رغم مخاطرها.. هل تعتبر البيتكوين لقاح ضد انهيار آخر في النظام المالي العالمي

قال خبراء إن عملة البيتكوين كوسيلة تحوط ضد التضخم المفرط والانهيار المالي أمر منطقي ولكن هل تكون أفضل عوائدها وراء ذلك إذا عاد العالم إلى طبيعته .. ويشعر المستثمرون الأذكياء بالقلق من أن طباعة النقود القياسية من قبل البنوك المركزية استجابة لتداعيات فيروس كورونا COVID-19 تشكل مخاطر جسيمة على النظام المالي ، حيث أصبحت العملات المشفرة الآن واحدة من أفضل التحوطات التي تتعارض مع احتمالية التضخم المفرط.

وأوضحوا أن التاريخ مليء بالاقتصادات التي سقطت في التضخم المفرط والدمار الاقتصادي نتيجة اقتراض الحكومات الكثير لتمويل العجز.

وأكدوا أن الذهب هو وسيلة تحوط قوية لحماية القيمة الحقيقية للمدخرات في حالة حدوث تمزق تضخمي آخر.

وضرب الخبراء مثالا: توجد حالات عجز ضخمة ومتنامية في كل مكان اليوم حيث تجاوز الدين الأمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي 100 في المائة وتعادل الحوافز الأمريكية 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي قبل خطة الرئيس جو بايدن لضخ 1.9 تريليون دولار إضافي في الاقتصاد.

وأشاروا إلى أن تشغيل صنابير الأموال كرد فعل على كل أزمة كبيرة كان بمثابة استجابة حكومية تلقائية للأزمات منذ التخلي عن معيار الذهب في عام 1971 لمساعدة الولايات المتحدة في تمويل التكلفة الباهظة لحرب فيتنام.

وكان إغراق الذهب ، حيث يصعب زيادة العرض بسرعة ، أثار غضب نقاد نيكسون الاقتصاديين ، لكن سيولة النقود الورقية للبنك المركزي سمحت للولايات المتحدة بالخروج من الأزمة دون كارثة كاملة.

وذكر الخبراء أن هناك مخاطرة بالنسبة لمشتري البيتكوين اليوم ، فقد تجاوز السعر الآن بشكل منتظم 50 ألف دولار أمريكي في عام 2021 وأكثر من أربعة أضعاف منذ 1 مارس 2020 حيث ثبت أنه يخدم النقد الحديث أو البنك المركزي إلى حد كبير ثلاثة أغراض: السيولة ، مخزن للقيمة وحدة حساب ثابتة.

ولفتوا إلى أنه لا يمكن للبيتكوين أن تحل محل الحاجة إلى السيولة في حالة حدوث أزمة مثل الحرب التي تتطلب استجابة مدعومة من الحكومة ، وتقلب الأسعار يستبعدها كوحدة حساب وذلك على الرغم من أنه قد يكون لها بعض المنفعة كمخزن للقيمة ، مثل نوع من الذهب الرقمي ، أو إذا كنت ستأخذ وجهة نظر أكثر تفاؤلًا ، كبديل للنقد للمقايضة بالسلع والخدمات كوحدة حساب مستقبلية.

واختتموا: النقد ، مثل البيتكوين ، ليس له قيمة جوهرية وهو عرضة للاستبدال كوسيلة لتبادل الثروة بين طرفين كجزء من المستقبل الرقمي.

جدير بالذكر أنه بعد التخلي عن معيار الذهب والمسؤولية المالية والنقدية في عام 1971 ، انتشر التضخم في الاقتصادات الغربية وفي السبعينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة ، ارتفعت أسعار الفائدة إلى 20 في المائة وانهارت قيمة الدولار وفي المملكة المتحدة ، خرج التضخم عن السيطرة فوق 25 في المائة وتكرار اليوم ، في ظل ظروف مماثلة ، من شأنه أيضًا أن يفيد نظريًا قيمة البيتكوين نظرًا لأن لديها معروضًا ثابتًا يبلغ 21 مليون قطعة نقدية.

واستنتاج الخبراء بصفتهم مستثمرين يحظى باحترام كبير حيث أن العملة المشفرة هي لقاح ضد انهيار آخر في النظام المالي ستصدم الكثير من مستثمري المدارس القديمة ، على الرغم من استمرار المخاطر حول سعر البيتكوين الذي يعود إلى الأرض إذا نجحت اللقاحات في العالم الحقيقي في محو الوباء.