ما سبب انخفاض الين الياباني أمام الدولار؟
السبب الرئيسي والمنطقي الوحيد هو اختلاف سياسات البنوك المركزية. إذ يستعد الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة لما قد يصل إلى خمس أو ست زيادات أخرى هذا العام، وستتعبه العديد من البنوك المركزية الأخرى أيضًا لمحاربة التضخم. وفي الوقت نفسه، لا يبدو أن بنك اليابان قريب من نفس السيناريو مع تمسكه بالسياسة النقدية التيسيرية. وجعل هذا جاذبية صفقات الشراء بالاقتراض (Carry Trade) أكثر جاذبية. وبما أن الفائدة تحسب بالدولار الأمريكي أو الكندي أو الأسترالي، فإن جاذبية صفقات الشراء بالاقتراض مقابل الين منخفض السعر تزداد.
اتساع فجوة العائد بين السندات الأمريكية واليابانية
الارتفاع الأخير في الدولار/ين كان مدفوعًا أيضًا باتساع فجوة العائد بين السندات الأمريكية واليابانية، مما يدعم الأولى ويؤثر بالسلب على الثانية. وقفز الفارق بين العائدات القياسية في البلدين حوالي 60 نقطة أساس هذا العام إلى 2.13٪، وهو أعلى مستوى منذ 2019. مع بدء دورة التشديد للفيدرالي، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بينما ظلت عوائد السندات في طوكيو تحت المراقبة من قبل بنك اليابان التيسيري، والذي يظهر القليل من الميل نحو رفع الفائدة حتى مع تداعيات الحرب الأوكرانية التي تغذي التضخم في جميع أنحاء العالم.
الفرق بين معدلات التضخم في الولايات المتحدة واليابان
حتى الفرق بين التضخم في الولايات المتحدة واليابان جوهري، فبينما تعاني الولايات المتحدة من أعلى تضخم في 40 عامًا، تحاول اليابان جاهدة حتى ترفع التضخم عندها. إذ ارتفعت أسعار المستهلكين الأمريكيين بنسبة 7.9٪ على أساس سنوي في فبراير مقارنة بـ 0.9٪ فقط في اليابان.
ارتفاع أسعار النفط:
علاوة على ذلك، فإن اليابان تعاني من أسعار النفط المرتفعة كمستورد صافي، وهذا أفقد الين بعضًا من بريقه كملاذ آمن.
قوة الدولار الأمريكي
قوة الدولار الأمريكي، وإذا رفع الفيدرالي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع مايو، بالإضافة إلى 25 نقطة أخرى في كل اجتماع من الاجتماعات الخمسة المتبقة خلال 2022، فسيكون أمام زوج (USD/JPY) مجال أكبر للارتفاع. وهذا سيزيد الضغط على الين.
العجز التجاري آخذ في الاتساع في اليابان:
كما سجلت اليابان عجزًا في الحساب الجاري بلغ 1.19 تريليون ين (10.1 مليار دولار) في يناير، وفقًا لوزارة المالية - ثاني أعلى عجز على الإطلاق - وسط عجز تجاري آخذ في الاتساع.