الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

مصر تقود الصيرفة الرقمية.. سلاح القطاع البنكي لاستمرار المعاملات وخدمة العملاء

الأربعاء 03/يونيو/2020 - 08:52 م
بانكير

 

أطلت أزمة فيروس كورونا بظلالها السوداء على جميع القطاعات وبشكل خاص يواجه المقترضون والشركات خسائر في الوظائف وتباطؤ المبيعات وانخفاض الأرباح مع استمرار انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم ومن المرجح أن يبدأ عملاء البنوك في السعي للحصول على إعانات مالية.

وبالإضافة إلى إدارة التأثير الاقتصادي المباشر للفيروس التاجي تحتاج البنوك إلى وضع خطة لحماية الموظفين والعملاء من انتشاره وبدأت العديد من البنوك بالفعل في تشجيع العمل عن بعد لبعض الموظفين.

وسيحتاج العملاء الذين يتزايد قلقهم من قضاء الوقت في الأماكن العامة المزدحمة إلى طريقة لإجراء المعاملات المصرفية دون تفاعل مادي ومن خلال تنفيذ معاملات العملاء الرقمية والرقمية بالكامل يمكن للبنوك ضمان تنفيذ العمليات اليومية والاستثنائية.

• كورونا يتحدى العادات المصرفية التقليدية تزامنا مع انتشار فيروس كورونا COVID-19 تبدو بدائل الخدمات المصرفية الشخصية والتبادل المادي أكثر جاذبية.

وعلى سبيل المثال نصحت منظمة الصحة العالمية الناس باستخدام الدفع بدون تلامس وتجنب التعامل مع الأوراق النقدية قدر الإمكان ووذلك لأن الفيروس قد يستمر في العيش على الأوراق النقدية لعدة أيام مما يسرع من انتشار المرض.

وبالطبع ليس فقط النقود الورقية هي التي يتم النظر إليها ومعاملتها بشكل متزايد على أنها ناقلة للفيروس حيث تعمل البنوك والمستهلكون والحكومات على تقييم مخاطر الخدمات المصرفية الشخصية واختيار القنوات الرقمية عندما يكون لديهم الاختيار.

• التوصيات الرسمية تنصح التوصيات الرسمية الحالية الصادرة من الهيئات المصحية المعتمدة عالميا ومن أهما مركز مكافحة الأمراض الأمريكي الأفراد بالبقاء على بعد ستة أقدام من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مرئية وقد يكون هذا مستحيلًا في فروع البنوك المادية حيث يُتوقع وجود خطوط طويلة وتفاعلات وثيقة مع المصرفيين حيث أن كل ما يتطلبه الأمر هو شخص مصاب بالعطس أو السعال من أجل تعريض الجميع من حوله للخطر وإصابة الجميع بالذعر.

وعلاوة على ذلك قد يكون بعض الأشخاص قادرين على نشر المرض حتى قبل ظهور أعراض المرض مما يجعل تجنب المرض شبه مستحيل.

ومن المرجح أن يكون كبار السن والمستهلكون الذين يعانون من ظروف مرضية موجودة مسبقًا هم أول من يتجنب هذه الفروع حيث يشكل فيروس كورونا تهديدًا مباشرًا لحياتهم ولن يكون أمام المستهلكين الذين يخضعون للحجر الصحي أي خيار سوى التخلي عن زيارة الفرع.

ونظرًا لظهور عدد أكبر من الحالات كان لزاما اللجوء للخدمات المصرفية الأقل في التلامس والتعامل المباشر.

• الفيروس يعزز الخدمات المصرفية الرقمية فرض التحول الرقمي بالقطاع المصرفي نفسه سريعا وساعده في ذلك فيروس كورونا وبالفعل بدأت الحكومات والمؤسسات والبنوك تنفيذ خطة التحول نحو الخدمات المصرفية الرقمية وتتخذ الإجراءات ذات الصلة.

وعلى المستوى المحلي بدأت البنوك في مصر اختبار قدرة أنظمتها عبر الإنترنت للتعامل مع تدفق الطلبات المصرفية الرقمية وكان هناك مبادرات ودعوات من البنك المركزي المصري بقيادة طارق عامر بزيادة الاعتماد على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والخدمات المصرفية عبر الهاتف وخدمات مركز الاتصال بالإضافة إلى العمل عن بعد.

ويأتي على رأس قائمة البنوك التي حققت تقدما في ملف الصيرفة الرقمية البنك التجاري الدولي CIB وبنك HSBC والبنك الأهلي المصري الذي أقدم على إنشاء أول فرع مميكن في مصر.

كما سعت العديد من البنوك إلى تحويل بعض عمليات تمويل لتقليل الحاجة إلى التبادل الشخصي كما انتشرت ندوات إدارات البنوك عبر الإنترنت لتدريب الموظفين على كيفية استخدام الأدوات الرقمية وغيرها من الملفات المهمة بالقطاع.

وبات مسموح يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التقدم بطلب عبر الإنترنت للحصول على قرض قصير الأجل للتخفيف من حدة انخفاض المبيعات والتدفق النقدي.

• بداية عصر الرقمنة أدى صعود شركات عملاقة رقمية مثل Amazon و Netflix إلى تحفيز المستهلكين لتوقع تفاعلات مرضية وكاملة عبر الإنترنت في جميع مجالات حياتهم بما في ذلك الخدمات المصرفية.

كما أن فيروس كورونا عمل على تكثيف رغبة الناس في الخدمات الرقمية مما جعلها مسألة ملحة.

وتستفيد البنوك الملتزمة بالحفاظ على هوامش أرباحها واستمرار العمل كالمعتاد وطمأنة العملاء القلقين بشكل كبير من استخدام منصة أمامية رقمية.

وباتت البنوك تسمح للعملاء ضمن الأعمال المصرفية من إرسال رسائل نصية وإكمال النماذج وإرسال المستندات و والتوقيع عبر التوقيع الإلكتروني بالكامل من خلال أجهزتهم المحمولة.

وفي الوقت نفسه يقدم موظفي البنوك إرشادات في الوقت الفعلي عبر الهاتف مما يساعد العملاء على إكمال العملية بدقة وتوفير المعلومات والطمأنينة التي تشتد الحاجة إليها خلال هذه الأوقات ولم يعد يتعين على العملاء القيام بزيارة محتملة إلى الفرع لإكمال أي عدد من المعاملات من فتح حساب إلى التقدم بطلب للحصول على قرض.

وحتى بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا ستكون الحلول الرقمية للبنوك ذات صلة دائمة والشعبية المتزايدة للبنوك الجديدة والتكنولوجيا المالية هي شهادة على ذلك وسوف تجد البنوك التقليدية التي تختار التعلم والاستفادة من الدروس من المؤسسات المالية الرقمية نفسها أكثر استعدادًا للتنافس مع البنوك التي تواجه تحديات أثناء تفشي الأوبئة وبعد فترة طويلة من انتهائها.