النفط يهبط لأدنى مستوى في 4 أعوام مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
سجلت أسعار النفط العالمية انخفاضًا حادًا خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات، في ظل تصاعد المخاوف بشأن الطلب العالمي على الخام، بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية قياسية بنسبة 104% على السلع الصينية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.13 دولار أو 3.39% لتسجل 60.69 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.36 دولار أو 3.96% لتصل إلى 57.22 دولارًا للبرميل. وبهذا، لامس خام برنت أدنى مستوى له منذ مارس 2021، بينما بلغ خام تكساس أدنى مستوياته منذ فبراير من نفس العام.
ويأتي هذا الهبوط المستمر في الأسعار لليوم الخامس على التوالي، منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات الصينية، وسط تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة دخلت حيز التنفيذ اليوم الأربعاء في الساعة 04:01 بتوقيت جرينتش، مشيرًا إلى أن القرار جاء ردًا على رفض الصين إلغاء رسومها المضادة على السلع الأميركية، ما دفع واشنطن إلى زيادة رسومها بنسبة 50% إضافية.
وفي المقابل، تعهدت الصين بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية، ووصفت الإجراءات بأنها "ابتزاز اقتصادي"، وسط تهديدات بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على واردات صينية جديدة.
وفي هذا السياق، قالت يي لين، نائبة رئيس أسواق السلع في "ريستاد إنرجي"، إن الرد الصيني "الصارم" يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سريع، محذرة من أن استمرار الحرب التجارية قد يهدد نمو الطلب الصيني على النفط بنحو 50 إلى 100 ألف برميل يوميًا، رغم احتمالات تدخل حكومي لتحفيز الاستهلاك المحلي.
وما زاد من الضغوط على أسعار النفط، إعلان تحالف أوبك+ الأسبوع الماضي عن خطط لزيادة الإنتاج في مايو المقبل بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، وهو ما يُرجح أن يزيد من الفائض في السوق العالمية
وفي ظل هذه التطورات، خفّض بنك "جولدمان ساكس" توقعاته لأسعار الخام، متوقعًا أن يسجل خام برنت 62 دولارًا، والخام الأميركي 58 دولارًا للبرميل بحلول ديسمبر 2025، على أن ينخفضا إلى 55 و51 دولارًا على التوالي بحلول ديسمبر 2026.
ورغم هذه الأجواء السلبية، أشارت بيانات معهد البترول الأميركي إلى تراجع مخزونات الخام الأميركية بنحو 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا للطلب، مقارنة مع توقعات بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية لاحقًا اليوم.
