصر على بيع الطوابع أو استقبال وإرسال الطرود البريدية والرسائل الورقية بل أصبحت هيئة مالية متكاملة تساهم بكل قوة في الشمول المالي وتعزيز الاقتصاد القومي وحقق البريد الكثير من الإنجازات خلال الفترة الماضية حيث أنه قام بتجديد شبكة الفروع بشكل كامل في جميع المحافظات فضلا عن نشر ماكينات الصراف الآلي والمشاركة بقوة في الشمول المالي.

إعلان عمرو دياب

وتتويجا للنجاحات منقطعة النظير التي حققتها هيئة البريد المصري كان لابد من تصميم إعلان تليفزيوني دعائي لما شهده البريد من تحول جذري على كافة الأصعدة فضلا عن التنويه أن قادم الأيام ستشهد المزيد من التطورات تحت شعار "ده وقته".

وأثار إعلان الفنان عمرو دياب لصالح البريد المصري حالة من الجدل وتفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالإيجاب تارة والسلب ونشر الشائعات تارة أخرى فمنهم من أثنى على الهيئة وما تقدمه من خدمات ومنهم من هاجم الإعلان والهيئة مشيرين إلى أن أجر عمرو دياب يتخطى 15 مليون جنيه لتمثيل هذا المحتوى وهو بالطبع ما نفاه مسئولين بالهيئة مؤكدين أن البريد ملك المصريين ولهم.

أما المعجبون بالإعلان فأثنوا على ما يقدمه البريد المصري من خدمات كبيرة مؤكدين أن الهيئة إحدى مؤسسات الدولة العريقة وتعد أقدم هيئة بريد في العالم  فخورين بما تحققه على كافة المستويات.

وللعلم إعلان البريد المصري لم يأخذ من أموال الحكومة كما أن جميع المؤسسات الحكومية يجب أن تخرج بأفكار خارج الصندوق لدخول السوق التنافسية بقوة القائمة على مهارات العمل الحديثة لتستطيع أن تكمل طريقها وتنافس.

ويعد البريد المصري من أنجح المؤسسات التي حققت أرباح خلال الأعوام القليلة الماضية رغم المنافسة القوية مع شركات عملاقة مثل DHL و FedEx وبالتالي طالما أنه هيئة هادفة في جزء كبير منها إلى الربح فيجب أن يكون لديه علامة تجارية علامية ولن يأتي ذلك إلا من خلال التسويق السليم بناء على خطط مدروسة لمنافسة الشركات الكبرى ليحافظ على تحقيق الأرباح وبالتالي دفع رواتب الموظفين والتوسع في الخدمات حيث أنه يمتلك مجلس إدارة برئاسة المصرفي الخبير شريف فاروق ، وأعضاء مؤلفين من شخصيات عالية المستوى في قطاع البنوك فضلا عن متابعة وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت لكل ما يتم اتخاذه من قرارات.

شركة البريد للاستثمار 

تمتلك هيئة البريد المصري شركة البريد للاستثمار وهي إحدى الشركات المملوكة والذراع الاستثماري للهيئة وتم تأسيسها في عام 2006 ولها العديد من الشراكات الاستراتيجة منها مساهمتها في شركة اتصالات مصر بنسبة 20% والعديد من الشركات التي تدعم مجالات مختلفة مثل شركات تقنية المعلومات ونقل الأموال وإدارة المشروعات والمنشآت والتسويق وبالتالي جميع خطط وقرارات البريد مدروسة بشكل جيدا جدا ومضمونة العائد.

تفاصيل الإعلان

يروي الفيلم القصير الذي أنتجته وكالة إعلانية لصالح بريد مصر قصة كيف أنه بالعمل الجاد والمثابرة وصل البريد المصري إلى قلب كل بيت في الجمهورية مستندا على ما يحظى به من شعبية كبيرة حيث تنعكس كلمات الأغنية على المهنية والعمل الدؤوب والتحديات على طول رحلة الهيئة.

قصة إنشاء البريد

من المعروف أن مصر القديمة كانت تتمتع بواحدة من أكثر التسلسلات الهرمية منهجية في التاريخ بالإضافة إلى واحدة من أقدم الحضارات حتى الآن وبمجرد أن أصبحت الكتابة مؤسسية في مصر ، كان المصريون القدماء يبحثون بشكل أساسي عن طرق لتوصيل المعلومات مع المناطق الأخرى في البلاد وقدمت ورق البردي الانتقالي التدريجي موجة جديدة من طرق الاتصال وكانت مسألة وقت فقط لتطوير نظام بريدي.

يعود إنشاء البريد المصري إلى عهد الخديوي إسماعيل ، وفي 2 يناير 1865 ، تم نقل ملكية البريد الأوروبي إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يومًا تاريخيًا للبريد المصري وعطلة بريدية كل عام.

وفي البداية كانت هيئة البريد تابعة لوزارة الأشغال ، ثم تابعت لعدة وزارات حتى ديسمبر 1865 ، عندما تم إلحاقها بالمكتب العام للمالية.

وقبل إنشاء هيئة البريد المصرية ، قامت بعض الدول الأجنبية ، بإنشاء مكاتب بريد في مصر حيث أنشأت إنجلترا مكتبين في عام 1831 ، أحدهما في الإسكندرية والآخر في السويس ، وألغيا عام 1878 وفي عام 1836 ، أنشأت فرنسا مكتبين ، أحدهما في الإسكندرية والآخر في بورسعيد ، وألغيا عام 1931 أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية ، فقد تم إنشاؤها جميعًا في الإسكندرية في الأعوام 1838 ، 1859 ، 1866 و 1867 وألغيت جميعها في 1889 و 1882 و 1884 و 1875 على التوالي.   وفي ذلك الوقت ، أصبحت مصر مركزًا للتجار وأصبحت "Poste Egyptienne" وسيلة الاتصال الرئيسية وافتتحت الحكومة مكاتب بريد مراسلة في المدن المجاورة وكانت إدارة البريد الرئيسية موجودة في الإسكندرية والتي كانت تابعة لأول مرة بوزارة فرنسا ثم تم نقلها لاحقًا إلى وزارة العدل ومع ذلك ، في عهد الملك فؤاد ، تم إنشاء قسم جديد للاتصالات كان يدير شبكة السكك الحديدية والطرق والجسور والهاتف والبرقية وكذلك الخدمات البريدية ثم تم نقل مقر خدمات البريد إلى القاهرة في مبنى لا يزال يعمل حتى يومنا هذا.

جوائز البريد

حصل البريد المصري على "جائزة التميز لأفضل مؤسسة بريد عربية في التحول الرقمي" حيث يؤكد فوز البريد المصري بهذه الجائزة استمرار نجاحه على الصعيدين الإقليمي والدولي خلال الفترة الماضية ويمثل تجسيدًا واضحًا للإنجازات التي تحققت سواء في الخدمات البريدية أو المالية أو الحكومية ، وتنفيذ الشمول المالي والتحول الرقمي في جميع إجراءات العمل وتطوير البنية التحتية كما يسلط الضوء على ريادة مصر على المستويين الإقليمي والدولي في تقديم الخدمات البريدية المختلفة.

ويواكب البري المصري تحديات الامتثال وتعزيز العلاقات مع البنوك في إطار دعم خطط الدولة لتحقيق الشمول المالي ومتابعة جميع التطورات المصرفية الدولية والتغيرات والتحولات الإقليمية للمجتمع المصرفي.

ويحرص المصرفي الكبير شريف فارق رئيس مجلس إدارة البريد المصري على بحث أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين هيئات البريد المختلفة في العالم فضلا عن فتح آفاق التعاون مع جميع الدول للسماح بتطوير الخدمات البريدية وتقديم خدمات جديدة لعملاء البريد.

جدير بالذكر أن بريد مصر سبق أن فاز بجائزة خدمة العملاء 2020 ، التي يمنحها الاتحاد البريدي العالمي (UPU) لأفضل خدمة عملاء لعام 2020 وبريد مصر هو عضو في اتحاد البريد العربي وعضو مجلس إدارة مدراء الاتحاد البريدي من أجل المتوسط (PUMed).