صندوق النقد: التوترات التجارية تهدد الأسواق بتصحيحات حادة
حذر صندوق النقد الدولي من أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية قد يؤدي إلى تصحيحات كبيرة في أسواق الأسهم العالمية، مشيرًا إلى أن مثل هذه التطورات قد تولّد تقلبات حادة تهدد الاستقرار المالي على مستوى العالم.
وأوضح الصندوق، في فصل من تقريره نصف السنوي حول الاستقرار المالي العالمي، أن الأحداث الجيوسياسية الكبرى، بما في ذلك الصراعات العسكرية، التوترات الدبلوماسية، الهجمات الإرهابية، والقيود التجارية، تشكّل مخاطر متنامية على النظام المالي العالمي، وقد تساهم في زيادة معدلات عدم اليقين في الأسواق.
ورغم أن التقرير لم يشر بشكل مباشر إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرًا، إلا أنه أشار إلى أن مقاييس المخاطر المستندة إلى الأخبار المتعلقة بالحروب والصراعات والإنفاق العسكري قد ارتفعت بصورة حادة منذ عام 2022.
وكشف الصندوق، استنادًا إلى أبحاثه، أن مثل هذه الأحداث الكبرى تؤدي في المتوسط إلى تراجع أسعار الأسهم بنحو نقطة مئوية واحدة شهريًا على مستوى الأسواق العالمية، مما يعكس حساسية الأسواق العالية تجاه الأزمات الجيوسياسية.
وأكد الصندوق على أهمية استعداد المؤسسات المالية لاحتمالات تصاعد هذه المخاطر، داعيًا البنوك وشركات الاستثمار إلى تعزيز احتياطيات رأس المال والسيولة، واستخدام أدوات مثل اختبارات الضغط والتحليلات الشاملة للمخاطر لتحديد مواطن الضعف في محافظها الاستثمارية.
كما شدد على ضرورة تبني سياسات استباقية لضمان استمرار تدفق التمويل إلى الاقتصاد الحقيقي، وتجنب الدخول في دوامات بيعية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة في حال حدوث تصحيح مفاجئ في الأسواق.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه الاضطرابات التجارية بين القوى الكبرى، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين، مما يثير مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في موجة جديدة من عدم الاستقرار المالي قد تؤثر على معدلات النمو والاستثمار خلال الفترة المقبلة.
